مروة صابر تكتب: الجمال الحقيقي

في هذا العالم العجيب فرضت علينا مقاييس للجمال لم نعهدها من قبل .
فقد كان للجمال في الماضى شكل ولون ورونق مختلف .وكما قال عبد الحليم حافظ رحمه الله عليه وهو يشدو باغنيته الشهيره ويطربنا بقوله ( فمها مرسوم كالعنقود …) ف الفم الصغير والعيون الواسعه والشعر الناعم المسترسل والانف الصغير ولون البشره الابيض او الوردى _كانت هذه اعلي مواصفات للجمال ولا مانع ان البشره الخمريه او السمراء كانت تتمتع بجمال خاص .حتي اطلقوا المثل القاءل(السمار نصف الجمال)

ومع اختلاف التوقيت ومرور الزمن اختلفت نسب ومقاييس الجمال اطلاقا . مع الاحتفاظ دائما بمقوله (ان الجمال شيء نسبي يختلف من شخص لشخص )ولهذا السبب ارتفعت نسب عمليات التجميل جدا وزادت بالتوازى معدلات التنمر ايضا علي من لايحظون بجمال معين.

وفي بعض الاحيان اصبح الشكل الذى خلقنا عليه الله سبحانه وتعالي سببا في تكوين عقد نفسيه لبعض الناس بل ولتفاقم المشكله وصلت بعض حالات المتنمر عليهم للانتحار .
ولان الله جميل يحب الجمال فقد خلق كل شيء جميلا
وفي الواقع لا يوجد مقاييس للجمال. كل شخص جميل كما هو .خلقه الله سبحانه وتعالي بميزه خاصه به وحاباه بسمه معينه يراها فيه من يحبه حقا فقد خلق الله كل شخص منفردا بشكله وتفاصيله الرائعه ولا علينا ان نغير في اشكالنا حتى نصبح اجمل .

حبوا شكلكوا وتفاصيلكوا بما هي عليه ولا تسمحوا لأحد بفرض رأيه علي مظهركم واشكالكم تحت مسميات الموضه العالميه
انتي جميله كما انتي وانت وسيم كما انت.

فلا داعي لنفخ الشفايف وتجعيد الشعر لعمل الكيرلي ولا داعي لتصغير الانف وتسمين الخدود ..و …و .الخ مما نسمع عنه حاليا. وتخصصت له ملايين من عيادات التجميل اوالمستحضرات الطبيه والتجميليه باهظه الثمن . بل وأصبحت سبوبه عند كثير من المرتزقين للتغير في ماخلقنا الله عليه .

يمكننا فقط تعديل او تحسين اشياء بسيطه حتى نصبح اجمل .
علي ان نهتم بأنفسنا و نحافظ على نظافتنا الشخصيه وعلي التغذيه السليمه لتعطي الجسم القوه والنضاره مع بعض النصايح المحببه التي ترتقي بجمالنا الي افضل النتائج كالبعد عن التوتر وعدم التعرض لاشعه الشمس الحارقه واتباع نظم صحيه في الغذاء وممارسه الرياضه او باستخدام مواد طبيعيه كالحناء للشعر والزيوت للبشره او غيرها كما اوصانا نبينا الكريم.
وطالما شكلك معقول وملامحك لا تؤثر عليكي صحياً فا انتي جميله ولا تصغي لكلام احد .انتِ متميزه بجسمك وطولك وشعرك وملامح وجهك وروحك الحلوه.

وهذه دعوه للرجوع الي الجمال الحقيقى الذى هو من صنعه الخالق وترك الجمال المزيف الذى هو من صنعه المخلوق فطالما راينا ان معظم عمليات التجميل تؤثر بالسلب وبعد مرور بضع من الوقت علي مستخدميها.عفانا الله وعافاكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى