العدَالة السَماوية.. والنفُوس السِموية

كتبت : منال فتح الله

التنمر آفة العصر..

لقد خلقنا الله سواسية، فأعطي لكل منا نصيبه من الجمال وجزء من الكمال وحلاوة الروح. فلا كامل إلا وجه الله عز وجل، حتى رسول البشرية صلى الله عليه وسلم لم يكن كاملاً في طباعه ولكنه كان على خُلق عظيم.
خلق منا الطويل والقصير، والأبيض والأسود، والرفيع والسمين، والسليم والعليل، والسوي والغير مكتمل النمو.
أعطي كل منا حظه من الـ 24 قيراط وقسمهم بيننا بالعدل في كل شئ وليس بالتساوي.

فكل منا علي خطيئه ولا ينبغي ان يرجم غيره، وكذلك ليس من حقه أن ينصب نفسه قاضياً يحاسب عباد الله.
من أنت أيها الأحمق السودوي القلب والمتحجر العقل والفكر لتنتقد غيرك وتعيب في خلقه ،انها إرادة الله في عباده ،ولا سبيل لأي بشر أن يكون له المقدرة على ان يشكل خليقته وإلا تأنقنا من أجل إبداع أنفسنا قدر الإمكان .
هل يهمك إن كان فلان قصيراً أو طويلاً او به ما به؟

من أنت لتشوه قلب أحد؟ تعلم إنه بكلامك المسموم هذا قد تؤذي قلباً ويكاد ينفطر أو يموت من الحسرة علي نفسه أو ينتحر من أصداء كلامك البذئ فيما يسميه علم النفس بالأذية النفسية، والتي ستحاسب عليها يوم تلقي الله
أولن تُخبر بمردود ما قدمته في وقتها؟ أولم يكتب كل ذلك في صحيفة اعمالك؟ “لا يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد”
والأضرار النفسية تتمثل في الإنعزال الإجتماعي، والشعور بالعار وتدني إحترام الذات بالإضافة لأعراض الإكتئاب الحاد مع ضعف الأداء سواء الدراسي أو العملي، وقد تصل في بعض الاحيان إلى التبول اللاإرادي عند الأطفال
فانا مثلا لا أعلم ماذنما ذنب هؤلاء:
اناث ~ فإنهم عار، قصار القامة ~ ما به لايملك شئ ، والنحيف والسمين وغيرهم …..

واخيرا وليس آخرا ظهر لنا نوع جديد من التنمر الا اخلاقي انهم “ضحايا الكورونا” ماذنبهم في ذلك لكي نسخر منهم طول الوقت والأدهى من ذلك ما هو المنطق أنه بعد وفاتهم لن يسمح لهم بأن يوارى ثراهم في مقابر بعض الأُسر لأنهم اصبحوا عار ، لقد خلقنا الله ابرياء ذوي نفس طيبة ولكن شوهتنا الأيام والسنون والمشاكل
يقولون ف العلم ان سلامة العامل النفسي هو أساس التعايش السلمي بين البشر وإلا خلقنا الله بدون روح
تستطيع أن تستمر بقلب سليم وإلا ستحيا للأسف بقلب “…… ود”
لاحقا شاهدت فيديو عن طفل من أستراليا في التاسعة من عمره يسمي (كوادن بايلز) كوادن تعرض للتنمر لأنه من قصار القامة يقول لأمه: “أريد ان أموت.. أريد أن آذي نفسي . اتمني ان يقتلني أحدهم وإلا سأتولى اناقتل نفسي”
لك أن تتخيل ان كل هذا بسبب العنصرية والتنمر الذي تعرض له الطفل من أصدقائه بالمدرسة، فبكيت بشدة من قلبي عندما تخيلت الألم الذي يشعر به هذا الطفل، ولكن حكمه الله ومشيئته غيرت كل شئ لصالحه
تدخلوا أصحاب النفوس السوية والقلوب الطيبة من اجل اسعاده بعد ان نشرت امه هذا الفيديو علي صفحات التواصل الاجتماعي وحاز كوادن كثير من التحفيزات من نجوم الفن ولاعبي الكره وغيرهم …….. ودعوه لحضور مباريات وحفلات مع رحلة لمدينة ديزني لاند الساحرة.
فجأة تحول كل القهر مع اصحاب النفوس الطيبة فلم اتمالك نفسي من فرط السعادة عندما رأيت نفس الطفل تغمره السعادة والاقبلا على الحياة بعدما تعرض لكل هذا القدر من الآلام الصعبة
أخيرًا : لم يعد بوسعي إلا أن أذكركم باننا : “جميعُنا مُشوهُون لولا ستر الله”
“كُفَّ عَلَيْك هَذَا. وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!”
(الراحِمونَ يرحمهم الرحمنُ ارْحموا مَنْ في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي

وقال اجدادنا: السم في اللسان
ويسلم لسانك إن كان بينقط عسل او سكر
عليك أنت تختار أيهما تفضل أن تكون؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى