السينما .. ذاكرة فلسطين كتاب جديد بالأسواق

الكتاب يقع في 252 صفحة صادر عن دار طفرة للنشر والتوزيع للكاتب أشرف بيدس, الكتاب يرصد 38 فيلما تعاطت مع القضية الفلسطينية من كافة جوانبها, والتي صورت معاناة الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتي ما قبل أحداث غزة الأخيرة, وأهمية هذه الأفلام ليست لأنها تمثل ذاكرة خصبة للأحداث التي مرت عبر عقود من الاحتلال, لكنها أيضا تجيب علي اسئلة شائكة لدي جمهور كبير يجهل أبعاد القضية, ومعاناة الفلسطينيين في داخل حدود الأرض المحتلة وخارجها,  قام بإخراج هذه الأعمال السينمائية نخبة متميزة من المخرجين الفلسطينيين بثقافات مختلفة واتجاهات  متباينة, اضافة إلي بعض المخرجين العرب من كافة البلدان (مصر- لبنان- سوريا- الأردن – العراق) وفنانين أجانب من (كندا- ايطاليا- فرنسا- انجلترا- ألمانيا – هولندا- بلجيك- البرتغاا) وجنسيات أخري, شارك في تمثيلها ممثلين من (مصر- العراق- سوريا- لبنان- كندا- الأردن- المغرب- الجزائر- تونس), كما شارك في انتاج العديد من الأفلام كل من (مصر, سوريا, قطر, الامارات, الأردن- الكويت- السعودية),  وكذلك مؤسسات دولية اوربية (ألمانيا- بلجيكا- سويسرا- فرنسا- انجلترا- هولندا- البرتغال- كندا)  ربما اختلفت طرق العرض والطرح, لكن النتيجة تشابهت وتطابقت ورصدت عدالة القضية الفلسطينية وحقه في الحياة والاستقلال من قبضة الاطماع الصهيونية.

يعرض الكتاب أعمال سينمائية تم انتاجها بدعم من المنظمات والحركات الفلسطينية, والتي قامت برصد المذابح والمجازر التي تمت بحق الشعب الفلسطيني,  ثم ظهر جيل جديد, وكانت البداية مع ميشيل خليفي الذي أخرج فيلم (عرس الجليل) 1987 الذي كان أول فيلم روائي فلسطيني يصل إلى المهرجانات العالمية, ثم جاء رشيد مشهراوي بفيلمه (حيفا) 1996 أول فيلم فلسطيني يشارك رسميًّا في مهرجان كان, وإيليا سليمان وكان فيلمه (سجل اختفاء) 1996 هو أول فيلم فلسطيني يعرض في أمريكا, أما فيلمه (يد إلهية) فقد فاز بجائزة الحكام في مهرجان كان 2002, وساعد نجاح الفيلم علي اجبار أكاديمية العلوم وفنون الصور المتحركة الأمريكية التي كانت لا تعترف بفلسطين على قبول الفيلم للمنافسة على جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية في 2003, تحت اسم (الأراضي الفلسطينية) وليس تحت اسم (دولة فلسطين), نتيجة ضغوط اللوبي الصهيوني في هوليوود. وفي 2014 قبلت الأكاديمية دخول فلسطين في المنافسة, وذلك بعد عامين من حصولها على منصب دولة غير عضو في الأمم المتحدة.

في 2007 قدم هاني أبو أسعد فيلم (الجنة الآن) وهو أول فيلم فلسطيني وأول فيلم ناطق بالعربية يرشح للأوسكار كأفضل فيلم, وهو الفيلم العربي الوحيد الذي فاز بجائزة جولدن جلوب, وفي 2013 رشح فيلم (عمر) للمرة الثانية للمنافسة لأفضل فيلم بلغة أجنبية, ويعتبر المخرجون الفلسطينيون هم أكثر المخرجين العرب ترشحا للأوسكار, وقد واجهت السينما الفلسطينية تحديات عديدة, يأتي على رأسها الدعم المادي الذي يعوق من تطورها, ثم دورها بالرد على الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة التي تروجها من خلال آلة إعلامية بما لديها من إمكانات في كل بقاع الدنيا..

هذا الكتاب كان مدفوعا بالشغف  في فهم أبعاد جديدة من خلال السينما عن القضية الفلسطينية , وكان الدافع الأول لهذا الكتاب, ثم محاولة الاقتراب من السينمائيين الفلسطينيين ومعرفة وجهة نظرهم, كان الدافع الثاني, وتحول الأمر فيما بعد لرصد هذه الأعمال وأرشفتها مع إعطاء نبذة قصيرة عنها واقتباس جزء من حوار الفيلم..

لعبت المرأة دورا بارزا في السينما الفلسطينية, ويعرض الكتاب العديد من الأفلام قامت باخراجها فنانات مبدعات تحملن معاناة كبيرة وقاسية لخروج أفلامهم إلي النور شملت العديد من الأسماء اللامعة والملهمة (آن ماري جاسر- نجوي نجار- مي المصري- علا طبري- مروة  جبارة- شيرين دعيبس – نضال رافع- فرح النابلسي- دارين سلام- ديمة أبو غوش), كما  تعرض الكتاب أفلام لمخرجين من داخل وخارج ما سمي بالخط الأخضر, وكذلك مخرجي الشتات والمجنسين بجنسيات أوربية جميعا حلقت أفلامهم حول مشروعية الحقوق الفلسطينية.

الاقتباسات

 

المخدوعون 1972 – المخرج توفيق صالح

تمكّن «المخدوعون» من خلال شخصيّاته أن يتناول القضيّة الفلسطينيّة من منطلق تاريخيّ واجتماعيّ مازجًا أيضًا الأجيال. ويشكّل الفيلم نموذجًا عربيًّا نادرًا من «أفلام الطريق» حيث الصحراء ليست كما في الأفلام الأمريكيّة التي أنتجت في الفترة نفسها, في أفلام ما سمّي «هوليوود الجديدة»، شكّلت الصحراء فضاءً للتحرّر من جميع القيود الاجتماعيّة، بينما الصحراء في فيلم «المخدوعون» ستكون المقبرة التي تتحطّم فيها الأحلام وتحترق فيها الأرواح.

كفر قاسم 1974 – المخرج برهان علوية

أهمية “كفر قاسم” تكمن في توثيقه السينمائيّ لحدثٍ أساسيّ في سيرة الفلسطيني، وفي حكاية السينما العربية مع الهمّ الفلسطيني، كأناسٍ قبل القضية، أو معها. فيلم برهان علوية يقول إنّ القضايا مهمّة، لكن الأفراد أهمّ، أو أنّ التفريق بين الطرفين (القضية والناس) غير جائزٍ إطلاقًا.

تل الزعتر 1976 – اخراج: مصطفى أبو علي, بينو أدريانو, جاك شمعون

يكشف الفيلم عن الأحداث القاسية التي تعرض لها مخيم تل الزعتر من خلال مقابلات أجريت مع بعض سكان المخيم الناجين والمقاتلين. استخدم في الفيلم التعليق الصوتي أو أسلوب الراوي لربط الأحداث مرافقًا له تصوير المخيم في تلك المرحلة.. لم تكن الحرب بحسب رواية الفيلم حربًا بين مسلم ومسيحي فقد تم قتل مسيحيين أيضًا، ولم تكن بين لبناني وفلسطيني لأن جزءًا من سكان المخيم كانوا لبنانيين فقراء.

عائد إلى حيفا 1982 – المخرج قاسم حول

بعد قرابة العشرين عامًا  من النكبة تذهب صفية وزوجها سعيد إلي بيتها الذي هجرته لاستكشاف مصير طفلها الرضيع (خلدون)، الذي تركته قسرًا أثناء قصف حيفا, وتفاجئ بأنه أصبح شابا يافعا “دوف”, والأدهي أنه أصبح جنديًّا في الجيش الإسرائيلي، ولديه المبررات النفسية والاجتماعية ليكون الإسرائيلي الذي صاره، لا الفلسطيني الذي وُلد عليه، أو منه..

