ندوة لوزير الصناعة الأسبق حول مستقبل الاستثمار في مصر بصالون صديق عفيفي
كتب/ محمد الجداوي
شهد صالون الدكتور صديق عفيفي الثقافي، مساء الاثنين، استضافة ندوة للدكتور إبراهيم فوزي وزير الصناعة والاستثمار الأسبق، للحديث حول موضوع “الاستثمار والصناعة فى مصر“.
في بداية الندوة رحب الدكتور صديق عفيفي بضيوف الندوة موجهًا التحية للحاضرين وللدكتور إبراهيم فوزي وزير الصناعة والاستثمار الأسبق، والدكتور عادل عبدالباقي وزير التنمية الإدارية والبيئة وشئون مجلس الوزراء الأسبق، كما وجه التحية إلى الدكتور وسيم السيسي عالم المصريات الشهير.
وعن تجربته في الصناعة المصرية ورؤيته حول الصناعة والاستثمار، قال الدكتور إبراهيم فوزي: لاحظنا في الفترة الأخيرة وجود نشاط غير عادي من الحكومة للاهتمام بالصناعة والاستثمار.
وأضاف: رئيس الوزراء قام بزيارة لعدة مناطق وهذا أمر يستحق التقدير، لكن المشكلة أن عدد المهتمين بعمل مشروعات صناعية قليل.
وتابع: الاستثمار هو أي شخص يأتي بأموال من داخل وخارج مصر ويقيم مشروع ليعطي إنتاج، لكن أحيانًا نجد لفظ استثمار يطلق خطأ على شخص مثلاً فاز بمقاولة وحصل على أموال مقابل هذه المقاولة وهذا ليس استثمار.
عدم إقبال المواطنين على إقامة مشروعات صناعية
وأردف الدكتور إبراهيم فوزي: أن عدم إقبال المواطنين على إقامة مشروعات صناعية يرجع إلى أن الصناعة لم تحتل الأولوية المناسبة لدى الحكومة رغم التصريحات، كما أن هيئة الاستثمار أعلنت أنها حققت 2،3 مليار جنيه أرباحًا في عام، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هي هيئة خدمية أم هيئة تبحث عن الربح؟
تجارب الاستثمار في تركيا ومصر
واستطرد: إن أهمية الاستفادة من تجارب الدول الأخرى وعلى سبيل المثال: تركيا التي تمنح الأرض ولا يدفع المستثمر ثمنها إلا بعد أن يبدأ تحقيق ربح من مشروعه وكانت هناك تجربة في مصر لأشخاص، مثل: “محمد فريد خميس ومحمد أبو العينين”، وغيرهم، حيث كانوا يحصلوا علي أرض في الصحراء المتر بعشرة جنيهات ويسدد علي عشر سنوات وكان هؤلاء الأشخاص وغيرهم يتوجهوا إلى بنك التنمية الصناعية الذي كان يمنحهم الأموال بفائدة بسيطة جدًا وهي نصف في المائة، وأيضًا “تجربة الطريق الصحراوي” عندما سمح الرئيس الأسبق أنور السادات لمن يعمر الأرض أن يأخذها وكان سعر الفدان 200 جنيه فقط لذلك حدثت طفرة، وأصبح الطريق الصحراوي ينافس في الطريق الزراعي ولكن حاليًا الأعباء أصبحت كبيرة والاستثمار أصبح مخاطرة كبيرة.
استثمارات السعودية والإمارات وإفريقيا
وواصل وزير الصناعة والاستثمار الأسبق، ونجد أن هناك بلاد أصبحت تقدم تسهيلات تجذب المستثمرين المصريين ومنها السعودية، حيث يمكن للمستثمر في عدة ساعات أن يؤسس شركة ويبدأ الاستثمار ونفس الأمر في الإمارات، وفي إفريقيا نجد راوندا التي كان عندها حرب أهلية وأودت بحياة نصف مليون شخص إلا أن الدولة حدث بها تقدم وأصبحت تقدم تسهيلات لعمل الاستثمار في كافة المجالات.
ونوه الوزير الأسبق، إلى أن مصر حققت الكثير في اتفاقية التجارة الحرة مع الدول العربية، حيث تبادل السلع دون جمارك، افتًا إلى أن ما يحدث أن يقوم مصري بإنتاج في دولة عربية ويغزو السوق المصري دون جمارك ويستفيد من الإعفاء الجمركي ويضر بالمنتج المصري في الداخل.
حل لمشكلة إغلاق بعض المصانع
وحول قضية المصانع، طالب عفيفي، بحل لمشكلة إغلاق بعض المصانع، قائلاً: لأنه بعد الحديد والصلب وجدنا إغلاق مصنع الورق ومصنع قصب السكر وهذا ناتج أن هناك بعض أشخاص في الحكومة تعتقد أن الحكومة لابد أن تنافس القطاع الخاص وهذا أمر غير مفيد وأكد أهمية حل بعض مشاكل الضرائب بطريقة تفيد الحكومة والمستثمر.
تجربة الدكتور إبراهيم عفيفي في هيئة الاستثمار
وتحدّث الدكتور إبراهيم فوزي عن تجربته أيضًا في هيئة الاستثمار، عندما تولى رئاسة الهيئة، مشيرًا إلى أن مكتبه كان مفتوحًا للمستثمرين وأنه اتخذ عدة قرارات غير تقليدية لتسهيل الاستثمار، لكن اصطدم مع بعض الجهات، مثل: الجهاز المركزي للمحاسبات وغيره، لأنه كان يتصرف بطريقة غير تقليدية لكنها قانونية في نفس الوقت.
وأشار إلى أنه من أهم الاتفاقيات التي وقعها اتفاقية منجم السكري عندما تولى منصب وزير الصناعة والثروة المعدنية.
وأكد أن هناك أمورًا تحتاج إلى الحسم مثلاً في كلية الهندسة جامعة القاهرة هناك أجهزة كثيرة حديثة جدًا، مضيفًا أنه للأسف الشخص الذي يستطيع العمل عليها خرج للمعاش ولا أحد يعرف أن يستخدمها، لافتًا إلى أنه حدث ذلك لأن هناك وقف للتعيين منذ سنوات طويلة.
ثم توالت المداخلات وطرح الأسئلة علي ضيف الصالون، وعقب ذلك بدأت الفقرة الفنية، من تقديم مايسترو أكاديمية طيبة د. مصطفى أحمد وفرقته الموسيقية من خلال عدد من الأغاني الوطنية وأغاني التراث وسط تجاوب كبير من الحاضرين.
وفي الختام منح الدكتور صديق عفيفي، الدكتور إبراهيم فوزي شهادة شكر وتقدير، وبعدها تم التقاط الصورة التذكارية.