الوعود الثلاثة أم صفقة بايدن.. ماذا يريد نتنياهو؟
كتب/ سالم الشمري
يناقض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه، فبعد تصريحاته بشأن استعداده إلى الوصول إلى اتفاق جزئي مع حماس لاستعادة عدد من المختطفين، أكد خلال كلمة له في الكنيست أن تل أبيب ملتزمة بمقترح صفقة التهدئة التي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن، الأمر الذي اعتبر تراجع عن تصريحه السابق في أول مقابلة له مع الإعلام الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.
وقال نتنياهو في الجلسة العامة للكنيست إن وعوده هي:
أنا أعدكم بثلاثة أشياء أولا لن ننهي الحرب قبل إعادة كل المخطوفين، 120 مخطوفا سواء كانوا أحياء أم أموات، نحن ملتزمون بالمقترح الاسرائيلي الذي باركه الرئيس جو بايدن، موقفنا لم يتغير.
ثانيا وهو لا يتناقض مع البند الأول، لن ننهي الحرب قبل القضاء على حماس وحتى نعيد سكان الشمال والجنوب الى بيوتهم.
ثالثا بكل ثمن وبكل طريقة، سنفشل نوايا إيران لإبادتنا.
رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إنه بمجرد انتهاء العمليات في رفح، فإن ذلك سيسمح لإسرائيل بنشر مزيد من القوات على امتداد الجبهة مع حزب الله، وذلك لأغراض دفاعية، وأيضا لإعادة السكان النازحين إلى ديارهم على حد قوله.
وتتناقض تعليقات نتنياهو بشكل حاد مع الخطوط العريضة للاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر الشهر الماضي، وقدم الخطة على أنها إسرائيلية، ويشير إليها البعض في إسرائيل باسم “صفقة نتنياهو”.
وأصبحت جدوى مقترح بايدن لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر في غزة موضع شك، بعد أن قال نتنياهو في وقت سابق إنه سيكون على استعداد فقط للموافقة على اتفاق وقف إطلاق نار “جزئي” لا ينهي الحرب، في تصريحات أثارت ضجة بأوساط عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وفي هذا الإطار قال المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، ألون أفيتار نتنياهو يؤيد اقتراح بايدن وهو متأكد أن حماس لن تقدم أي تنازل جوهري بالنسبة لشروط الصفقة.
ما أعلنه نتنياهو محاولة لرفع المسؤولية عن إسرائيل فيما يخص تجميد تنفيذ الصفقة.
يحاول رئيس الوزراء إقناع البيت الأبيض بوجود نقطة ابتدائية جديدة من ناحية إسرائيل وبالتالي تكبير الضغط السياسي على قيادة حماس.
الشخصية المركزية التي تحدد السياسة الإسرائيلية هو نتنياهو.
إسرائيل تريد ضمانات من حماس لمستقبل القطاع بعد الحرب.
أعتقد هناك تنسيق بين نتنياهو وغالانت للوصل إلى حل مقبول مع الأميركيين مع وجود اختلاف في الأسلوب.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي يواف شتيرن:
نتنياهو في مقابلته مع القناة 14 الإسرائيلية يقصد أنه مستعد للصفقة الجزئية أي للخطوة الأولى من خطة بايدن.
الخطوة الأولى تتحدث عن الإفراج عن 33 مخطوفا إسرائيليا وبعد ذلك يجب أن يكون هناك مفاوضات بين الطرفين.
نتنياهو يعتقد أن هذه المفاوضات ستفشل وبالتالي ستعود إسرائيل للمعركة.
لا أعتقد أن ما قاله نتنياهو تغيير في مواقفه ولكنه في كل مرة يصف الأمور حسب الجمهور الذي يتحدث إليه.
حماس فكرة في القلوب والأذهان والفكرة لا يمكن القضاء عليها، نتنياهو سارع لتصحيح المعادلة وقال إنه يريد القضاء على قدرات حماس.
نتنياهو لا يريد صفقة لأن ذلك لا يخدمه سياسيا، هو يريد أن يبقى في الحكم.
ما يفعله نتنياهو بعيدا عن المصلحة العامة وهو مجرد مصلحة حزبية وشخصية.
رفض حماس المستمر للقبول بخطة بايدن يعفي نتنياهو من محاسبة واشنطن.
حتى هذه اللحظة لا أعتقد أن الاختلاف مع واشنطن كبيرا جدا.