عُرس الجليل 1987 – المخرج ميشيل خليفي

يرصد الفيلم ما يدور في الداخل الفلسطيني من مشاحنات وصراعات تعكس التناقضات الكامنة في المجتمع الفلسطيني: المختار في تعامله الخشن مع ابنه، رغبة الأب الأنانية التي تتناقض مع آراء شباب القرية الذين يرونها دعوة للأعداء، مقاطعة شقيق المختار الحفل بسبب حضور الإسرائيليين، هذا التوتر ينعكس على الابن ويؤدي إلى عجزه عن القيام بواجب الزوج تجاه عروسه، وما يترتب على ذلك من تداعيات واتهامات وتشنّجات لها علاقة بالموروث المتخلّف في مجتمع ذكوري وانعكاسات ذلك على العلاقة بين الرجل والمرأة، والتشبث بحلول سلبية.

ناجي العلي 1992- المخرج عاطف الطيب

الفيلم يحكي سيرة رسام الكاريكاتير الشهير ناجي العلي الذي اغتيل في لندن, تعرض الفيلم لحملة شرسة من الهجوم, وتم منع عرضه في مصر, ولكنه عرض بأمر الرئيس حسني مبارك بعد شكوى من ياسر عرفات له، فقد طلب مبارك من أسامة الباز مشاهدة الفيلم، وأعجب أسامة به فتم عرض الفيلم، ورغم ذلك استمرت حملة شعواء شارك فيها كثير من الفنانين والمثقفين، وأيًا ما كان مصدر تلك الحملة خارجيًّا أو داخليًّا من أعداء ناجي العلي والقضية العربية، فقد ماتت الحملة، وبقي فيلم ناجي العلي واحدًا من أهم أفلام المقاومة العربية، ويكفي صناعة هذا الفيلم ليخلدهم في تاريخ السينما العربية.

حكاية الجواهر الثلاث 1995- المخرج ميشيل خليفي

الفيلم يحكي عن يوسف الصبي الفلسطيني الذي يبلغ من العمر 12 عامًا، وهو طفل من أولاد الانتفاضة: بينما يقبع والده في السجون الإسرائيلية, وشقيقه الكبير مطلوب من قوات الاحتلال, يعيش يوسف بمفرده مع والدته وشقيقته, يعانون شظف العيش والحاجة. وعلى الرغم من أن حياته تتسم بالعنف المستمر، لكنه يعيش في خياله، وغالبًا ما يهرب من حارته في مخيم من مخيمات اللاجئين إلى ريف غزة, وفي يوم من الأيام ذهب ليصطاد العصافير التقى بالفتاة الغجرية عايدة وأحبها, ولكنها اشترطت عليه أن يعثر على الجواهر الثلاث المفقودة من عقد العائلة الذي أحضره جد الفتاة هدية لجدتها من أمريكا الجنوبية, ويبدأ في التخطيط لتنفيذ هذا الطلب.

حيفا 1995 – المخرج سعيد مشهراوي

فيلم حيفا أول مشاركة فلسطينية رسميَّة في مهرجان كان منذ تأسيسه، ونتج عن هذه المشاركة تأثيرات إيجابية على جميع الأصعدة، فقد مهد الطريق أمام العديد من الأفلام الفلسطينية وأتاح لهم فرصة التوزيع في دور العرض السينمائية في العالم, والفيلم يرصد معاناة النزوح والمآسي المعيشية والنفسية التي لحقت بسكان المخيم الذين هجروا بيوتهم وأملاكهم, علي أمل انتظار الفرج الذي لم يأت بعد, ومن هؤلاء “حيفا” الذي يتجول في المخيم يوزع عليهم بعض من الأمل حتى ينقشع الضباب يومًا, ثم يعودوا ليمارسوا الحياة في مدنهم التي احتفظت بذكرياتهم دون ملاحقة أو قيود..

الوجع .. دير ياسين 1999- المخرج إياد الداود

الفيلم يوثق مجزرة دير ياسين وما ارتكبته عصابات القتل الصهيونية من فظائع ومجازر معتمدًا على رواية الحاجة زينب إسماعيل عطية عن إحدى أبشع الجرائم في التاريخ المعاصر، كان ذلك وهي تتجول هنا وهناك بين بيوت وأطلال قرية دير ياسين المنكوبة، تحكي للإنسانية حقيقة وجعها المشفوع باستشهاد أكثر من ثلاثين فردا من أهلها وأقربائها،

يدٌ إلهية 2001 – المخرج ايليا سليمان

يعد الفيلم الفلسطيني “يد إلهية ” سجلًا حافلًا بالحب والألم؛ حب الإنسان الفلسطيني للحياة ومكنونات المكان, وألم يصنعه الاحتلال بحق هذا الإنسان الذي يُحرم من أبسط حقوقه الإنسانية في ظل قبضة عسكريَّة مُحكمة تَحُوْلُ دون لقاء أبناء الشعب الواحد ببعضهم البعض.. ويضع الفيلم الحل من خلال العناية الالهية.

جنين جنين 2002 – المخرج محمد بكري

تعرض مخرج الفيلم لملاحقة قضائية في المحاكم الإسرائيلية حتي الآن, نتيجة قيامه برصد ما حدث في معركة جنين التي تمت بين الجيش الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين خلال عملية الدرع الواقي عام 2002،  اعتبرت السلطات الاسرائيلية أن الفيلم يُظهر وجهة النظر الفلسطينية فقط مما يشوه الحقيقة, ويحرض ضد حق إسرائيل في الوجود. واتهمت المخرج بالتشهير وتم منع عرض الفيلم وقررت حذف روابطه في الإنترنت ومصادرة جميع نسخه, وحكمت بغرامة محمد بكري 70 ألف دولار ، وتمّ إطلاق حملة لدعم محمد بكري ماديًّا ومعنويًّا مما أدّى إلى تحوّل «جنين جنين» إلى قضيّة رأي عام في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ووصفت إسرائيل الفيلم بأنه “فيلم أقوى من ألف عملية استشهادية”..

خلقنا وعلقنا 2002- المخرجة علا طبري

اقترب الفيلم من معاناة فلسطينيي الداخل ومحاولاتهم المستمرة في الحفاظ على هويتهم العربية وحرصهم على تنمية هذا الشعور لدي الأطفال وتسريب الحقائق التاريخية كلما حانت بذلك الظروف لمواجهة ما تقوم به سلطة الاحتلال من طمس الهوية الفلسطينية, كما استطاع الفيلم أن يقترب من الازدواجية التي يعيشها البعض نتيجة التحامه بالمجتمع الإسرائيلي بغية لقمة العيش وكذلك الانفصال القومي عن أهدافه ومشاريعه الاستيطانية, كما كشف الفيلم عن تلك الحيرة التي انتابت البعض من النظرة السلبية التي تجتاحهم من الآخرين, رغم مرارة الصمت تجاه ما يلاقونه في الوقت الذي يرغمون فيه على إبداء علامات الرضا..

باب الشمس 2004 – المخرج يسري نصر الله

يحكى الفيلم عن تاريخ فلسطين من خلال قصة حب بين البطل الفلسطيني “يونس” الذي يذهب للمقاومة بينما تظل زوجته “نهيلة” متمسكة بالبقاء في قريتها بالجليل وطوال فترة الخمسينيات والستينيات يتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته في مغارة “باب الشمس” وتنجب منه ويعود مرة أخرى لينضم إلى تنظيم المقاومة في لبنان. الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للأديب إلياس خوري, الفيلم يرصد قدرة الفلسطيني على البقاء والصمود في ظل الصعوبات التي يواجهها من مصائب وفواجع ونكبات وغير ذلك، بالحب المتدافع بكتلة جمالية هائلة كلما ازداد صخب الموت الكامن في كل زاوية وتربص ازداد الالتحام والتمسك بالأرض.

 

الجنة الآن 2005 – المخرج هاني أبو أسعد

شن عدد من اليهود الأمريكيين أصحاب النفوذ، والدبلوماسيين الإسرائيليين في الولايات المتحدة، حملة ضد ترشح الفيلم لنيل جائزة الأوسكارِ, وقد قدمت هذه الجماعة عريضة لأكاديمية الفنون السينمائية والعلومِ موقعًا عليها من 4313 شخصًا مطالبين الأكاديمية بسحب الفيلم من لائحة ترشيحات الأوسكارِ, وأشارت العريضة إلى إن فيلم (الجنة الآن) يضفي الشرعية على الهجمات الانتحارية، وإن هؤلاء الذين يتجاهلون هذا الأمر، ويكرمون هذا الفيلم، يصبحون شركاء في الهجمات الانتحارية، رصد الفيلم كثير من التناقضات القابلة للتأويل, والسبب أن الفيلم غير موجه للعرب، وهو موجه للجمهور الأوروبي، ويريد أن يقول له إن الإنسان يمكن أن يكون “انتحاريًّا” ليس بسبب قناعة دينية فقط بل بسبب الاحتلال.

يا أنا.. يا حيفا 2007 – المخرج شادي سرور

الفيلم لا يتجاوز 15 دقيقة لكنه يطرح أسئلة عديدة حول المكان/ الوطن والارتباط بكل تفاصيله, ورغم ضيق الحياة وأحيانًا تعثرها, فالمكان يبعث داخل (نبيل) بالطمأنينة والأمان, ولا يبالي باغراءات السفر بعيدًا حيث تتسع الحياة وطموحاتها وتزداد الفرص, والاختيار بين الحبيبة والوطن معادلة صعبة لكنها محسومة في النهاية للأرض, حيث يأتي عنوان الفيلم حازمًا, وصادمًا: (يا أنا, يا حيفا),..لا خيّار ثالثًا بينهما.

 ملح هذا البحر2008 – المخرجة آن ماري جاسر

الفيلم بمثابة صرخة سينمائية لحق العودة والحنين إلى أرض الآباء والأجداد, صرخة سينمائية يملأها الألم, وأيضًا الأمل في تحقيق هذا الحلم الذي لن يكون مستحيلًا, رغم الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون, والتعقيدات التي يصادفونها في حرية التنقل بين الحواجز الإسرائيلية والجدار العازل, وهو الأمر الذي انعكس على مخرجة الفيلم الذي حاولت الحصول على تأشيرة للعودة مرة أخرى, وقد برر البعض هذا الرفض بسبب إخراجها للفيلم. أهمية هذا الفيلم تكمن في إنه كشف عن العنصرية الصهيونية بطريقة سلسة لا تحتاج إلى الكثير من العناء، ووضع يده على مشاعر اللاجئ الفلسطيني أينما حل وارتحل.

أمريكا 2009 – المخرجة شيرين دعيبس

رصد الفيلم معاناة الفلسطيني سواء كان مسلما أو مسيحيا, فالمعاناة في الوطن شاملة لكل أبنائه بغض النظر عن ديانتهم، فجميعنا تحت الاحتلال نتعرض للاضطهاد والقتل والأسر، والجميع رافضون للاحتلال بغض النظر عن الديانة، مما يجعل البعض يقررون الهجرة لبلاد تدعم وتساند ما عانوه في فلسطين المحتلة, كما حرص الفيلم أن يكشف أن العداء ليس مع الآخر اليهودي, ومشكلته كانت وستظل مع  الصهيونية كفكرة  سياسية تتخذ من الدين وسيلة وستارا  لتحقيق أغراضها الاستعمارية, والفيلم يمكن تأويله علي اتجاهين مختلفين.

 

المر والرمان 2010 – المخرجة نجوي نجار

قوبل الفيلم بهجوم من بعض الأوساط الفلسطينيَّة, حيث قال البعض: رغم أن الفيلم تحدث عن مأساة الشعب الفلسطيني، من حواجز ومصادرة أراضٍ وهذا شيء جيد, لكن المؤسف أن يعرض الفيلم قصة مدرب الرقص، وهو فلسطيني، حينما حاول استغلال الفراغ العاطفي لزوجة الأسير الفلسطيني والإيقاع بها من خلال استغلاله لإيقاع الدبكة.

حبيبي راسك خربان 2011 –  المخرجة سوزان يوسف

الفيلم يكشف عن أن هناك مشكلات حياتية في فلسطين بعيدة عن فكرة الاحتلال, ورغم ذلك تجد له أذرعًا في أي مشكلة, في فيلم (حبيبي راسك خربان) فالحب (ليلي- قيس) يحارب من قبل الأهل والمجتمع, لكن ظروف الاحتلال حالت دون إكمال تعليمهما والعودة إلى أهليهما, وعندما يقرر الحبيبان الهرب يتصدى لهما الاحتلال ويحول دون خروجهما خارج فلسطين, فيعانيان من سطوة الأهل والمحتل الذي يحاول أن يضغط على (قيس) بالعمل جاسوسًا لديه حتى يسمح له بالمرور, لكنه يرفض ويضحي بحبه نتيجة حبه الأكبر لوطنه.

لما شفتك 2012– المخرجة آن ماري جاسر

نقلَ الفيلم قصةً بسيطة، يمكن اختصارها بهروب الطفل طارق من المخيّم, تاركا المدرسة والتحق بالفدائيين وشاركهم هناك يومياتهم. لا حكاية هنا إنّما حالة، يوميات نعيشها مع الفدائيين. الفيلم نقل برهافة الطفل وإنسانية الفدائيين، والهموم اليوميَّة والشخصيَّة لكل هؤلاء، دون انفجارات ولا طلقات.. استعارَ «لمّا شفتك» من أفلام الثورة التسجيلية، استعار من أدب الثورة الواقعي، شاهدنا فيه زمنًا تتجنّبه الأفلام الفلسطينية اليوم.

عمر 2013- المخرج هاني أبو أسعد

الفيلم لا يروي قصة “بسيطة” بل يتمتع بحبكة “مركبة”.. أي أكثر تعقيدًا وتشابكًا، حبكة متعددة المستويات والشخصيات، ولكن مع وجود شخصية رئيسية تبقى دائمًا في بؤرة الأحداث وتحظى بتركيز الفيلم دراميًّا هي شخصية “عمر”, أهمية الفيلم- سياسيًّا ودراميًّا- أنه يرجع كل تلك التعقيدات التي دمرت العلاقات بين البشر، إلى واقع الاحتلال، وهي رسالة مبطنة لا تحتاج إلى التعبير المباشر.

إن شاء الله 2012 – المخرجة أنياس باربو – لا فاييت،

رصد الفيلم الخسائر العاطفية والنفسية التي تسببها الحرب. الفيلم بالتأكيد لا يتجاهل السياسة, لكنه ينقلها بمهارة أكثر من خلال الرمزية, نستطيع أن نقول إن فيلم (إن شاء الله) فيلم استفزازي ومثير للجدل، لكن من المهم أن نتذكر أن الفيلم تم تأطيره من خلال عيون أجنبي يبدو غير قادر على استخلاص الحقائق من الأطراف المتصارعة في أي من الجانبين.

إسماعيل 2013 – المخرجة نورا الشريف

الفيلم يحكي أحداث يوم من حياة الفنان التشكيلي إسماعيل شموط (1930-2006), وهو من أبرز رواد الفن التشكيلي, الفيلم تدور أحداثه حول شاب فلسطيني يدعى “إسماعيل” يبيع الحلوى بمعاونة شقيقه الصغير “جمال” وذلك بعد أحداث النكبة ونزوح عائلته إلى قطاع غزة. استطاع إسماعيل أن يحقق حلمه للذهاب إلى روما لتعلم الرسم. ورغم المعاناة التي عاشها إسماعيل استطاع أن يواصل مشواره حتى صار علمًا فلسطينيًّا مرموقًا.

السلام عليك يا مريم 2015-  المخرج باسل خليل

اسم الفيلم مأخوذ من اسم صلاة قديمة باللغة اللاتينية هي صلاة مسيحية يطلق عليها “السلام عليك” رصد الفيلم الاختلافات بين الأديان في البداية التي تفرض علي الجميع طريق تعامل معينة, ثم نجح في التأكيد علي العيش يمكن أن يحدث عن طريق التسامح والمحبة. ورغم أهمية الفكرة وجديتها لكن حفل بالعديد من المواقف الكوميدية رغم ان صلب الموضوع سياسي ديني.

3000 ليلة – المخرجة مي المصري

نقل الفيلم تفاصيل الحياة اليومية للأسيرات والمعاناة التي يعيشنها داخل معتقلات الاحتلال, وكشف عن ما يلقينه من تنكيل, من خلال معتقلة تضطر أن تضع طفلها في المعتقل والضغوط التي تمارس عليها للانصياع لأوامر قوات الاحتلال.

عمواس.. استعادة الذاكرة 2016 – المخرجة ديمة أبو غوش

يقوم بمحاولة تجميع ملامح قرية تهدمت جراء العدوان الاسرائيلي بعمل مجسم للقرية, واشراك أهالي القرية بتحديد أماكن بيوتهم ومعالمها حتي ولو سبيل الاستذكار.

اصطياد الأشباح 2017 – رائد انضوني

الفيلم يقوم باعادة بناء  سجن “المسكوبية”،  من خلال سجناء سابقين،  يتذكرون التحقيقات التي اجريت معهم  وعمليات التعذيب التي مورست عليهم,  نجح الفيلم في ارساء مبدأ فن البقاء، رغم الاثار النفسية السلبية التي اجتاحت الجميع أثناء عمليات التذكر.

واجب 2017 – المخرجة آن ماري جاسر

الفيلم يحكي عن اب وابن يطوفان طوال نهار كامل في شوارع مدينة الناصرة كي يسلّما باليد 340 بطاقة دعوة، لحضور عقد حفل زواج ابنتهم وما يتخلل هذه الرحلة من مواقف اجتماعية لسكان مدينة الناصرة, ولم يغفل العمل ظلال الاحتلال علي هذه الرحلة.

بونبونة 2018 – المخرج راكان مياسي

يناقش الفيلم موضوع شائك ومعقد, حيث يتطلع معتقل فلسطيني في أحد السجون الإسرائيلية إلى تسريب سائله المنوي في لفافة بونبون, وهذه المحاولة نجحت أكثر من 50 مرة بطرق متعددة رغم استحالة الفكرة وصعوبتها..

طريق السمّوني 2018– اخراج ستيفانو سافونا

استطاع الفيلم بشغلٍ فنّي بصري عالي الجودة، وبحكاية إنسانية بُنيت على أحاديث أطفال لا هي مُقحمة ولا مثقلة بما ليس عفويًّا، فكانت أحاديث عادية إثر أحداث غير عادية، استطاع أن يوصل لمُشاهده يوميات المأساة في غزّة عمومًا، لدى فقرائها ومزارعيها وعمّالها خصوصًا، ولدى من تبقى من عائلة السّموني تحديدًا.

عباس (36) 2019– اخراج مروة جبارة- نضال رافع

يطرح الفيلم عدة تساؤلات، ويظهر مشاعر متباينة حول الواقع والأصل وأسئلة الهوية في المنفي والوطن والعودة والملكية وكيفية النظر للأشياء.. ملكية البيت تعود بالأصل إلى عائلة أبو الغيدا، كما أن الملكية الجديدة لآل رافع أتت من البقاء والحفاظ على أملاك الغائبين قسرًا، لذلك عندما طرح السؤال ماذا لو عاد أصحاب البيت هل ستقبلون بالخروج منه؟ بطوليًّا سيكون الجواب نعم، ودون تردد، وإنسانيًّا يستحق من سكن البيت لحظة تأمل لا ليفكر بالجواب بل ليتأمل سنوات مرت وذكرياته، ليجيب بعدها بنعم..

إن شئت كما في السماء 2019  – المخرج ايليا سليمان

الفيلم رحلة في حياة  مخرجه، نراه طوال الفيلم وهو يُراقِب ما يجري حوله، يلتقط بعينين مُندهشتين أشبه بدهشة طفل تنفتح عيناه على العالم للمرة الأولى، تفاصيل ورؤى قد لا نلحظها مع نظراتنا العابرة، فكل ما يراه يأخذ بُعدًا آخر مطعم ليس فقط بالسخرية بل وبالعبثية أيضًا، فالبداية من بلده الناصرة يُسجل حياة قد تبدو خارجة من الإطار الزمني المتعارف عليه، بشر يمارسون حياتهم وكأنهم شخصيات كرتونية، تصرفاتهم وأفعالهم لا يحكمها منطق محدد، وبالتالي ردود الأفعال تبدو هي الأخرى موسومة باللامعقولية.

صالون هدي  2021- المخرج هاني أبو أسعد

يُناقش الفيلم قصص إسقاط المخابرات الإسرائيلية للفتيات الفلسطينيات من خلال صالون التجميل، وقد تعرض الفيلم لنقد شديد حيث نفت وزارة الثقافة الفلسطينية وجود أي علاقة بفيلم صالون هدى, وإصدرت رابطة الفنانين الفلسطينيين بيانًا للمطالبة بمنع عرض الفيلم.

غزة مونامور 2020 – إخراج عرب ناصر, طرزان ناصر

الفيلم يرسخ صِيَغ النجاح الكلاسيكية السينمائيّة في مكان قد يكون فيه تحقيق ذلك تحديًا مستحيلًا، ومن ناحية أخرى بوسعنا النظر إلى فيلم “غزة مونامور” أو “غزة حبيبتي” كوجهة نظر معقَّدة حول عالمنا اليوم (وحولنا نحن كجمهور غربي يتمتع بامتيازات لا يتمتع بها آخرون). فيلم مشاهدته تجربة مُثْرِية في كل هذه الحالات بالتأكيد.

200 متر 2020– المخرج أمين نايفة

يصنع الفيلم صورةً معمقة للجدار، كأنه إحدى الشخصيات في القصة. فنراه ينغص حياة الفلسطينيين ويسيطر على حقوقهم في التنقل ولم الشمل، ونرى كذلك اقتصادًا للجدار، فرص عمل في التهريب والترهيب وكذلك البنايات التي تكتظ على أطراف الجدار للعائلات المقسمة وباعة الطعام المتجولين الذين وجدوا سبيلًا لكسب العيش من العمال الذين ينتظرون لساعات خلال الفجر لقطع الجدار..

الهدية 2020 – المخرج فرح النابلسي

الفيلم يكشف عن المعاناة الفلسطينية في سياق المعاملة الخاصة التي يحظى بها الإسرائيليون والمستوطنون، وبالتالي تصبح هذه المعاناة أقسى وأصعب.. ليسوا هم الكبار من يعانون فقط، هذا أيضًا ما أراد الفيلم التركيز عليه، فجلوس ياسمين عند الحاجز بانتظار الإفراج عن أبيها، ومن ثم تبولها في بنطالها، ولاحقًا اضطرارها برفقة أبيها إلى إكمال الطريق مشيًا وهما يحملان هديتهما، كل هذه التفاصيل الصغيرة تقدم دلائل إضافية على المعاناة الجماعية، التي لم يستثن منها الصغار.

فلسطين الصغرى.. يوميات الحصار2021 – المخرج عبدالله الخطيب

الفيلم وثيقة مهمة عن تجربة شديدة القسوة، ولعل المخرج أراد له أن يكون بهذه القسوة كي يكون صفعة لكل من نسى هؤلاء المتروكين بلا دولة، بلا جنسية، بلا جوازات سفر. ولكن ما زالوا يحتفظون بكثير من الحب وبضحكات وبأحلام كبيرة بغد زاهر.

فرحة 2021– المخرجة دارين سلام

الفيلم يرصد النكبة وعدوانها علي قرية فلسطينية من ضمن 550 قرية تمت محوها من فوق الأرض علي يد العصابات الصهيونية, يعرض الفيلم من خلال رؤية طفلة عاشت ويلات القصف التي تعرضت لها قريتها واستشهاد والدها, الفيلم رصد عن  تشبث الأطفال بحق التعليم رغم الأوضاع الصعبة.

الطنطورة 2022 – المخرج الون شفارتس

الفيلم يوثق مجزرة الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي قرية الطنطورة المهجرة في ليلة 22 مايو 1948, حيث تم قصفها من البحر قبل عملية المداهمة على يد جنود الكتيبة 33 من لواء السكندروني من جهة الشرق في الليلة نفسها, جاءت تلك المذبحة بعد شهر تقريبًا من مذبحة دير ياسين, وقد أحدث الفيلم جدلًا كبيرًا إذ اعتبر أنه يمثل وثيقة ذات قيمة قانونيّة مهمة لمساءلة وملاحقة السلطة القائمة بالاحتلال منذ 1948، بارتكابها العديد من الجرائم التي ترتقي لوصفها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى