زقاق المدق .. وتجديد شباب المسرح الاستعراضى

كتب / طارق الجوهرى

يعرض الان على خشبة مسرح البالون بالعجوزه واحد من اضخم العروض المسرحيه فى تاريخ الفن المصرى وهو العرض المسرحى الاستعراضى زقاق المدق عن رائعة اديب مصر العالمى نجيب محفوظ ورؤيه دراميه جديده للكاتب والشاعر الكبير محمد الصواف الذى قدم ضفيره دراميه ذات مذاق خاص بسط من خلالها العمق الدرامى الذى سعى محفوظ الى اظهاره وترسيخه من خلال النص الادبى المقروء .

واستطاع المخرج كبير الدكتور عادل عبده ان يحقق هذه الرؤيه على الخشبه ببراعة شديدة مما جعل من العمل المسرحى الاستعراضى ايقونه جديده تضاف الى تراث المسرح المصرى الخالد

فعلى سبيل المثال رغم كثرة عدد الممثلين على خشبة المسرح بشكل غير مسبوق لم نشعر بالازدحام او لخبطة الحركه فكل ممثل يتحرك بدقه شديده وفى مساحات مدروسه بدقه وفى توظيف درامى واستعراضى يجعل المشاهد فى حالة من الدهشه المستمره طول العرض مع تشوق واثاره
ولاابالغ ان قلت ان عادل عبده بهذا العمل قد اسدى للمسرح المصرى والعربى الكثير والكثير فهو باختصار جدد شباب المسرح الاستعراضى من خلال مسرح الدوله واعاد اليه الحياه

كما قدم للحركه الفنيه العربيه ايقونه اخرى من نجمات الفن الاستعراضى باكتشافه لقدرات الموهوبه دنيا عبدالعزيز واعادة اكتشاف الموهوب المتمكن كريم الحسينى الذى يعد بقدراته المتكامله مشروعا لنجم عالمى ليتنا نجد من يتبنى هذه الموهبه لتقديم اعمالا سينمائية ودراميه عالميه نحقق من خلالها دعايه ضخمه لمصرنا وامكانياتها السياحيه وبالطبع لاننسى عناصر الخبره وعلر راسهم كنز الابداع الفنان الكبير احمد صادق الذى يعيش الدور من خلاله ويكتسب مصداقيه بادائه
وكذلك الكبير الدكتور / عبدالله سعد الذى اعاد للاذهان اداء عمالقة الفن فى الزمن الجميل
اما بهاء ثروت ومجدى فكرى فكل منهما كان قطبا تدور الاحداث فى فلكهما ليؤكدا ان الخبرة تساوى الكثير
وتالقت مروة نصير بموهبتها العريضه امام اداء بثينه رشوان المتمكن اما شمس فقد اشرقت على المسرح بالفعل وحولت الليل الى نهار

هذا غيراداء مراد فكرى المفعم بالحيويه وحسان العربى
ويبقى ان نشيد بخفة دم وحضور الفنان سيد جبر الذى دور المعلم كرشه فاشاع البهجه على المسرح وقدم خبرته لمن حوله من الممثلين كبارا اوصغارا ويكفى انه اتاح الفرصه ليتوهج كريم الحسينى بجواره ولم يبخل على الشاب الصاعد احمد طارق فاظهره بجواره رغم صغر دوره اما عن هانى عبد الهادى فلم اتخيل فنانا سواه فى دور جعده
العمل باختصار يعد نهضه جديده للمسرح الاستعراضى ويحسب لعادل عبده ان مسرح الدوله اصبح يقدم عروضا جديده باستمرار واعاد الجمهور للمسرح الذى اصبح يحقق ايرادات غير مسبوقه وهو مايؤكد ان الجمهور يبحث عن الفن الجاد الهادف المتميز بعدم الاسفاف