د. مدحت حجاب رئيس مجلس إدارة شركة رونتك لمستحضرات التجميل والكيماويات: إنتاجنا ومبيعاتنا حوالى ٣٠ مليون جنيه سنويًا ونطمح للوصول فى ٢٠٢٣ إلى ٥٠ مليون جنيه

بدأنا بـ3 موظفين والآن لدينا 120 ونشاطنا توسع كثيرا

حوار / عاطف طلب

عبور سفينة الاقتصاد في الأوقات الصعبة وأوقات الأزمات يحتاج ربان ماهر، والتجارب خير دليل على هذه المهارة، وممن أثبتوا أنهم قادرون على العبور وأن لديهم الحنكة الاقتصادية، هو الدكتور مدحت حجاب رئيس مجلس إدارة شركة رونتك لمستحضرات التجميل والكيماويات، فهو أنشأ الشركة في عام 2011 وما به من اضطرابات سياسية، لكنه استطاع أن يعبر كل هذه الأمواج بنجاح.

لم يقف الدكتور مدحت حجاب عند نقطة محدد، ويقول أنا عبرت، وهذه مهمة شاقة، لكنه قال في حواره لـ”الجالية “: إنتاجنا ومبيعاتنا حوالى ٣٠ مليون جنيه سنويًا، وطموحنا أن نصل فى ٢٠٢٣ إلى ٥٠ مليون جنيه.. وهذا دليل على فكره الذي ليس له حدود.

تقلبات عدة مرت بتجربة الشركة من أزمة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، والتعويم وقفزات الدولار، لكنه استطاع وسط كل هذا أن يطرق باب الأسواق الخارجية.. وإلى الحوار.

بداية نريد التعرف على الشركة؟
رونتك لمستحضرات التجميل والكيماويات، شركة مساهمة مصرية أنشأت عام ٢٠١١، وهي متخصصة فى إنتاج مستحضرات التجميل والعناية الشخصية والمنظفات والمطهرات وكيماويات الفنادق والمستشفيات، ونعمل في التجزئة والجملة، ومتعاقدين مع كل السلاسل الكبيرة “كارفور – فتح الله – زهران – باندا – سبينس – بيم”.
أيضًا متعاقدون مع فنادق كبيرة كفندق فلسطين والشيراتون وفندق توليب الإسكندرية والساحل الشمالى القوات المسلحة إلى جانب بعض الفنادق الصغيرة.

أخذنا من محنة كورونا منحة.. وزيادة الطلب على الكحول أنقذنا

كم يبلغ حجم إنتاجكم؟
إنتاجنا ومبيعاتنا حوالى ٣٠ مليون جنيه سنويًا، وطموحنا أن نصل فى ٢٠٢٣ إلى ٥٠ مليون جنيه.

كيف كانت الانطلاقة؟
البداية قصة كفاح كبيرة بدأت عندما كنت فى رحلة عمل بفرنسا، وبعد الانتهاء كنت في جولة شوبينج ودخلت مكان أعجبني فيه المنتج، وعند سؤالي عنه، قالوا: معطر غرف فأعجبني هذا المنتج جدا وصممت عند عودتى إلى مصر أننى أصنع هذا المنتج.

وبالفعل عدت إلى مصر وأسست شركة فى عام ٢٠١١، أحضرت المقر الإداري وبدأت فى الإجراءات ثم حدثت الثورة فتعطلت كل الأمور، وكنت وقتها موظفًا فى إحدى الشركات الأجنبية وفى أغسطس 2011 تركت الأمور لفترة، ورغم أن الاقتصاد لم يتراجع بحدة خلال هذه الفترة، لكن الحمد لله مشينا إلى أن دارت العجلة وأنتجت وأنا موظف بالشركة الاجنبية وبعد عام وجدت صعوبة فى التوازن بين الاثنين فقدمت استقالتى وبدأت رحلة الكفاح من البداية فليس من الضرورى أن تبدأ كبيرًا، بدأت صغير حتى أكرمني الله وتعاقدت مع “فتح الله” من خلال ٣ موظفين.

أسسنا فرعًا فى تشيكوسلوفاكيا منذ ٢٠١٨ بعد عام كامل من التجهيزات

هل كان هناك تعثرات؟
قصة الكفاح فيها عثرات ومشاكل ولكن عندما تركز على هدفك لا ترى هذه الصعاب، وكانت البداية بمعطر الجو والذى تم شراء تركيبته من فرنسا بـ١٠ آلاف يورو لأنني كنت أريد بداية قوية ثم قمنا بعمل مطهر للأرضيات مثل ديتول ثم دخلنا على حاجات العناية الشخصية كغسول اليد السائل والشور جيل وشامبو الشعر والبلسم والكولونيا والكحول وتوسعنا فى التركيبات الخاصة بنا والتى جاءت ناتج علم وخبرات.

ما تأثير أزمة كورونا عليكم؟
لولا كورونا لحدثت لشركتنا مشكلة كبيرة، كنا من أوائل الشركات التى صنعت الكحول، فكل الشركات فكرت فى الجيل ولكن الناس لم تستجب له باستثناء الهيئات الحكومية ولكن الحمد لله أن الشارع والناس استجابوا للكحول، فكل حاجه وقفت فى كورونا إلا الكحول والمطهرات.

ماذا عن عنصر التطوير؟
فكرة التطوير طوال الوقت موجودة فمن أول يوم بدأنا فيه المشروع والتطوير أساسى عندنا، فمنتجاتنا من المنتجات المميزة جدا وبجودة عالية جدا بالأسواق ولن نتنازل عن هذه الجودة تحت أي ظرف، وكل منتج من منتجاتنا له ميزة تنافسية غير موجودة فى كل المنتجات المنافسة.
نحن ننافس المنتجات الأقل منا جودة وسعر ورغم ذلك نراهن على الوقت والعميل الذى سيكتشف قلة جودة المنتجات الأخرى، وبعدها يعود إلينا وإن كانت المراهنات فى هذا التوقيت صعبة جدًا.

ما المراحل التي مررتم بها؟
البداية كانت فى شقة صغيرة فى أقاصى الدنيا، بعدها الدنيا كبرت أخذنا مخزنًا بحوار الشقة ثم أخذنا مصنعًا بالمنطقة الصناعية بالبيطاش على مساحة ١٥٠ متر ثم مصنع ٥٠٠ متر ثم النقلة الكبرى فى المنطقة الصناعية بمرغم، أخذنا مصنع ١٠٠٠ متر ومخزن ١٠٠٠ متر والأمور تسير بشكل جيد، ونحن نحتاج طوال الوقت أن نكبر، فصناعتنا من الصناعات التى تحتاج مساحات كبيرة.
وبدايتنا كانت بماكينة صغيرة إلى أن وصلنا إلى ٣ ماكينات، بدأنا بثلاث عمال أصبحوا الآن ١٢٠ موظفًا، وأنا كرئيس مجلس إدارة للشركة فيها مبيعات وتسويق ومشتريات وتصنيع وأدير كل هذه الأمور فلا يجب أن أركز على الإنتاج والماكينات فقط، لأنه من الممكن أنه يكون عندى ماكينات تقدم إنتاجًا كبيرًا، ولا يوجد عندى تسويق أو مبيعات فلا بد أن يواكب التطوير والتحديث سوق ومبيعات أيضًا الاستثمار والتطوير فى الأيدى العاملة وهو التطوير الأهم.
كل مرحلة كان لدينا فيها حلم كبير وقسمت الحلم على مراحل، لأن الذي يحلم حلمًا كبيرًا بدون تقسيمه إلى مراحل يصبح أمنية.
وحلمنا الكبير هو أن يكون عندنا مكاتب خارج مصر، فأسسنا فرعًا فى تشيكوسلوفاكيا منذ ٢٠١٨ بعد عام كامل من التجهيزات وذلك لاختراق السوق الأوروبي خاصة أنني أنا وشركائى اشتغلنا فى شركات أجنبية وعلى دراية كاملة بالسوق الأوروبى ولذلك نعرف نظامه.

إلى أين تريدون الوصول؟
حلمنا أن يكون لنا فروعًا تجارية فى كل دول العالم، ونصدر الآن ولكن عن طريق وكلاء، وجربنا السوق الألمانى ونجحنا فيه ولكن موجودين عن طريق وكيل وحلمنا أنا نكون عن طريق نفسنا “صنع فى مصر”.
والناس بالخارج أهم حاجة عندها جودة المنتج ولا يهمها أين صنع، والتواجد في السوق الأوروبية يعني أنك لا بد أن تقدم جودة وقيمة تنافسية.
ثقافة المصريين تحتاج إلى وعى بأن اختار المنتج الجيد بالسعر العالى، لأن الغالى ثمنه فيه، والمنتج عالى الجودة ليس شرطًا أن يكون غالى الثمن بل هو موفر.

ما أهم الأسواق عندكم؟
السعودى والفلسطينى مستجيبان لمنتجاتنا، وكذلك السوق الليبى، كما أن إفريقيا سوق واعد كنا معتمدين على وجود وكلاء، لكن سنعتمد على أنفسنا بحيث نخاطب بأنفسنا السوق الإفريقي.
وطوال الوقت عندنا تواصل مع الناس ونقدم عينات وأسعار ومفاوضات للوصول إلى الأفضل.
ما أبرز المشاكل والمعوقات.
بسبب أزمة كورونا توقف العالم تماما وتضررت شركات النولون البحرى ضررًا رهيبًا، ولما عاد الافتتاح بعد كورونا كل شركات النولون البحرى رفعت الأسعار بطريقة غير مبررة ومبالغ فيه جدًا لتعويض كل الخسائر التى خسرتها فى فترة كورونا كل ذلك باتفاق ضمنى بين كل شركات الشحن
بعد أن كان نولون شحن الكونتينر الواحد من دولة الصين ١٠٠٠ دولار أصبح 14 ألف دولار، وهذا فرق ضخم، وهذه كانت أول أزمة تقابلنا خاصة أن خاماتنا كلها مستوردة، كما أن المصانع الصينية كانت تعمل بـ٥٠٪ من طاقتها وبذلك تضررنا من شح المادة الخام وبسعرها المرتفع ثم جاءت أزمة الحرب أيضًا، والتعويم فمنذ العام الماضى ٥٠٪ زيادة فى سعر الدولار وانعكاس تلك الزيادة على أسعار السلع المستوردة.
نعانى معاناة كبيرة للمحافظة على الجودة وبذلك أصبح السعر عالى والقوة الشرائية للناس قلت، لأن منتجاتنا ليست أكل أو شرب بل تصنف على أنها سلع ترفيهية كمعطر الجو والكولونيا والشور جل، ففي يناير وفبراير الماضيين، القوة الشرائية انخفضت إلى ٥٠٪ منذ ارتفاع الدولار.

كيف تعبرون هذا النفق؟
خطتنا للخروج من الأزمة تقليل هامش الربح وعمل عروض على الأسعار، والبحث عن فرص تصديرية، وتقليل العمالة، حتى نستطيع تخطى الأزمة المالية الطاحنة، حتى أن الموردين الذين كنا نتعامل معهم كانوا يعطوننا كريدت شهرين و٤٥ يوم أما حاليا كاش فقط.
ونتعامل في ١٤٠ مادة خام، ولاستيرادهم نحتاج إلى ملايين لأننا نستورد رصيد ٣ شهور.

ما رؤيتكم للاقتصاد المصرى؟
عندنا بنية تحتية جيدة، لو الحكومة استطاعت تغيير أزمة الديون الدولارية، ستكون نقلة نوعية، ونحن بدأنا بمنتج واحد، والآن أصبح عندنا ٢٧ منتجًا والمنتج به ٥ روائح أو أشكال ونطور فيهم ليصبحوا ٨ أشكال، ولدينا ١٥٠ منتج يتم بيعهم.

ما أهم الشهادات التي حصلتم عليها؟
شهادة الايزو وتراخيص وزارة الصحة وشهادات تقدير للجودة العالية.

وأين الخدمة المجتمعية؟
لدينا صناديق زمالة تساعد الموظفين، نساعد العمال على قدر استطاعتنا.
كما نشارك فى جمعيات خيرية ومستشفيات السرطان وصندق تحيا مصر وجمعيات المكفوفين، ونقوم بالدراسات التحليلية للأسواق المصرية والعالمية، ونطابق المواصفات القياسية المصرية لأى منتج والمعايير والمقاييس الأوربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى