تاريخ حافل للتأمين في دورات الألعاب الأولمبية

كتب/ عاطف طلب

على مر التاريخ، شهدت الرياضة تطورًا كبيرًا وازدهارًا في مختلف المجتمعات. في البداية، كانت الرياضة تمارس بشكل أساسي لأغراض عسكرية وتدريب الجنود. ومع مرور الوقت، بدأت الرياضة تنمو كوسيلة للترفيه والتنافس بين الأفراد والفرق. وفي فترة الحضارات القديمة، اكتسبت الألعاب الأولمبية أهمية كبيرة وأصبحت عنصرًا مهمًا في العالم القديم.
و الألعاب الأولمبية هي مسابقة دولية متعددة الرياضات تقام كل أربع سنوات في بلد مختلف. و تقام هذه الفعالية الرياضية هذا العام في العاصمة الفرنسية باريس من 26 يوليو إلى 11 أغسطس 2024.
في كل نسخة، يتم القيام بعملية تحضير طويلة، يشارك فيها العديد من أصحاب المصلحة والشركاء بما في ذلك شركات التأمين خلف الكواليس وبعيدًا عن الأضواء والميداليات.

تاريخ الألعاب الأولمبية
يعود تاريخ الألعاب الأولمبية إلى العصور القديمة، إلى البيلوبونيز في اليونان منذ حوالي 3000 عام. في ذلك الوقت، كانت المسابقات الرياضية تُنظَّم في أولمبيا ومن هنا جاء اسم الألعاب الأولمبية.
أقيمت أول ألعاب في العصر الحديث في أثينا عام 1896، بعد عامين من تأسيس اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) عام 1894. ومنذ ذلك الحين، يتم تنظيم الحدث كل أربع سنوات من قبل اللجنة الأولمبية الدولية في بلد مختلف. تم إلغاء الألعاب الأولمبية في أعوام 1916 و1940 و1944 بسبب الحروب العالمية. كما تم تأجيل ألعاب طوكيو لمدة عام، بسبب جائحة كوفيد-19 في عام 2020،.

أهم الأحداث التي صاحبت دورات الألعاب الأوليمبية
العام

تأسيس اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) من قبل 12 دولة في مؤتمر السوربون

1894

تنظيم الألعاب الأولمبية الأولى في أثينا

1896

السماح للنساء بالمشاركة في الألعاب الأولمبية في باريس

1900

صمم بيير دي كوبرتان الحلقات الأولمبية لتمثل اتحاد القارات الخمس

1913

إلغاء الألعاب الأولمبية بسبب الحرب العالمية الأولى

1916

استبعاد ألمانيا والنمسا من ألعاب أنتويرب – بلجيكا بسبب دورهما في الحرب العالمية الأولى

1920

إطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية الأولى في شامونيكس- فرنسا

1924

أولمبياد برلين، تحت الحكم النازي

1936

إلغاء الألعاب الأولمبية بسبب الحرب العالمية الثانية

1940 و1944

مقاطعة الألعاب الأولمبية بملبورن-استراليا لأسباب سياسية (العدوان الثلاثي على مصر والتدخل السوفيتي في المجر)
1956

تنظيم أول دورة ألعاب بارالمبية في روما

1960

استبعاد جنوب أفريقيا من الألعاب بسبب سياسة الفصل العنصري . و عادت للمشاركة عام 1996

1964

احتجاز 11 رياضيًا ووفاتهم خلال أولمبياد ميونيخ

1972

مقاطعة أولمبياد مونتريال من قبل أغلبية الدول الأفريقية، احتجاجًا على مشاركة نيوزيلندا، الدولة التي تدعم سياسة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

1976

مقاطعة أولمبياد موسكو من قبل حوالي خمسين دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية

1980

مقاطعة دورة ألعاب لوس أنجلوس من قبل الكتلة الشيوعية، بمبادرة من الاتحاد السوفيتي

1984

هجوم قاتل في أولمبياد أتلانتا، مما أدى إلى وفاة شخصين

1996

تأجيل أولمبياد طوكيو لمدة عام بسبب جائحة كوفيد-19
2020

دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 بالأرقام
يشارك فيها أكثر من 15000 رياضي من 206 دولة
يقام 329 حدثًا رياضيًا في 48 تخصص أولمبي ، يتم تنظيمها في 39 موقعًا
تقام حوالي 20 مسابقة متزامنة
يحضر حفل الافتتاح أكثر من 600 ألف متفرج .
يعمل فيها أكثر من 40 ألف متطوع وموظف وشريك
من المتوقع أن يحضرها ما يقرب من 15 مليون متفرج.
تم طرح 13 مليون تذكرة للجمهور، بيع منها 9.7 مليون تذكرة حتى الآن.

الألعاب الأولمبية: التحديات المالية وإدارة المخاطر
تحشد الألعاب الأولمبية موارد مالية وبشرية كبيرة باعتبارها حدثًا رياضيًا واسع النطاق، و يفرض الحجم الهائل للألعاب تحديات من حيث الميزانية والتنظيم وإدارة المخاطر. فغالباً ما تتجاوز التكلفة النهائية للتنظيم الميزانية الأولية. هذه الفجوة، التي تحدث بشكل منهجي في جميع الألعاب الأولمبية، تترجم إلى زيادة في الإنفاق بنسبة 167٪ في المتوسط، وكانت هذه هي الحال منذ الألعاب الأولمبية عام 1968 في المكسيك.
ارتفاع تكاليف تنظيم الألعاب الأولمبية خلال الفترة من 2004-2024
تعتبر الألعاب الأولمبية التي أقيمت في بكين عام 2008 الحدث الأكثر تكلفة في تاريخ الألعاب الأولمبية حيث بلغت تكلفتها الإجمالية 40 مليار دولار أمريكي. فقد شرعت الصين في إنشاء مشاريع تطوير وتجديد البنية التحتية العملاقة للترويج للحدث. وشملت هذه المشاريع بناء المرافق الرياضية ومشاريع التنمية الحضرية والشوارع والطرق السريعة وأكبر محطة مطار في العالم (بكين) وخطوط مترو أنفاق جديدة.
الميزانية والإيرادات المتوقعة لدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024
ارتفعت الميزانية التقديرية لدورة الألعاب الأولمبية في باريس من 7.5 مليار يورو (7.9 مليار دولار أمريكي) في عام 2017 إلى 8.8 مليار يورو (9.4 مليار دولار أمريكي) في عام 2022. وتشير التقديرات الأحدث إلى أن الرقم قد يصل إلى 12 مليار يورو (12.9 مليار دولار أمريكي).

تصاعد الإنفاق على تأمين الألعاب الأولمبية.
ارتفعت أسعار التغطيات التأمينية من نسخة إلى أخرى بسبب زيادة المخاطر والأحداث غير المتوقعة مثل: الكوارث الطبيعية، الاضطرابات المدنية، الهجمات الإرهابية ، الأوبئة، الهجمات الإلكترونية.. و قد أصبحت مثل هذه المخاطر الكارثية أسبابًا خطيرة لإلغاء أو تأجيل أو تعليق الألعاب. وعلاوة على ذلك، تختلف الوثائق المكتتبة والقيم المؤمّنة بشكل كبير وفقًا للسياق الجيوسياسي والمخاطر من وجهة نظر كل دولة مضيفة.
على سبيل المثال، تسببت ألعاب طوكيو في عام 2021 في خسارة قياسية بلغت 2 مليار دولار أمريكي لشركات التأمين. ووفقًا للمحللين ، يعد هذا المبلغ هو الأعلى في تاريخ الألعاب الأولمبية، بسبب التأثير الاقتصادي الكبير لجائحة كوفيد-19. فقد تم تأجيل الحدث الذي كان مقررًا في الأصل في صيف عام 2020 لمدة عام. ووصل العجز في الإيرادات من مبيعات التذاكر والرعاية إلى مستويات قياسية.

دور التأمين في الألعاب الأولمبية
ظهرت الحاجة إلى تأمين الألعاب الأولمبية منذ فترة قريبة نسبياً. فقد بدأت منذ عام 2004 فقط، عندما أقيمت الألعاب الأولمبية الثامنة والعشرون في أثينا، و قامت اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) بتغطية التأمين ضد الإلغاء لضمان الحد من تعرضها لأي خسارة مالية في حالة وقوع حدث كبير يؤدي إلى إلغاء أو توقف الألعاب.
بالنسبة لشركات التأمين، تندرج المخاطر المرتبطة بالأحداث الرياضية واسعة النطاق ضمن فئة “المخاطر الخاصة”. و تؤثر تلك المخاطر على العديد من فروع التأمين مثل : تأمين الحدث أو الإلغاء، و تأمين المسؤولية تجاه الغير، والتأمين ضد وقوع أضرار مادية، و تأمين مسؤولية المديرين والمسؤولين، إلخ.
و في كل نسخة من الألعاب الأولمبية، يتم إعداد قائمة بمئات المخاطر المتوقعة من قبل جميع الشركاء في هذا الحدث: المنظمين والوسطاء وشركات التأمين، و يتم تغطية ما يقرب من ربع المخاطر التي تم تحديدها بواسطة التأمين.

بشكل عام، يحرص منظمو الحدث الرياضي العالمي على توفير ثلاثة أنواع من التغطيات التأمينية :
وثيقة تأمين المسؤولية تجاه الغير. يستنزف تأمين الألعاب الأولمبية جزءًا كبيرًا من ميزانية هذا الحدث. و تغطي هذه الوثيقة الإصابات الجسدية وكذلك الأضرار المادية والمعنوية التي تلحق بالغير. و تتعرض الألعاب الأولمبية، بحشودها الضخمة وبنيتها التحتية المعقدة، والمنظمين والمشاركين والوفود والجمهور لمخاطر متعددة: منها الإصابة والهجوم والكوارث الطبيعية والإهمال والاضطرابات الاجتماعية والتدافع وما إلى ذلك.

تأمين الحدث أو الإلغاء (التذاكر): يغطي هذا التأمين الإلغاء الكلي أو الجزئي لحدث ما. و غالباً ما يحدث هذا الإلغاء بسبب وقوع حدث غير متوقع مثل: كارثة طبيعية كبرى، اضطرابات مدنية، أعمال إرهابية، جائحة عالمية، هجوم إلكتروني واسع النطاق، وما إلى ذلك. و غالبًا ما يأتي هذا النوع من العقود مع عدة بنود استثنائية. و منذ عام 2010، يغطى تأمين التذاكر أيضًا تكلفة حقوق التلفزيون. كما يمكن أن يغطي هذا النوع من التأمين أيضًا تعويض الأضرار التي لحقت بالشركات الراعية.

تأمين الرياضيين : و يغطي هذا التأمين بشكل أساسي تكاليف إعادة الرياضيين إلى أوطانهم و توفير الرعاية الطبية لهم في حالة الإصابة. وكقاعدة عامة، لا يوجد تأمين إلزامي للرياضيين الهواة أو المحترفين. ومن حيث المبدأ، يتعين على المنظمين أن يتعهدوا بتغطية المسؤولية تجاه الغير (الالتزام القانوني بالتعويض عن الأضرار التي تلحق بالغير) لجميع المشاركين في حدث رياضي.
يستفيد الرياضيون من توفير أعلى مستوى من تغطية العجز أو فقدان الدخل. ويتحمل اتحاد الرياضيين أو النادي مسؤولية توفير التغطية ضد الحوادث والأمراض المرتبطة بالعمل.

مخاطر أخرى
إلى جانب المخاطر الرئيسية الثلاثة المذكورة أعلاه، هناك مخاطر أخرى يجب إضافتها مثل المقاطعة والهجمات الإلكترونية، وهي تهديدات مخيفة تمامًا مثل مخاطر الهجمات الإرهابية والتدافع.
* أصبح التهديد الإلكتروني حقيقة واقعة لمنظمي الأحداث الرياضية نظرًا للارتفاع المفاجئ في الهجمات الخبيثة. و من المرجح أن يصاحب أولمبياد باريس أربعة مليارات هجمة إلكترونية نظرًا لأهميتها وانتشارها الإعلامي الدولي. وقد تعرضت آخر أولمبياد في طوكيو لنحو 450 مليون هجمة. كما تعطلت ألعاب لندن في عام 2012 وألعاب كوريا الجنوبية في عام 2018 بسبب نشر البرامج الضارة. الهدف من مثل هذه الأعمال هو تحقيق مكاسب مالية أو تعطيل تقدم المسابقات أو تشويه صورة الدولة المضيفة.

* ظهر أيضاً خطر المقاطعة لأول مرة في عام 1980 في دورة الألعاب الأولمبية في موسكو. فقد أسفرت هذه النسخة، التي قاطعتها الولايات المتحدة و65 دولة أخرى، عن خسائر كبيرة للقنوات التلفزيونية.

الألعاب الأوليمبية و الاستدامة :
حددت اللجنة الأولمبية الدولية أهدافًا طموحة لتحقيق صافي انبعاثات صفرية من الكربون لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024، التي تقام حاليًا في باريس.
تهدف الألعاب إلى خفض بصمتها الكربونية إلى النصف مقارنة بمتوسط ​​لندن 2012 وريو 2016، بمقدار 3.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن 90% من اللافتات المستخدمة للألعاب إما يتم إعادة استخدامها أو إعادة تدويرها، وهناك انخفاض بنسبة 50% في استخدام البلاستيك مرة واحدة ويتم إعادة تدوير 100% من الطعام غير المأكول.
كما طورت الألعاب الأولمبية والبارالمبية برنامج تمويل للمشاريع التي تهدف إلى تنقية وإزالة انبعاثات الكربون، للتعويض عن الانبعاثات التي لا يمكن تجنبها.

ويشمل ذلك مشروعًا جديدًا لإعادة تشجير 1340 هكتارًا في سهل بييرلاي-بيسانكور في منطقة إيل دو فرانس وثلاثة مشاريع لإعادة تخزين الغابات المتدهورة في مونت مورنسي في فوج وفي أيسن.

شريك التأمين لدورة الألعاب الأولمبية
اختارت اللجنة الأوليمبية إحدى شركات التأمين الكبرى كشريك للألعاب الأولمبية للفترة 2021-2028. وباعتبارها شركة التأمين الرسمية للجنة الأولمبية الدولية، تتحمل الشركة نسبة كبيرة من المخاطر المرتبطة بهذا الحدث، مثل الأضرار التي قد تلحق بالمرافق الرياضية المختلفة، والأمن االإلكتروني، وتعطيل بعض الأنشطة. كما تقدم شركة التأمين تأمين إلغاء التذاكر. و يتيح هذا التأمين لحاملي التذاكر الحصول على استردادها في حالة حدوث ظروف غير متوقعة تمنعهم من حضور المسابقات، مثل حادث أو مرض أو إعاقة مهنية.
و في مصر ، قامت اللجنة التنفيذية المكونة من قطاعات وزارة الشباب والرياضة المختصة، وأعضاء الجهاز التنفيذي للجنة الأولمبية المصرية، بالتأمين على حياة جميع أفراد البعثة المصرية الرسمية، لأولمبياد باريس2024،
وقوع أعمال تخريبية تزامناً مع بدء الألعاب الأوليمبية في باريس:
تعرضت شبكة السكك الحديد الفرنسية صباح الجمعة 26 يوليو قبل ساعات من بدء حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس لهجوم ضخم واسع النطاق وأعمال تخريب، بما في ذلك هجمات حرق متعمد، و أدى الهجوم إلى شل شبكة الشركة للقطارات السريعة و تسببت الهجمات إجمالاً في اضطرابات لحركة تنقل 800 ألف شخص، منهم 100 ألف شخص ترتب على الهجوم إلغاء رحلاتهم..

و قد أكدت شركة السكك الحديدية الفرنسية SNCF أن “العديد من الأفعال الإرهابية المتزامنة” التي وقعت بين عشية وضحاها أدت إلى تعطل القطارات المتجهة إلى باريس من بوردو وليل وستراسبورغ طوال عطلة نهاية الأسبوع. مما يعني أن أولئك الذين حجزوا لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس يوم الجمعة أو لحضور الاحتفالات التي اقيمت خلال عطلة نهاية الأسبوع أصبحوا غير قادرين على السفر.

ولم يصدر موقع باريس 2024 أي إرشادات بشأن هذا الحدث و لكنه ذكر في بيان لإحدى المحطات التليفزيونية أن التركيز الأول على العائلات والسياح الذين تأثروا بهذه الحوادث، وكذلك أولئك الذين يخططون للقدوم إلى باريس للمشاركة في الاحتفالات وأضاف أن خطط النقل لحضور الاحتفالات في باريس خلال عطلة نهاية الأسبوع “لم تتأثر”.
و ينص الموقع الإلكتروني لدورة الألعاب على أنه : “وفقًا لشروط وأحكام بيع التذاكر، فإن تذاكر دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 غير قابلة للاستبدال أو الاسترداد. وبالتالي فإن جميع الطلبات ثابتة ونهائية”.
أما بالنسبة لحاملي التذاكر الذين تعاقدوا مع الشريك التأميني للألعاب الأولمبية على شراء تغطية تأمينية تغطي حالة إلغاء الحدث فإنهم يستردون قيمة التذاكر تلقائيا في حالة إلغاء الحدث، ، وإذا تم تأجيله، تتم دعوة حاملي التذاكر للحضور في التاريخ البديل.

لكن إذا كان الاضطراب الذي حدث يشكل “قوة قاهرة”، والتي تحددها لجنة الألعاب الأوليمبية بأنها “حدث خارج عن سيطرة الطرف المتضرر ولم يكن من الممكن التنبؤ به بشكل معقول… فلا يمكن تحميل دورة باريس 2024 تكلفة الأضرار الناتجة عن هذا الاضطراب.

رأي الاتحاد
تعتبر الرياضة لغة عالمية تجمع الناس من مختلف الثقافات والخلفيات. فهي وسيلة فعالة لتعزيز العلاقات الاجتماعية وبناء الصداقات. و توفر المنافسة الرياضية فرصة للأفراد للتواصل والتفاعل مع بعضهم البعض، مما يعزّز التماسك الاجتماعي ويبني جسورًا للتعاون والتفاهم المتبادل.

و مع ذلك قد يصاحب ممارسة الرياضة وقوع بعض الحوادث و الأضرار، سواء وقعت هذه الأضرار بفعل رياضي أو بفعل أداة اللعبة، وبالتالي من الضروري أن تكون هناك حماية للرياضيين و النوادي و الأنشطة الرياضية من هذه المخاطر .
و يوجد بند صريح بقانون الرياضة رقم 71 لسنة 2017 ينص على: ” تكفل الأندية والهيئات الخاضعة لأحكام القانون وفقا لأوضاعها المالية إبرام وثيقة تأمين إجباري ضد الأضرار والأخطار الناشئة عن الأنشطة الرياضية

والهدف من هذه الوثيقة الإجبارية هو تأمین الممتلكات الموجودة داخل نطاق النوادى والمنشآت الریاضیة ضد أخطار الحريق والسطو وشغب الملاعب أثناء ممارسة الأنشطة الریاضیة. كما تغطى جمیع العاملین بالنوادى والمنشآت الریاضیة و اللاعبین فى مختلف الأنشطة الریاضیة “باستثناء إصابات الملاعب للاعبین المحترفین”، ضد الحوادث الشخصية التى ینتج عنها وفاة بحادث أو عجز كلى أو جزئى مستدیم أثناء وبسبب ممارسة الأنشطة الریاضیة داخل نطاق النوادى والمنشآت الریاضیة

الخاضعة للتأمین، وتمتد هذه التغطیة لتشمل هؤلاء الأشخاص أثناء السفر للخارج بغرض ممارسة النشاط الریاضى الرسمى. بالإضافة إلى تغطية المسئولیة المدنیة القانونیة للمؤمن له والتى قد یتعرض لها بسبب الأضرار المادیة و الجسمانیة التى قد تلحق بالغیر بسبب شغب الملاعب الذى قد یحدث أثناء ممارسة الأنشطة الریاضیة داخل نطاق النوادى والمنشآت الریاضیة و لیس خارجها.

إلا أن تأمين اللاعبين ضد أى مخاطر يمكن أن يتعرضون لها أثناء ممارستهم للعبة مازال على المحك، فلا توجد وثيقة تأمين تغطي إصابات اللاعبين أو تعرضهم للموت المفاجئ داخل الملعب باستثناء شركة واحدة فقط قامت بإصدار وثيقة تأمين ضد الحوادث الشخصية سواء الوفاة أو العجز الكلى والجزئى و هي الوثيقة الأولى التى يتم إصدارها بالسوق الخاص بتأمين اللاعبين .

و قد انتهت اللجنة الفنية لتأمينات الحياة-جماعي بالاتحاد المصري للتأمين من دراسة مشروع وثيقة تأمين جماعي على حياة اللاعبين و تم اعتمادها من الهيئة العامة للرقابة المالية و العمل بها في السوق المصري. كما تدرس اللجنة الفنية لتأمينات الحوادث حالياً إصدار وثيقة تغطي إصابات الملاعب للاعبين المحترفين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى