«البنهاوي وشركاه»

بقلم/ محمد الجداوي

تقول الحكمة: «عصفورٌ في اليد خيرٌ من 10 على الشجرة»، ويقول الشيف شربيني: «الوجبة اللي متشبعكش متشترهاش»، بينما يرى «عبده كبدة» أن الزبون على حق، حتى مع تطورات جائحة كورونا ورحمة الله وبركاته.

ومع مطلع خريف 2020، قَرَّرَ «سعيد البنهاوي»، افتتاح فرع جديد لسلسلة مطاعم «البنهاوي وشركاه»، وطلب من مدير المطعم أن يبحث عن فكرة جديدة لاستقطابزبائن كورونافي الافتتاح الكبير الذي سيحضره نجوم المجتمع من فنانين ولاعبي كرة قدم وشخصيات عامة، واتفق مع طاقم المحل على أن يرتدوا الكمامات خلال يوم الافتتاح بالكامل، وأن لا يعبث أحد بأنفه، أو يعطس أمام الزبائن، أو يسلم باليد على أقاربه وأصدقائه المدعوين لافتتاح المولود الجديد.

وفي حفلِ بهيج حضره لفيف من الوجوه الشهيرة في أوساط متعددة، قص المعلم بنهاوي شريط الافتتاح بنجاح، ومع نزول أولأوردرضَجَّتْ صالة المطعم بالصريخ والعويل، وعند اتضاح الأمر، تبيَّن إصابة أحد الزبائن بحالة تسمم، نُقِل على إثرها إلى أقرب مستشفى، وعند الكشف عن سبب التسمم بمطاعم البنهاوي، أفاد التقرير المُرفق للحالة، بأنه لا علاقة للمعلم البنهاوي ووجباته بما حدث في ليلة الافتتاح، وأن المريض قد تناول لأول مرة في حياته وجبة لحوم، وبالسؤال عن اسم المستشفى للتحقق من التقرير، كانت المفاجأة أو الصدمة: المستشفى تابع بشكل مباشر لمطاعم البنهاوي وشركاه، وأنه تم افتتاحها بالتزامن مع انتشار وباء كورونا، ليضرب المعلم سعيد عصفورين بحجر واحد، بأن الزبون الذي لا يأتي إلى المطعم ويُصاب بالفيروس اللعين يذهب إلى مستشفى البنهاوي، وإذا سَلِم من الإصابة، جاء إلى المطعم ليكون على موعد مع الإصابة بالتسمم ليذهب أيضًا إلى مستشفى البنهاوي التخصصي، ليتم التهام الزبون بشراهة ودون رحمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى