( ضوءٌ تضَوَّع فى المدى )

الشاعر : محمد الزقم

تنْسابُ عطْرًا …روى نــــورًا..يَفُوحُ مَدَى        يَرْتاحُ فى كفَّيْك ضَوْءٌ…يستحيلُ هُدَى

مَاذا سأكْتُــــــــــبُ إنَّ الشِّعرَ أَرْهَقَنِـــــى؟!        الحِبْرُ دَمْعُ الأمَانِى …بَحْرهَــــــا مَدَدَا

مَاذا سأكْتُبُ إنَّ الحــــــــرفَ يذْبَحُنِــــــى؟!        خَجْلَى حُرُوفِــــى أنَا…والبحرُ قد نَفدَا

أَمْشِى عَلَى الرَّمْضَاء…بِى وَجْدٌ يُصَارِعُنِى        قَلْبِى يَرِقُّ… وعَيْنِـــى كَمْ  تَسِيلُ نَدَى

إِيــلافُ حزْنِــــىَ كفُّ الرِّيحِ تَعْصِرُنـــــــِى        نَارٌ بِلاَ قَبَــــــسٍ…نُورٌ يُضِــــــئُ يَدَا

آوِى إِلــــــــــَى جَبَلِ الأَنـــــْوارِ بِـى شَغَفٌ         لا عَاصِم اليوم مِنْ أَمْـــرٍ لَنَا قَصَـــدَا

رَقَّ الفُؤادُ كَطَيرٍ رفَّ فِــــــــــى لَهـــــــَفٍ         نَحْــــوَ السَّمــــــاء كَنَجْمٍ بِالضِّياءِ حَدَا

فِــــــــى مَدْحِ أَحْمَدَ أَنْـــــوارٌ مُــــعَـــــطَّرَةٌ         فالكــــونُ مُنْتَشِـىٌ…طُوبَى لِمَنْ حَمَدَا

زَانَ القَصِيــــــدَ بَـــرِيق النّـــــــُورِ عتَّقـهُ          عِطْرٌ يمــــوجُ فــــَرَقَّ العَزْفُ مُنْفَرِدَا

بِــــــــى يا رسولــــــــــــىَ أَسْرارٌ أُكَتِّمُـهَا         لَـــــوْ بُحْتُ بِالسِّرِّ رَقَّ النُّـور وارْتَعَدَا

يا أكْحَــــلَ العينِ يا نورٌ أضــــــــاء دَمِـى         شوْقــــــــى إلَيْكَ يَشِفُّ الـرُّوحَ والكَبِدا

المُصْطَفَى رَحْمَــــــــةٌ للْخلْقِ …نَهْرُ هُـدَى        فانْهَلْ مِنَ النُّورِ…يا كَوْنٌ شَكَــى رَمَدا

الحَاشِرُ …العَاقِبُ …المَاحِـــــــــى كَراهِيَةً        كالبدرِ يغْتالُ لَيْلاً …والضِّيــــــــاءُ بَدَا

مَالَ الغَمَامُ هُيَــــــــامًا فَاسْتَقَــــــــــى عَبَقًا         الطُّهْر تَاجٌ عَـلاَ…واللينُ رجْـع صَدَى

تَسْمُو المكــــــــارِمُ أنْ يعْلـــــــــُو متمِّـمُها         مَنْ ذا يُبَارِى سَمــــــاءً شَادَهَا الصَّمَدَا

أرْنُو إِلــــــى نُورٍ ينسابُ فِــــــــــى لُغَتِى          حتَّـــــى أَضَاءَ الدُّنا …قَلْبِى يذُوبُ نِدَا

لا يَسْتوِى البحْــــــــرَان…الملْحُ يُوجِعُنِى          عَذْبٌ فُرَاتٌ جَرَى فِــــى مُهْجَتِى بَرَدَا

رَفَّ النَّدى لهّفَــــــــــــةً قَدْ وضَّأَتْ قَلَمِى           لَمَّا كَتَبْتُ أضَاءَ الحَرْفُ بِــــى صَعَدَا

هَبَّتْ قُرَيْشٌ …أَمِينُ القـومِ صــــــــادِقُهُم           سِرٌّ هَمَـــــى …نُورهُ…صُبْحٌ بِهِ وُلِدَا

كيْفَ اسْتَحَالَ لِسَان الصِّدقِ أَنْ زَعَمُــوا            سِحْرًا وشِعْرًا…وفارَ الحِقْـدُ واحْتَشَدَا

اقْرَأ مُحَمَّد والقــــــــرآن نهـــــــر هُدى            اقرأ مُحَمَّد يــــا نــــورٌ يُضِـــىُ مَدَى

كُنَّا طـــــــــرائق قَبْلَ اليوم فِـــــــى قِدَدٍ             يا ربِّ هَيِــــــــئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدَا

الإنْسُ والجِنُّ والأطْيـــــــــار قَدْ شُغِفُوا             بالنُّورِ لَمَّا أَتَــــى …والكوْن قَدْ سَعدَا

يا أهْل مَكَّـــــــــــةَ كيْفَ الحظّ حــالَفَكُم             طُوبَى لَكُمْ -شَرَفٌ- قَد أشْعَلَ الخَلَـــدَا

تبَّتْ يَدَا زَوْجَـــهَا حَمَّــــــــــالَةَ الحَطَبِ             حَبْلٌ طَوَى حِقْداً …فــى جِيدِهَا مَسَدَا

سُبْحَنَ مَنْ أَسْـــــــرَى…ليلاً بِهِ..وعَلاَ              وَهْجًا مِنَ النُّورِ…رُوحًا عَانَقَتْ جَسَدَا

هامَ الحَمَامُ أَمَـــــــــــامَ الغَارِ فانْخَدَعُوا             نَامَ الأمَـــــانُ وغَـــــــزْلٌ رَقَّ واتَّحَدَا

يا أمَّ مَعْبَدِ يا أوْصـــــــــــــــافَ مُلْهَمَةٍ              رفقًا بقلبٍ هَمَـــــــى…قَدْ ذابَ واتَّقَدَا

بِــــــــــــى يا مُحَمَّد أَحْـــــلامٌ تُؤرِّقُنِى              قَدْ كانَ شوقِى لَكُمْ ناراً…ونُور هُــدَى

يا صاحب الحَوْضِ والأَحْــلاَمُ ظَامِئَةٌ               أَرْجُو الشَّفَاعةَ…حَلْقِى بِالذُّنُوبِ صَدَى          

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى