ابراهيم العمدة يكتب: نحن أول من فجرنا مشاكل مستشفي العباسية للصحة النفسية

●● انتهي عام ٢٠٢٢ بكل ما له وما عليه.. عام كان مليئًا بالأحداث العالمية والمحلية وكان مليئًا أيضًا بالإنجازات والإخفاقات.. كان مليئًا بالحوادث المؤلمة أيضًا والتي بعضها كان تريند لأيام وأيام وبعضها مر مثل الوميض الإعلامي واختفى.

●● علي المستوي العملي بالنسبة لي استوقفني ما فجرته في عام ٢٠٢٢ عن مستشفي العباسية للصحة النفسية وهي من أقدم وأعرق الصروح الطبية في مصر فقد كنت وعلي صفحات هذا «المنبر» أول من كتب عن مستشفي العباسية للصحة النفسية وكان آخر مقال تناولت فيه المستشفي وما يحدث بها في شهر ديسمبر وتحديدًا العدد «١٥٢٨» وكان عنوانه وقفة وزارية مع مستشفي العباسية للصحة النفسية وفي هذا المقال كنت أطالب وزارة الصحة بإرسال لجنة تكون تحت إشراف الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة للوقوف علي حقيقة ما يحدث في المستشفى.

●● لم يمر أسبوع واحد علي نشر المقال إلا وفوجئت بالعديد من المواقع والصحف بل وأعضاء مجلس النواب والشيوخ يثيرون نفس القضية تحت عنوان عريض ماذا يحدث في مستشفي العباسية للصحة النفسية متضمنًا كلامهم وطلباتهم نفس ما طالبت به من قبل وهو أن تقوم الوزارة بإرسال لجنة متخصصة للبحث والكشف عن كل ما أثير في الآونة الأخيرة.

●● مستشفي العباسية للصحة النفسية ليست مستشفي عادية بل هي تعد الصرح الأكبر والأوحد في الشرق الأوسط وتضم هذه المستشفي أقسام ومراكز لعلاج الإدمان والعديد من الأقسام الداخلية والخارجية من المسنين وإصابة ١١ آخرين وتحويلهم وحجزهم بمستشفي صدر العباسية وثلاثة مريضات تم تحويلهن وحجزهن بمستشفي حميات العباسية.
●● لقد قامت وزارة الصحة عن طريق وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار بإرسال لجنة برئاسة مساعد الوزير الدكتور عمرو قنديل مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائي وبالفعل وجد قصور في سياسات المستشفي وبالأخص في مكافحة العدوي ووجه وقتها بإجراء الفحوصات التشخيصية لجميع المرضي.

●● النتيجة أن مدير المستشفي أحال ٨٩ من الأطباء والعاملين بالمستشفي للتحقيق.. الرقم مرعب بالفعل.. إذا كان المستشفي بها ٨٩ مقصر في عمله بمجرد كشف واقعة وصلت إلي معالى الوزير إذن ماذا لو أنه تم فحص كل كبيرة وصغيرة في المستشفى؟؟ هل يعقل أن يكون لدينا ٨٩ مقصر في أي جهة من الجهات أو مشروع من المشروعات ولا يتحمل مدير الجهة أو المشروع أية مسئولية!؟ هذا التساؤل يجب أن نجد له إجابة.

●● لقد تكونت جبهة بالفعل اسمها جبهة الدفاع عن مستشفي العباسية للصحة النفسية وتم مناقشة ملف المستشفي في مجلس النواب ومجلس الشيوخ والجميع طالب بشيء واحد هو أن يتحد الجميع سواء في وزارة الصحة أو نقابة الأطباء أو الأمانة العامة للصحة النفسية وخبراء الطب النفسي لمناقشة ملف كيف نعيد لهذا الصرح الطبي هيبته وقوته.. كيف نحول هذا الصرح العملاق إلي أداة للقضاء علي الإدمان في مصر.
●● إن المتابع لمستشفي العباسية للصحة النفسية لو كتب هذا العنوان علي محركات البحث أو وسائل التواصل الاجتماعي ستجد الكثير والكثير من الوقائع والصفحات ستجد موظفه راتبها الشهري خمسة آلاف جنيه بينما تحصل علي حوافز عشرة آلاف جنيه رغم أن الإدارة التي تقدم الخدمات للأسف تتحول للأسوأ.

●● ستجد موظفة استحدثت مسمي وظيفي غير معتمد بالهيكل التنظيمي للمجلس من جهاز التنظيم والادارة مما أدي لصرف مبالغ مالية بدون وجه حق.. وهذا الكلام مثبت عن طريق النيابة الادارية التي حققت في الشكاوي.
●● نحن لا نتهم أحدًا ولا نحكم علي أحد ولكن من حقنا أن نطالب وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار أن تكون المستشفي تحت ولايته كوزير للصحة وهذا كان أيضًا مطلب بعض أعضاء مجلس النواب والشيوخ.
●● نطالب الوزير خالد عبدالغفار بأن يقوم بزيارة مفاجئة للمستشفي لمدة خمس أو ست ساعات ومؤكد أن هذه الساعات ستكون فارقة في تاريخ المستشفي فإما أن يتم كشف المخالفات أو يتم خرس الألسنة.

●● كل ما نطالب به هو أن تعود المستشفي كما كانت صرح طبي مصري عملاق وأن يتم محاسبة من يثبت تقصيره وهذا المبدأ من وضعه هو الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي يؤكد دومًا أن الصحة من الأولويات وأنه لا تستر لا علي فاسد أو مقصر وأيضاً دائماً يطالب بأن يكون الأداء في المنظومة الصحية علي أعلي مستوي.. ليت الوزير خالد عبدالغفار يطبق نفس المعايير التي اعتمدها الرئيس السيسي لأي مشروع علي أرض مصر.. لو تم ذلك لن تجد تقصير في أي مكان.
وللحديث بقية..

ebrahem-alomda@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى