الإهتمام الكبير أثمن من الحُب الكثير

بقلم/ نور القاضي

“الإهتمام الكبير أثمن من الحُب الكثير”

وليام شكسبير.

إن أثمن وأعظم ما يقدمه إنسان لإنسان هو (الإهتمام). فالعلاقات الناجحة تحتاج لكثير من العناصر أولها وأهمها (الإهتمام) والتقدير، فإن أجمل ما تقدمه للمتحدث هو إنصاتك، وأعظم ما تقدمه لمن تحب هو إهتمامك وتذكرك لكل ما يسعده، وأجمل ما تُقدمه الأم لأبنائها هو أيضا إهتمامها ودعمها ومُساندتها لهم، وأحسن ما تُقدمه لعملك اهتمامك به والحرص عليه، فإن جميع العلاقات الناجحة والقوية أساسُها الإهتمام، وكما رأى شكسبير أن الاهتمام الكبير أثمن من الحب الكثير من وجهه نظره اذاً الحب الكثير ليس له اثبات غير الأفعال التى تستظل في النهاية بمظلة الاهتمام والتقدير. فما قيمة الحب اذا كان خالياً من الإهتمام والتقدير المتبادل.

ومما لا شك فيه أن العلاقات الإنسانية كائن حي يحيا بالحفاظ عليه والاهتمام به ويموت بسبب الإهمال والتجاهل والنسيان. وبالتأكيد إن أدق وأصدق صياغة للحب هو (الاهتمام)، فالحب ليس أقوال ولكن أفعال وهذه الأفعال تُترجم في صورة إهتمام.. تقدير.. إحترام.. حرص.. رعاية. فإذا كان كل طرف يبذل ما في وسعه ويقدم أجمل ما لديه فبالتالي يحظى بحياة هانئة هادئة مُستمرة وناجحة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح (إذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ) فالإخبار هُنا عبارة عن أفعال ومواقف مُغلفة بالاهتمام والرعاية نُهديها الى من نُحب سواء كان صديق أو شريك أو حبيب أو ابائنا وامهاتنا الكرام.

وما اقسى من تقديم كل الاهتمام والدعم والتشجيع والمساندة للطرف الآخر ولا يحسن إستقبالها، ويجعلك طرف يقدم ويضحى فقط ولا تستمتع بثمرة تقديماتك واهتمامك، بالطبع الاهتمام شىء رائع وجميل ولكن الأجمل أن يكون متبادلاً. فالحب والاهتمام عباره عن طاقة تتجدد وتُستمد من أفعال وأحاسيس الطرف الآخر، فليس من المنطقى وجود طرف مِعطاء ومُهْدِىّ ومُضحى طوال الوقت والطرف الآخر مُتلقى فقط بالرغم من أنها علاقة “أخذ ورد” أساسها أن تكون مُتبادلة مثل كفتي الميزان أو وجهى العُملة الواحدة.
وما أسوأ من طلب الإهتمام، فالإهتمام مطلب لا يُطلب واذا جاء بعد الطلب أصبح (مُجاملة) كالشجرة التى سقيتها بعد أن ماتت وتنتظر أن تُثمر.

وكثيراً ما تمر حياتنا وعلاقاتنا بالتوتر والمشاكل ولكن عندما يكون هناك رصيد كافٍ من المحبة والإهتمام السابق فيكون أمراً طبيعياً تقديم التسامح والغفران فهناك رصيد كبير من الذكريات الجميلة والإهتمام الدائم والمعانى المحفورة التى زينت العلاقة على مدار الوقت فتعوض أى إهمال غير مُتعمد أو تقصير أو نسيان أو حتى أخطاء فتُفهم على إنها غير مقصودة.. فجميل الاشياء لا يٌنسى ابداً.. (يتذكر المرء كل ايام حياته المضيف الذى اظهر له حسن الاهتمام) هوميروس.

فلتبذل جهدك وطاقتك فى رعاية من تحب ولتقدم إهتمامك ولتمنح وقتك لكل من تحب سواء كان شريك حياة أو إبن أو صديق ولتغمرهم بدعمك ومساندتك والأهم من كل ذلك هو إهداء الشىء فى وقته قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى