أشرف عانوز صانع العود : خبرتي في الصناعة تتجاوز 37 عامًا والعود هو روح الموسيقى

أصنع العود بقطعة من روحي

حوار / عاطف طلب

الموهوب موهوب بالفطرة، ليس شرطًا أن يرثها أو يتوارثها من الآباء أو الأجداد مثلما هو سائد في الحرف اليدوية المصرية.. هذا ما حدث مع أشرف عانوز، صانع العود بطنطا.

أشرف عانوز

“أشرف” قال لـ”الجالية”، إن نشأته في طنطا وسط صانعي الأعواد المشهورين، جعله يكتسب الخبرة ويصبح واحدًا من أشهر صانعي العود في مصر، ووصل لدرجة أن ورشته أصبحت قبلة لأبرز الموسيقيين ومحبى العود من المصريين والعرب، نظرًا لبراعته في صناعته.

“الجالية” التقت أشرف عانوز، للحديث عن موهبة صناعة العود، وهل مصر قادرة على توارث المهنة، ومنع انقراضها أم لا.

للخشب دور مهم في صناعة العود.. والأبانوس الأفضل والسوقين المصري والسعودي الأعلى

حدثنا عن البداية؟
بدأت رحلة صناعة العود سنة 1981 في سن الطفولة وتعلمت أبجديات الحرفة على يد الحاج أشرف أكبر صانع للعود في طنطا في ذلك الوقت، وانتقلت بعدها إلى العديد من الدول العربية والخليجية من أجل صقل حرفتي، وكانت علاقة حياة ووجود، إذ أصبح العود جزء من حياتي وناطقًا بلساني في الحديث فهو مكمن أشجانى وباعث سروري وبهجتي، ولى ذكرى حلوة المذاق مع أول عود صنعته بيدي.

 

أين كانت البداية؟
البداية كانت بمدينة طنطا وفى أحد مناطقها توجد ورشتي التى يعرفها القاصي والداني فالورشة بها أمهر صانعي العود البارزين في مدينة طنطا، فهي الوحيدة التى يصنع العود بها من الألف إلى الياء بدءً من الخشب وعمل التصميمات وصناعة الأجزاء الخشبية وتجميعها ودهان العود.

وكيف كانت الانطلاقة؟
أحلم بتعلم هذه الحرفة منذ كنت طفلًا صغيرًا وأنا أشاهد الحاج أشرف في منطقتي وهو يصنع العود فهو من حببني في صناعة العود، وللعود أسرار لا يعرفها إلا صُناعه الحقيقيين، فقد قضيت 38 عامًا من عمري أعمل في صناعة العود العازف حبًا لسماع الضرب على أوتاره التى تنتج أصواتًا هي لغة القلب التى لا يفهمها سوى عشاق الموسيقى والعزف والغناء.

حلمك؟
حلمي لصناعة العود هو أني أخرج عود متميز كل من يشاهده يقول الله إيه الجمال ده، فالعود آلة موسيقية ذات خصوصية شديدة تشاهده دائمًا ملتصقا بجسد العازف الذى يلفه بحميمية شديدة ويسند رأسه عليه حالمًا، متوحدًا مع ما تبعثه أوتاره من نغمات ساحرة ملهمة.

كيف ذلك؟
لن يكون ذلك إلا بالضمير، لأن الضمير في أي مهنة هو رقم واحد، وطالما الصانع عنده ضمير سيكرمه الله بالتميز.

حدثنا عن العود؟
لا يزال العود يقف وسط الآلات الموسيقية الشرقية شامخًا ومحتفظًا بجمهوره الواسع من “السميعة” وعشاق الطرب الأصيل، إذ يعرف بأنه سلطان الآلات العربية ولا يوجد ما يضاهى مكانته في التخت الموسيقي.

وماذا عن صناعته؟
أول صناعة في آلة العود هي “القصعة” والتي تعتبر أهم جزء في العود لأنها هي منطقة الأساس للعود والتي يتم بناء عليها وتصنيع الوجه وإعداد الفتحات بالعود، لأنه على حسب سمك الوجه تصنع الفتحات وبذلك يتم إعداد العود وتجهيزه.

أهم مراحل التصنيع؟
يتم تصنيع العود كاملًا بورشتي من الألف إلى الياء وحتى مرحلة الدهان، وأول مراحله تتمثل في تصميم قالب على شكل هيكل أو صندوق وهو مشهور باسم “قصعة” أو ظهر عود، ومن ثم تثبيت الأضلاع بالغراء ثم تأتى مرحلة السنفرة أو التنعيم لتصبح ملساء لإمكانية طلاءها وإعطاءها شكلًا مميزًا وعند الانتهاء من هذه المرحلة يتم تركيب الوجه أو الصدر الذي يحتوي على فتحة تسمى “قمرية” ومهمتها زيادة رنين الصوت وبعد تركيب الوجه تبدأ عملية شد الأوتار ومن ثم وضع المفاتيح لشد الأوتار معها وعددها خمسة مزدوجة وتصل في بعض الأحيان إلى سبعة مزدوجة أما المرحلة قبل الأخيرة فتتمثل في وضع زند العود وهى مكان الضغط عليه العازف على الأوتار وتليها مرحلة العضمة وتوضع في رأس الزند من جهة المفاتيح لإسناد الأوتار عليها وهكذا يصبح العود جاهزًا.

 

لا يوجد عود يشبه الآخر.. وفيه نرمي أحزاننا وهو مبعث سرورنا

ما نوعية الأخشاب المستخدمة في الصناعة؟
نوعية الأخشاب هامة جدًا في العود، خاصة أن الاصوات والنغمات تفرق في صوت العود ونوعية الخشب.

أهم أنواع الخشب؟
الصاج الهندي والأبانوس وخشب اللوز التركي والسيسم والسيروس والشيرى والجوز التركى وخشب الورد وأنواع أخرى كثيرة.

حدثنا عن مراحل الصناعة بدقة؟
في البداية نقطعه على شكل أضلاع ثم نقوم بكيه وتبريده وصنفرته ونجعل جانبيه متساويين تماما فلابد أن يتطابق الجانب الأيسر تمامًا مع نظيره الأيمن، وهكذا نعالج الخشب بحيث يقاوم العوامل الجوية وفى الوقت نفسه يتمتع بقطع أو شكل سليم ومتناسق ذلك مما يجعله مختلفًا ومميزًا عن العود المُصنع آليًا.
يتم تشكيل سائر أجزائه مثل الرقبة وبيت المفاتيح إلى أن يتم ربط الظهر والوجه وفى كل مرحلة لابد أن أشعر بالرضا والانسجام وإلا أعيدها مرة أخرى، بصرف النظر عن الخسارة المالية ما دمت سأحصل في النهاية على العود الذي سيضيف لي كحرفي وسيرضى الفنان.

كم تستغرق صناعة العود الواحد؟
يستغرق بناء العود حوالى 15 يومًا، لأن كل خطوة تحتاج إلى وقت معين حتى تجف فصناعة العود تحتاج إلى دقة كبيرة، لأن أي خطأ أثناء الصناعة قد يؤدى إلى اختلاف في الأصوات الخارجة من العود.

وماذا عن الأوتار؟
أفضل الأوتار هو الوتر الألماني لأنه معزول بطريقة متناسقة.

..والمصري؟
الموجود منه في مصر ليس بنفس الجودة المطلوبة، لكنه ليس سيئًا كبداية للتصنيع وإن كان لابد أن يتطور إلى أن يصبح الأفضل في العالم.

ما حجم الإنتاج؟
ننتج في الشهر حوالى 10 أعواد.

..والتصدير؟
تصدر الورشة العود إلى عدد من الدول العربية منها المملكة العربية السعودية وهو السوق الأكبر، والإمارات والكويت بالإضافة إلى دول غربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

لماذا السعودية السوق الأكبر؟
لأن السعودية تطلب كميات كبيرة لوجود أخي وشريكي أبو فارس لتقنيات العود هناك، فهو يأخذ الأعواد في مراحلها النهائية للبيع لديه.

الفرق بين العود التعليمي والعود الاحترافي؟
العود التعليمي متواضع الإمكانيات لأنه للتعليم فقط وبعد التعليم يمكنه شراء عود احترافي أغلى وبمواصفات أعلى أما العود الاحترافي فهو مصنع بخامات غالية وبصنعة احترافية ولمسات فنية، ونوعية خشب غالي.

ماذا عن العود المصري؟
مصر تتميز بالعود العربي الشرقي، فقد سطر صناع العود المصريين بحروف من نور قسما ليس هينًا من تاريخ الموسيقى العربية الأصيلة، ولاتزال أسماء هؤلاء الفنانين في ذاكرة التاريخ والذين نذكرهم بصناعة العود، وإنصافاً لرجال صنعوا على أيديهم تاريخًا وتراثًا وثقافة لنتذكر معا أفضل وأمهر وأشهر صناع العود في مصر كالأسطى فتحي أمين والأسطى موريس شحاته عليهم رحمة الله وعم بدر وعم جميل جورج وغيرهم الكثير.

هل هناك دول تصنع العود؟
هناك دول تصنع العود، لكن كل مكان وله روحه التى يتميز بها في صناعة العود.

اهمية العود في التخت الشرقي؟
العود آلة ضرورية في التخت العربي لما لها من مكانة خاصة عند الملحنين والاستغناء عنه من رابع المستحيلات وذلك يرجع لسهولة العزف عليه ووضوح الاصوات النابعة منه.

كيفية التحكم في جودة الصوت؟
الصوت الرائع للعود يتوقف على عدة عوامل منها نوع الخشب المستخدم ونوع الأوتار، لكن في الوقت نفسه يبقى أهم عامل هو مهارة الحرفي وبراعته في التصنيع اليدوي، فهو وحده يستطيع أن يجعل العود بصوت رائع حتى لو استخدم خيط سنارة بدلًا من أغلى الأوتار.

https://www.facebook.com/profile.php?id=100024656826430

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى