عبير عزت تكتب: لن نري النجوم إلا في الظلام

دائما كانت الشدائد كاشفة لمعادن الناس؛ تبين حقيقتهم؛ وكأنها تفلتر صفاتهم.. من هو النفيس ومن الرخيص؛ قد تعرف انسانًا فترة طويلة؛ ولا تتكشف لك صفاته إلا مايديد إظهاره فقط؛ فإذا مرت الشدائد كشفت صفاته المتوارية؛ فكأنما تكشف بعد الستر وتعري بعد غطاء؛ الشدائد تقرب المؤمن من ربه وتبعد المزيف الرخيص؛ المؤمن يلجأ إلى ربه مسرعاً إلى التوبة والاستغفار؛ آملاً العفو.. راجيًا الله تخفيف الشدة وإذهاب الغمة؛ والمزيف الكاذب يسارع الي الدنيا؛ باحثًا عن الأسباب؛ متعلقا بالزيف؛ ناسيًا ..وربما متناسياً أن الله سبحانه وتعالى هو وحده القادر علي إذهاب الشدائد؛ وفك الغمة؛ ويزيد في سخطه وتمرده؛ ناقم علي كل شئ !!

رحم الله الإمام الشافعي حين قال:

جَزى اللهُ الشدائدَ كُلَّ خيرٍ.. وإن كانت تُغصّصُني بريِقِي.

وما شُكري لها حمداً ولكن ..عَرِفتُ بها عَدوّي من صديقي

 

إن الشدائد تكشف الحقيقي الحق لك؛ تبين فضيلة ومعدن وصدق المرء؛ فكم من مدعٍ للفضيلة ومعدنه مزيف!؛ فإذا جاءت الشدائد أظهرت ماكان مخبئاً؛ وجه قبيح أناني، معدنه رخيص؛ يُغلّفه الزيف؛ وكم من كريم تراه في الشدائد باذلاً كل ما في وسعه؛ مقدمًا كل ما يملك من أجلك حتي لو كان يعاني ضيق الحال؛ إن الشدائد تكشف الإنسان أمام نفسه؛ ليعلم كم هو صادق معها أم مدع؛ ويعلم قدر ثقته وإيمانه بمبادئه وقناعته وقيمتها؛ ويعلم مكامن الخلل عنده؛ وأماكن الثغرات لديه؛ الشدائد تُعلّم الصبر؛ وتُقوّم السلوك؛ وتُقوي النفس؛ وتجعل الفرد منّا قادراً علي تحمل ومواجهه تقلبات الدنيا؛ شاكراً حامداً فضل ربه؛ الشدائد هي الخير الذي يكمن في باطن الشر؛ لا تفرح بعدد من حولك؛ أعد العدّ بعد الشدائد؛ في الشدائد يتساقط الكثيرون؛ تحلّي بالقوة.. ولا تدع أحدًا أو شيئًا يدير حياتك؛ كُن أنت من تدير حياتك حتي لاتتوقف عند الغياب؛ من يتخلي عني وقت حاجتي له لست بحاجته كل الوقت ؛ شكرًا للشدائد الكاشفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى