امام المنتدى الدولي بالامارات : أبو الغيط : الاتصال الحكومي جزء لا يتجزأ من أي عملية تنموية ناجحة

كتبت / هالة شيحة

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على أهمية الاتصال الحكومي في تحقيق التنمية بالمجتمعات وتوسيع نطاق المعرفة وتبادل المعلومات بين الحكومات والشعوب .
وقال أبو الغيط في كلمته امام الجلسة الافتتاحية للدورة (10) للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي التي انطلقت أعمالها اليوم بالامارات ان الاتصال الحكومي يشكل جزءا لا يتجزأ من أي عملية تنموية ناجحة.

واكد أبو الغيط أهمية انعقاد هذا المنتدى الذي انطلق في عام 2012 بفضل رؤية حكيمة وجهود مدروسة.. لكي يشكل حلقة هامة في مسار التغيير الذي ينشده الجميع .
ولفت ابو الغيط الى إن العملية التنموية عملية متكاملة ..تسير في اتجاهين..فلا تنمية تقوم بها الحكومة وحدها من دون شعبٍ واعٍ ومؤيد .. فالتنمية، بطبيعتها، تقتضي تضحيات من أجل المستقبل.. ولا يُقدم على هذه التضحيات سوى شعب واعٍ وعارف بقيمة التنمية وضرورتها وانعكاساتها المباشرة على الجيل الحالي والمستقبلي.

وقال : لا تكتمل العملية التنموية، إلا لو كانت الحكومات بدورها، على معرفة بما تريده الشعوب.. وما تشكو منه.. وما تصبو إليه.. ولهذا نقول إنها طريق يسير في اتجاهين، وليس اتجاهاً واحداً.. وركنها الأساسي هو الشفافية في المعلومات والقرارات على حدٍ سواء.. فهذه الشفافية هي التي تضمن للسياسات الحكومية التأييد الشعبي الضروري والشرعية اللازمة لإنجاحها.. وهذه الشفافية هي التي تضمن للخطط والبرامج الحكومية تلبيتها لحاجات الناس كما هي في الواقع، وعلى الأرض.
ولفت الى ما كشفت عنه تجربة كوفيد في العامين الماضيين من تأثير الاتصال الحكومي الناجع على أداء الحكومات في وقت الأزمة.. فقد صار واضحاً أن الحكومات التي تتمتع بقنوات مفتوحة مع شعوبها.. وثقة متبادلة بينها وبين الجمهور.. تمكنت من إدارة الأزمة على نحوٍ أفضل.. ومن قراءة الواقع بصورة أكثر دقة.. ومن القيام بواجبها في التوجيه والضبط والتوعية على نحو أسرع وأكثر كفاءة.موضحا ان دور الاتصال الحكومي كان فاصلا ًوحاسماً في إدارة الدول والمجتمعات لأزمة كوفيد.. وعلينا أن نتوقف كثيراً أمام هذه التجربة بالتأمل والبحث واستخلاص العبر فيما يتعلق بكفاءة أجهزة الاتصال الحكومي.. وبسريان قنوات التواصل بين الأجهزة والمؤسسات الرسمية والشعوب.

واكد ابو الغيط إن التكنولوجيا المعاصرة توفر أدوات غير مسبوقة لنقل المعلومات ونشرها ومعالجتها… ولا شك أن على الحكومات ملاحقة ومواكبة هذه الأدوات الجديدة.. ليس فقط لاستخدامها كوسائط اتصال جديدة مع الشعوب.. وإنما أيضاً لرصد مُشكلاتها.. وما تتسبب فيه أحياناً من تشويش أو حالة من البلبلة والتخمة المعلوماتية.

وقال لدينا في الإمارات العربية نموذج رائد في اقتحام الثورة المعلوماتية، وتطويع أدواتها لصالح العمل الحكومي وبغرض تعزيز التواصل –في الاتجاهين- بين الحكومة والشعب.. نحن نتحدث عن حكومة رقمية حديثة.. وعن إدارة تستند إلى المعلومات في كل خطة.. في كافة ربوع الإمارات.. وأظن أننا نحتاج التوقف كثيراً أمام نموذج الشارقة.. وما يُمثله من إشراقة استثنائية.. فنحن هنا لا نتحدث فقط عن حكومة الكترونية، وإنما أيضاً عن نموذج يجعل المعرفة والثقافة جزءاً لا يتجزأ من عملية الإدارة والحكم.. ولا أظن أن هذا النموذج كان ليتحقق من دون وجود شخصية استثنائية مثل سمو الشيخ سلطان القاسمي في القلب من هذه التجربة الرائدة.

وشدد ابو الغيط على ان المجتمعات العربية لن تنهض سوى بإشاعة الثقة بين الحكومات والشعوب.. فهذه الثقة وحدها هي ما تضمن العمل والتضحية.. ولا يُمكن أن تشيع الثقة سوى على أساس من الشفافية وتبادل المعلومات في الاتجاهين.. وإشراك الشعوب بكشف الحقائق أمامها حول مستويات التحديات التي تواجهها.. والخطط الموضوعة لمواجهة هذه التحديات..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى