عبير عزت تكتب: قبل فوات الآوان

عزيزي القارئ : هل أنت علي قيد الحياة حتي وأنت تتكلم وتتحرك ؟!؛ مادليلك أنك تحيا؟! ؛ ماذا تصنع في الحياة؟!؛ نحن أموات علي قيد الحياة!؛ نسعي وراء رغباتنا وشهواتنا؛ في بحث مستمر عما ليس لنا؛ نبحث عن المال.. عن السلطة.. عن النفوذ؛ نري حروباً وصراعات؛ وشعوباً مشردة؛ وأمراض وأوبة مُصنّعة؛ الغرض منها كسب المال!!

أين نحن من تعاليم الله وشريعته؟!؛ أين نحن وإلي أين نحن ذاهبون؟!؛  الحياة ليست عادلة؛ ليس للحياة معنًي إن لم يكن لديك هدف تناضل من أجله؛ في الصغر كانوا في المدرسه يعلموننا أولا ثم يختبروننا؛ في الكبر الحياة تختبرنا أولا ثم تعلمنا الدرس!! لكن ما فائدة الدرس إن لم نستوعبه جيدًا ونتعلم منه !!.

فالحياة ..كلمة قليلة الحروف كثيرة المعاني؛ كلمة موجزة النطق شاملة المضمون؛ تدل علي مجمل الأحداث التي تحدث علي الارض؛ هي الفترة التي يحياها كل كائن حي منذ ولادته وحتي مماته ؛تبدأ ببكاء وتنتهي ببكاء؛ بينهما مراحل عمرية مختلفة؛ وتغيرات شكلية ونفسية وعقلية وأخلاقية؛ بينهما صعود وهبوط؛ رخاء وشقاء؛ ضحك وبكاء؛ فرح وحزن؛ عقل وجنون؛ تهور وحكمة؛ تدني وارتقاء؛ فشل ونجاح؛ صرعات.. خيانات.. حروب.. أحداث لاحصر لها؛ مادامت الدنيا.

والدنيا لسيت هي الحياة؛ الدنيا كلمة منشقة من الدنو؛أ ي: الشئ السفلي؛ دنا أي: اقترب؛ من  فالدنيا هي الحيز المكاني (الأرض)؛ والزماني أي منذ خلق الله تعالي الكون حتي تقوم الساعه؛  وماخلقت الدنيا إلا للوصول إلي الحياة الباقية الحقيقية بعد قيام الساعة؛ وهي الهدف الذي يجب أن يسعي خلفه كل الناس؛ وعلينا اتباع طريق واحد واضح المعالم وهو عباده الله تعالي لاشريك له وفق ما شرع لنا سبحانه وتعالي؛ (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)؛ هذا هو الغرض الحقيقي للحياة في الدنيا؛ فماذا نعمل نحن للوصول للهدف المنشود؟!.

الحياة نعمه من نعم الله منحها لكافة مخلوقاته؛ وميز الإنسان بالعقل؛ وزينها لنا بالمال والبنون؛ لنتمتع بها ونسعد كما أمرنا؛ وبما يرضيه عنا؛ الحياة هي الاختبار الأكبر والأهم؛ الذي لا مُحال سيخدع به جميع البشر!!

انتبه أيها الإنسان.. أفكارك ستصبح أفعالك؛ وأفعالك ستكون عاداتك؛ وعاداتك ستصير طباعك؛ وطباعك ستحدد مصيرك في الحياة؛ . دعونا نتوقف قليلا مع أنفسنا لنري ما الدليل علي أننا نحيا !!؛ وكيف سنجتاز  الاختيار الاعظم قبل فوات الآوان؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى