حلمى سيد حسن يكتب: قائمة الزواج وعشوائية الالباب

اجتاحت الشارع منذ ايام قلائل عاصفة من الغوغائية والصراع الدامى وارتفعت الاصوات على صفحات التواصل الجتماعى الذى اصبح وسيلة سهلة ورخيصة لاشعال نار الفتن والمجون وبيع الاجساد والاشياء وتحقيق ماءرب شخصية سواء كانت مادية او فكرية للوصول الى المبتغى الافضل الذى يرتئية لنفسه ،

ومن هنا هاجت الدنيا معلنة بالغاء قائمة الاشياء التى هى تدون للعروس حال زواجها الشرعى و هى قائمة المنقولات او قائمة عفش العروس والتى هى ُتعد بمثابة عقد اتفاق يضاف الى عقد الزواج بين العريس واهل العروسه او بمثابة كمبيالة وقع عليها العريس فى حالة الاتفاق وانهاء مراسم الزواج ويصبح ملتزماً بها ما دامت العشرة قائمة بين الزوجين ،

اما فى حالة عدم استمرار العشرة لاى سبب من الاسباب يكون الرجل ملتزم بها واعادة كافة الحقوق لزوجته التى اصبحت طليقته .

وقائمة المنقولات لم يأتى لها ذكر فى القرأن ولا فى السنه الصحيحة ولكنها اتفاق جرى عليه العرف . فأيدها الازهر الشريف لانها ليس لها اضرار سوى حفظ حقوق المرأة مثل حقوقها الشرعية التى اباحها الاسلام مثل المهر والنفقة وهو عائد مادى يحق لها لمعاشرتها وصيانتها ، وقديما كان يخطب الرجل الى الرجل وليته او ابنته فيصدقها ثم ينكحها لانه زواج شرعى وليس زواج متعة او تحليل ومن حسن رعاية الاسلام للمرأه و احترامه لها ان اعطاها حقها فى التمسك بالمهر وجعله حقاً على الرجل لها وليس لابيها واكد ذلك المولى فى قوله ( واتوا النساء صدقاتهن نحلة ) اى اتوا النساء مهورهن عطاءً مفروضاً لا يقبله عوض .

وكان اول من ابتدعوا قائمة عفش العروس هم اليهود الذين كانوا يسطوتنوا مصر لانه عندما كان يرغب المصرى فى زواجه من يهودية كانت تكتب تلك القائمة لضمان حقوقها لان الدين اليهودى يحرم على الزوجة ان ترث زوجها او تأخذ منه شيئاً فكانت تلك القائمة ضماناً واستقرارا لها ، ولكن ما سبب تلك الزوبعه العشوائية التى اصابت المجتمع بهوس ولوس واحدثت حالة من الاحباط للشباب الذى يسعى جاهداً للحصول على قوت يومه بل ويحاول توفير بعض الاموال للزواج على ان تشاركه خطيبته او عروسته فى تأسيس الجهاز على الرغم من انه المسئول عن اعداد البيت اعداد شرعى من اساس وفرش و ادوات ، فهو الزوج و الزوجة لا تسأل عن ذلك مهما كان مهرها .

لان المهر تستحقه الزوجة فى مقابل الاستمتاع بها لا من اعداد الجهاز لبيت الزوجية فأن المهر حق خالص لها وليس لها الحق فى ان تقضى به ديناً كان عليها ولكن فيما جرت عليه العادة تنفقه فى جهاز مثلها لمثله بما قبضته من المهر قبل الدخول بها اى ان تشاركه الجهاز وقد جائت المادة 66 للدكتور يوسف موسى من قانون الاحوال الشخصية لمذهب الامام مالك بأن الزوجة تلتزم بتجهيز نفسها بما يتناسب وما تعجل من مهر قبل الدخول ما لم يتفق على غير ذلك .
وكان قدوتنا رسولنا الكريم قد جهز ابنته فاطمة من ( خميل ) اى ثوب وقربه حشوها ادمز اى نبت طيب .

ولكن فى حالة حدوث الطلاق نجد ان المراة تطالب بحقها فى القائمة المرصوصة باشياء كثيرة لا يمكن استعمالها او مغالة فى اثمانها ومنهم من يزيد من قائمة القائمة بوضع الذهب ضمن المنقولات حتى تصبح القائمة ذات ثقل مادى كبير لا يستطيع الزوج دفعه بعد استحالة العشرة بينهم ويكون مصيره خلف قضبان عاتيه .

ولكن فى حالة كره المرأه للرجل فكان لزاما عليها الابتعاد عن ما اخذته من زوجها واعادته اليه وذلك حسبما ذهبت امراة ثابت ابن قيس ابن شماس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له يا رسول الله ، والله ما اعتب عليه خلق ولا دين اى انها لا تريد مفارقته لسسوء خلقه ولا نقصان دينه ولكن كانت تكرهه لدماممته وهى تكره ان تحملها الكراهية على التقصير فيما يجب له من حق ولكنى اكرة الكفر فى الاسلام فقال لها صوات الله عليه ( اتردين اليه حديقته ؟ فقالت نعم فقال الرسول الكريم اقبل الحديقة و طلقها تطليقة ) .

ولكن ما اثار تلك الزوبعة واحدث هياج فى الشارع وزاد من السخط والثرثرة بين الشباب هو مزاح بين دكتور جامعى فى كلية الهندسة جامعة الاسكندرية وبين تلاميذه الطلاب فى احدى محاضراته وكان يشرح لهم شيئاً فى الهندسة ولوصول المعلومه لطلابه قال لهم مثل قائمة العروس فتم نشر هذه السخرية والمداعبة على انها مثام ولكنها سرت بسرعة النار فى الهشيم وتفهمها الشباب بعد تحريفها من جهات وعقول ضالة بأنه سوف يتم الغاء القائمة فضج الشباب صراخ وعويلً لانه يجد صعوبة فى تجهيز ما يتفق عليه بعد مساعدة العروس لديه فكيف له ان يأتى بكافة الاشياء جميعها من اثاث واجهزة وشقة ودهب وخلافه ؟ وتاتى العروس خالية الوفاض لا تساهم بشئ ولا تصنع معه شئ .

وفى الحقيقة اصبحت شائعة الغاء القائمة اكذوبة كبرى تداولتها الالسن اللاهيه المتلطعة على نواصى و طرقات بل وصفحات شبكة التواصل الاجتماعى مونهم لا يجيدون شياً يفعلونه لان عقولهم خاوية مثل جيوبهم التى انعدمت منها ما يقومون بتحقيقه لانفسهم واصبحنا نلهث وراء الشائعات التافه والامور الغير مجدية والافكار السيئة التى لا تبنى الاوطان
تحيا مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى