خلال ندوة اتحاد المستثمرات العرب: الأوقاف: مصرُ قبلةُ المهتمين بالسياحةِ الدينيةِ المسلمة والمسيحية في العالم… مما يدعمُ الاقتصادَ المصريَّ وينمي مواردَه
كتبت/ هالة شيحة
نقل الشيخ الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف ، نائبا عن د. أسامة الأزهرى وزير الأوقاف ، تحيات الوزير للمستثمرات العرب خلال ندوة “دور السياحة الدينية والسياحة العلاجية في دفع التنمية المستدامة” .
و قال أن الفهمَ الصحيحَ لرسالاتِ السماءِ من خلال تأمُّلِ القيمِ المشتركةِ في هذه الرسالاتِ كان ولا يزالُ أحدَ أهمِّ مقوماتِ الحفاظِ على تماسكِ المجتمعِ المصريِّ،
وأكد الشيخ أبو عمر ، خلال ندوة دور السياحة العلاجية والدينية فى دفع التنمية المستدامة التى نظمها اتحاد المستثمرات العرب وبحضور ،نيافة الحبر الجليل الأنبا أرميا ، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكس ، و د. أيمن أبو عمر ممثل وزير الأوقاف د. أسامة الأزهرى ، وممثل فضيلة الإمام الأكبر ا. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، والنائب د. طلعت عبد القوى رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الاهلية ، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ ، والسفارات الأفريقية والدولية، ، ومن المسئولين د. محمد جاد ممثل وزارة الصحة ، ومن ممثلى الشركة القابضة لمصر للطيران د. كريم العربي رئيس قطاع السياحة العلاجية فى مصر للطيران ، وشركة مصر للطيران للخطوط الجوية ، وأعضاء اتحاد المستثمرات العرب وجمعية سيدات الأعمال للتنمية ومجلس أمناء بدر والصناع المصريون ومستثمرى العاشر من رمضان
أن هذه القيمُ تُعطي قوةً وثراءًا للمجتمعِ المصريِّ الذي تجمعه تطلعاتٌ مشتركةٌ وأهدافٌ قوميةٌ؛ ذلك أن المصريينَ على اختلافِ عقائدِهم يعيشون في وطنٍ واحد، تنتظمُه القيمُ العليا والقواسمُ المشتركةُ بين الأديانِ والثقافاتِ والحضاراتِ الإنسانيةِ المتعددةِ.
وأوضح أن من هذه القيمِ المشتركةِ: قيمةُ المحبةِ، فقد جاء في الإنجيل: «من قال: أحبَّ اللهَ ولا يحبُّ أخاه فهو كاذبٌ»، وفي السنةِ النبويةِ المطهرةِ يقول سيدُنا محمدٌ
“ﷺ “: «لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه».
و أيضا منها: قيمة ُ زيارةِ المريضِ، فقد جاء في الإنجيلِ: «جُعتُ فأطعمتموني، عطشتُ فسقيتموني، كنت غريبًا فآويتُموني، عُريانًا فكسوتموني، مريضًا فزرتُموني، محبوسًا فأتيتم إليَّ، فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعًا فأطعمناك، وعطشانًا فسقيناك؟ ومتى رأيناك غريبًا فآويناك، أو عُريانًا فكسوناك؟ ومتى رأيناك مريضًا أو محبوسًا فأتينا إليك؟ فيجيب الملك، ويقول لهم: الحق أقولُ لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوانكم، فبي فعلتُم».
وفي السنةِ النبويةِ المطهرةِ يقول صلعم: «إن اللهَ عز وجل يقولُ يومَ القيامةِ: يا ابنَ آدمَ، مرضتُ فلم تعدْني، قال: يا ربِّ، كيف أعودُكَ وأنت ربُّ العالمين؟ قال: أما علمتَ أن عبدي فلانًا مرض فلم تعدْه؟ أما علمتَ أنك لو عدتَه لوجدتَني عنده؟! يا ابن آدم، استطعمتُك فلم تطعمني، قال: يا رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمتَ أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمتَ أنك لو أطعمتَه لوجدتَ ذلك عندي، يا ابن آدم َ استسقيتُك فلم تسقني، قال: يا رب، كيف أسقيك وأنت ربُّ العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقِه، أما إنك لو سقيتَه وجدتَ ذلك عندي».
وكشف الشيخ أيمن أبو عمر، أن ما حدثَ من تنديد المؤسسات الدينية المصرية الأزهرُ الشريفُ، ودارُ الإفتاءِ المصريةِ، ووزارةُ الأوقافِ، بالإساءةِ للسيدِ المسيحِ عليه السلامُ يعدُّ خيرَ دليلٍ على وحدةِ النسيجِ المصريِّ .
وقال أنه في ذلك الإطارِ ، أكدت وزارةُ الأوقافِ على أن الإساءةَ لنبيٍّ واحدٍ من أنبياءِ الله (عز وجل) ورسلِه كالإساءةِ لهم جميعًا، فالأنبياءُ جميعًا منهجٌ واحدٌ وذاتٌ واحدةٌ، كما يقول نبيُّنا ( ﷺ ): «إخوةٌ لعَلَّاتٍ؛ أمَّهاتُهُم شتَّى ودينُهُم واحدٌ ، وإنِّي أولى النَّاسِ بعيسى ابنِ مريمَ»، وهم صفوة خلق الله (عز وجل)، وأنَّ المساسَ بنبيٍّ واحدٍ منهم عدوانٌ على الأنبياء الكرامِ جميعًا.
كما أكدتْ وزارةُ الأوقافِ على أنَّ الإساءةَ إلى أنبياءِ الله (عز وجل) تطرفٌ وازدراءٌ للأديانِ يجرِّمه القانونُ الدوليُّ، كما تحرِّمه الأديانُ السماويةُ، وأن الإساءةَ والإهانةَ للمسلمين والمسحيينَ في مقدساتِهم بل وإلى سائرِ الأديانِ عواقبُه وخيمةٌ، وينسفُ كلَّ جهودِ الاستقرارِ والتعايشِ التي نسعى إليها، ويغذِّي التطرفَ والتطرفَ المضادَّ، وأنه لا يمكن التقدمُ إلى تعارفٍ جادٍّ بين الحضاراتِ في ظل الاستهانةِ أو الإهانةِ للرموزِ والمقدساتِ الدينيةِ.
و اشار الى ان هذه الروحُ المتحاببةُ المتعاونةُ بين أبناءِ الوطنِ الواحدِ على اختلاف عقائدِهم وأفكارِهم تعدُّ من أهم العواملِ التي جعلت مصرَ مقصدًا سياحيًّا لكلِّ المهتمين بالسياحةِ عمومًا وخاصة السياحةَ الدينيةَ في ربوعِ العالمِ.
وأضاف أبو عمر قائلا : “إن مما اشتهرتْ به مصرنا الحبيبةُ احتضانَها لمجموعةٍ من أهم المزاراتِ السياحيةِ الدينيةِ المسلمة والمسيحية في العالمِ، والتي تتميز بفنون العمارةِ والحضارةِ، ”
وقال ان مصرُ قبلةُ المهتمين بالسياحةِ الدينيةِ في كل مكان في العالم، مما يدعمُ الاقتصادَ المصريَّ وينمي مواردَه.
وألقى الضوء على منجزاتِ الجمهوريةِ الجديدةِ و الجهودَ الكبيرةَ التي تبذلها الدولةُ المصريةُ في تطويرِ السياحةِ الدينيةِ، لا سيما مساجدُ آل البيتِ منها مسجد الإمام الحسين ، والسيدة نفيسة ، والسيدة زينب “رضى الله عنهم “، ومسجد الظاهر بيبرس بالقاهرة، والاهتمام بمنطقة سانت كاترين والتجلى الأعظم، على أحدثِ طراز إسلامي، بما جعلها مقصدًا للسائحينَ المعنيينَ بالشأن الديني ، وكذلك السياحة الداخلية. كما تم أيضًا تطويرُ ورفعُ كفاءة مسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ، ضمن خطةِ تحويلِ مدينةِ شرم الشيخ إلى أهمِّ مدنِ العالم التي تطبق معايير MITA في كافة أنحائها.
وفى ختام كلمته تقدم بالدعوات أن يجعلَ مصرَ أمنًا أمانًا سخاءً رخاءً وأن يحفظَ جيشَها وشرطتَها، وأن يوفق قائدَها لما فيه خيرُ البلادِ والعبادِ.