أحمد زكي .. الغائب موتًا.. الحاضر فنًا

كتب/ اشرف عبدالسلام

صدر كتاب جديد للكاتب أشرف بيدس سيرة فنية عن العبقري أحمد زكي, صادر عن دار سما للنشر والتوزيع, الكتاب يقع في 208 صفحة, ويتعرض لمسيرته الفنية بدءًا من قدومه للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية وحتي رحيله, يقول المؤلف في صدر الكتاب “نعم الأسم أقوي وأبلغ من كلمة مقدمة, أو استهلال.. أو ما شئنا من كلمات مفتاحية للدخول إلي عالم هذا الساحر الأسمر.. في كل مهنة علي الأرض هناك أسطوات, فما أن يذكر أحد الأسم حتي تتكشف المهنة, فإذا قلنا طلعت حرب, الاقتصاد, وإذا قلنا بيليه, الكرة, وإذا قلنا الغناء, أم كلثوم, والنضال, نيلسون مانديلا, والرواية, نجيب محفوظ, والشعر, نزار قباني, والملاكمة, محمد علي كلاي, وهكذا.. والأسماء اللامعة كثيرة ومنهم أحمد زكي, فعندما يتردد أسمه, علي الفور نقول مهنة التمثيل, ولكن أي تمثيل؟.. هو ما يحاول الكتاب الاقتراب منه”.


يتناول الكتاب مشوار النجومية من أول عمل تصدي له وهو مسرحية “القاهرة في ألف عام” 1969, مرورا بـ”هالو شلبي” و”مدرسة المشاغبين” حتي “العيال كبرت”, وفي الدراما التليفزيونية “الشاطئ المهجور”, وانطلاقة “الأيام” حتي “هي وهو”, وفي السينما بدأت اولي خطواته في فيلم (ولدي) 1972و”شلة المشاغبين, ابناء الصمت, صانع النجوم” حتي شارك سعاد حسني في “شفيقة ومتولي”, وبدأت تتسع مساحة الادوار “العمر لحظة, وراء الشمس, اسكندرية ليه, الباطنية”, وفي 1981 يبدأ مشوار البطولة مع (طائر علي الطريق, عيون لا تنام, موعد علي العشاء) وغيرها, وفي (العوامة 70) يحمل فيلما بمفرده ويدشن اسمه وسط الكبار, وتتوالي الأعمال السينمائية حتي يصل المحطة الاخيرة “ايام السادات, معالي الوزير, حليم”.

وجد مخرجي الثمانينيات ضالتهم في أحمد زكي فكان خيرا من عبر عن طموحاتهم وأحلامهم وملأ سينما الثمانينيات والتسعينيات بأعمال حملت قيم إنسانية راقية وملهمة اقتربت من الناس وعبرت عن همومهم (البريء, الحب فوق هضبة الهرم, أحلام هند وكاميليا, زوجة رجل مهم, الهروب, ضد الحكومة, هيستيريا, أرض الخوف). بالكتاب جزء عن آراء النجوم والنقاد في موهبة أحمد زكي التي طوقت عنق السينما بأعمال خالدة لم يجرؤ أحد علي الاقتراب منها, وكذلك حكايات عن كواليس أعماله, ودور المرأة في حياته, واطلالة علي أدواره كعاشق متفرد, كما يتعرض الكتاب لكادرات سريعة حول ايامه الاخيرة واقامته في فندق هيلتون رمسيس, وعرض لأسماء من شاركوه الرحلة من مخرجين ومؤلفين وفنانين, وأهم الجوائز التي حصل عليها, ويختتم الكتاب بجزء معنون “آخر الكلام”, وبه يتحدث أحمد زكي عن حياته وهموم المهنة, جاء به ” أنا لا اخشي الموت, لا أخشي مشرط الجراح, ولا أخشي الفقر, ولا الخوف ولا الأشباح, أخشي فقط علي ابني هيثم من أبسط ما يخشي منه الآباء علي أبنائهم, ولا أخاف علي نفسي ولا تهمني, فقط أخشي أن يصيبني مكروه من دون أن أطمئن علي هيثم.. أتمني أن أمثل وأمثل حتي الموت” ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى