عبد الناصر فروانة يكتب: هروب الأسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية: تاريخ من السعي وراء الحرية

“أسير محرر، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين وعضو اللجنة المكلفة إدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة”

الهروب: يعني الفرار من شيء غير مرغوب فيه، والهروب من السجن هو إحدى الوسائل الشائعة الحدوث في العالم قاطبة لنيل الحرية، ويزخر عالم السجناء بالكثير من قصص الهروب الناجحة والملهمة. والأسرى الفلسطينيون هم جزء من هذا العالم، ومن حقهم اللجوء إلى تلك الوسيلة لكسر قيدهم وانتزاع حريتهم رغماً عن السجّان الإسرائيلي، فمارسوا هذا الحق كثيراً وحاولوا الهروب مراراً وحققوا النجاح مرات عدة، فرادى وجماعات. فالتاريخ الخاص بالحركة الوطنية الأسيرة لا يستطيع إغفال أهميتها، ويَحفظ لأولئك الأبطال حقوقهم في الانتصار على المحتل منذ وطأت أقدامه الأراضي الفلسطينية، وبعد أن زُجّ الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية.

إن محاولات هروب الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية تُعد بالعشرات، وقد نُسجت حولها روايات مثيرة وقصص كثيرة، تستحق التوثيق بكل تفاصيلها وتصلح لأن تكون سيناريوهات لأفلام عالمية. وقد اتبع الأسرى الفلسطينيون طرقاً وأشكالاً عدة في محاولاتهم الهرب من السجون الإسرائيلية، شطة ونفحة وعسقلان وغزة والدامون وكفار يونا وبئر السبع والنقب وعوفر وعتليت ومجدو وأنصار2 وجلبوع، منها: نشر قضبان نوافذ الغرف الصغيرة والزنازين الضيقة، أو فتح ثغرات في جدار الأسلاك الشائكة المحيطة بالمعتقلات، أو إحداث فتحة في أرضية الغرفة التي تعلو حمام غرفة الزيارات في الطابق الأول، وأحياناً عبر نفق يتم حفره تحت الأرض، أو من خلال خداع شرطة السجن والحراسات للهروب في السيارات التي تزود السجن بالخبز والمواد الغذائية، بالإضافة إلى استغلال فرص الذهاب إلى المحكمة، أو أثناء التنقل من سجن إلى آخر والهروب من السيارة التي تقلهم.

إن محاولات الهروب من سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ازدادت بعد سنة 1967، وسجلت انتصارات أربكت سلطات الاحتلال وأجهزتها الأمنية، وكشفت عمّا يتسلح به الأسرى من إرادة قوية، وعكست ما يدور بداخلهم من إصرار على تحدي السجان وواقع السجن، وإجراءاته الأمنية المشددة، للإفلات من الظلم ومغادرة واقع لا يرغبون في الاستمرار في البقاء فيه، والفرار نحو عالم الحرية.

وبالمقابل دفعت محاولات الهروب المتعددة هذه إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية إلى تشديد إجراءاتها وتكثيف احتياطاتها الأمنية، واتخاذ خطوات أكثر قمعية في تعاملها اليومي مع الأسرى عقب كل محاولة هروب، اعتقاداً منها أن تلك الإجراءات تضمن منع تكرارها، وفي بعض الأحيان اتخذت محاولات الهروب هذه ذريعة لتمرير قوانين وإجراءات جديدة تزيد في التضييق على الأسرى وتشدد الخناق عليهم.

ومع ذلك لا يزال الأسرى يصرون على اختراق الجدران، وكسر حكم المؤبد وتحرير أنفسهم، وانتزاع حقهم في الحرية. هذا حقهم. إذ يمنحهم القانون الدولي- كما تمنحهم الطبيعة الإنسانية- الحق في العيش أحراراً، واللجوء إلى كافة الوسائل الممكنة والمشروعة لانتزاع هذا الحق المشروع.

إن كل محاولة من محاولات الهروب من السجن، حققت – بهذا القدر أو ذاك- انتصاراً على السجان الإسرائيلي، وسُجلت جميعها بأحرف من نور في سجل تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة، لكن ليس كل محاولة من تلك المحاولات تكللت بالنجاح، إذ تم اكتشاف بعضها قبل البدء بعملية الهروب، وفي بعضها الآخر تمت ملاحقة الأسرى وإلقاء القبض عليهم وإعادتهم إلى السجن بعد ساعات من تجاوزهم الجدار وتخطّيهم مسافة بضعة كيلومترات من السجن، بينما هناك مجموعة من محاولات الهروب نسجت قصصاً من النجاح وتُوجت بتحقيق الحرية المنشودة للأسرى”الهاربين” من واقع الأسر والقهر والظلم الإسرائيلي، فحُفرت عميقاً في الذاكرة الجمعية الفلسطينية.

وتُعتبر عملية الهروب التي حدثت فجر الإثنين، السادس من أيلول/سبتمبر 2021، واحدة من تلك العمليات التي تُوجت بالنجاح، بل واحدة من أبرز العمليات التي سجلت نجاحات عدة سيسجلها التاريخ بفخر وعزة، وذلك حين تمكن ستة أسرى فلسطينيين (خمسة من حركة الجهاد الإسلامي وهم: محمود عبد الله عارضة، محمد قاسم عارضة، يعقوب محمود قادري، أيهم نايف كمامجي، مناضل يعقوب انفيعات، بالإضافة إلى زكريا محمد زبيدي من حركة فتح)، من الهروب من الزنزانة رقم 5 في القسم2 من سجن “جلبوع” عبر نفق حفروه على مدار عام كامل بطول 25 متراً – بحسب التحقيقات الإسرائيلية- ونجحوا من خلاله في انتزاع حريتهم رغماً عن المحتل وسجانيه. لتشكّل هذه العملية انتصاراً كبيراً للإرادة والعزيمة الفلسطينية، وضربة موجعة للاحتلال وإدارة السجون، وفشلاً ذريعاً وخطِراً للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، لتعيدنا إلى الوراء أربعة وثلاثين عاماً، وتذكّرنا بتلك العملية البطولية الشهيرة التي نجح خلالها ستة أسرى فلسطينيين بالهروب بطريقة مختلفة من سجن غزة المركزي(السرايا) في 17 أيار/مايو 1987.

ثلاثة من أولئك الأسرى الذين نجحوا في الهروب من سجن جلبوع، كانوا مصنّفين لدى إدارة السجون، بأنهم “احتمالية عالية للهرب”، وكانوا قد شاركوا في عملية حفر نفق في محاولة للهروب من سجن شطة في سنة 2014، بينما يُعتبر سجن جلبوع الواقع في غور بيسان (غور الأردن) شمال فلسطين المحتلة، الأشد حراسة وتحصيناً، وقد استعان مهندسو السجون بخبراء ايرلنديين وبالتكنولوجيا الحديثة في تشييد هذا السجن، الذي افتُتح في نيسان/ابريل 2004، إذ تم إدخال بعض العناصر السرية تحت أرضية السجن، بهدف منع الحفر. كما تعتبره المصادر الإسرائيلية بأنه بمثابة قلعة محصنة لا يمكن الهرب منها. ومع ذلك نجح الأسرى في الهروب وانتصرت الإرادة الفلسطينية.

لقد عبّر قادة الاحتلال عن صدمتهم مما حدث في سجن “جلبوع”، وأقروا بفشلهم في عدم اكتشاف محاولة الهروب و إحباطها في مهدها، وهو ما يدفعهم- كالعادة- إلى الانتقام من مجموع الأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية، وبصورة خاصة من أولئك الأسرى القابعين في ذات السجن المذكور وعددهم قرابة 400 أسير. فبدأت حملات القمع والتنكيل والتضييق. بالإضافة إلى دعوة الأجهزة الأمنية والعسكرية لتكثيف عملها وجهودها ونشاطاتها للبحث عن الأسرى المحررين الستة بعقلية يسودها الانتقام والثأر والإجرام، وهو ما يشكل خطراً على حياة المحررين في حال معرفة مكان وجودهم أو الوصول إليهم.

لم تكن هذه أول عملية هروب من السجون الإسرائيلية، ولن تكون العملية الأخيرة حين يواصل الاحتلال إصدار أحكام خيالية بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب، ويُصر على احتجازهم في سجونه لسنوات طوال تتجاوز العقدين والثلاثة عقود، وحين تتضاءل الفرص الأُخرى لإطلاق سراحهم. لذا فإن الفلسطينيين لم ولن يدخروا وسيلة إلا وسينتهجونها لكسر قيد أسراهم. هذا حق مكفول وواجب مفروض. بما في ذلك محاولات الهروب الفردية والجماعية من السجن، والتي لجأ إليها الأسرى منذ الأعوام الأولى للاحتلال الإسرائيلي، وهذه أبرزها:

– بتاريخ 31/7/1958، كان في سجن شطة – الواقع في غور بيسان – 190 أسيراً فلسطينياً وعربياً، سجلوا أكبر عملية هروب جماعية عرفتها السجون الإسرائيلية، عندما تمردوا على إدارة السجن، وسيطروا على عدد من السجانين، فقتلوا اثنين منهم، وجرحوا ثلاثة آخرين. وقد نجحت هذه الحركة في حينه في تسهيل هروب سبعة وسبعين منهم، عُرف من أسمائهم: محمود عيسى البطاط من الخليل، وأحمد خليل من غزة، وأحمد علي عثمان من مصر. والجدير بالذكر أن هذه الأسماء هي مَن خطّط أصحابها للعملية. وفي أثناء الملاحقة قتلت قوات الاحتلال11 أسيراً منهم، بينما وصل الباقون إلى الحرية، وسلموا أنفسهم للجيش الأردني، فوفّر لهم الحماية.

-الأسير حمزة يونس الملقب بـ”الزئبق”، ابن قرية عارة في المثلث (جنوب حيفا) نجح في الهرب من السجون الإسرائيلية 3مرات. كانت الأولى من سجن عسقلان في 17/4/1964، والثانية من المستشفى سنة 1967، والثالثة من سجن الرملة سنة 1971، ووصل إلى لبنان وانضم إلى صفوف المقاومة الفلسطينية هناك.

-في شهر 11/1969، تمكن الأسير محمود عبد الله حمّاد، ابن قرية سلواد شمال شرقي رام الله، من الهروب خلال نقله من سجن رام الله إلى سجن آخر، وظل مطارداً في جبال سلواد مدة 9 أشهر قبل أن ينتقل إلى الأردن ومنها إلى الكويت.

–بتاريخ 27/1/1983، نجح الأسير ناصر عيسى حامد في الهروب من مبنى محكمة الاحتلال في رام الله، لكنه قام بتسليم نفسه بعد أربعة أيام من هروبه في إثر اعتقال قوات الاحتلال لوالدته.

-في سنة 1983 تمكن ثلاثة أسرى، هم: خالد برغوث وفهيم حمامرة من الضفة الغربية، ومخلص برغال من اللد، من الهروب من سجن الدامون الذي كان مخصصاً للأشبال، وذلك بمساعدة الأسير خالد الأزرق وعدد من الأسرى الذين راقبوا المكان وتمكنوا من التحايل على السجانين، ونجح ثلاثتهم في اجتياز جدار السجن وتخطّي الشارع الرئيسي، ووصلوا إلى بداية أحراش الكرمل، ثم اكتُشف أمرهم وتمت ملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم وإعادتهم إلى السجن، وهو ما عرّضهم للضرب والعزل في زنازين انفرادية عدة أشهر بسبب تلك المحاولة.

– بتاريخ 17/5/1987، نجح ستة أسرى فلسطينيين، هم: مصباح الصوري، ومحمد الجمل، وسامي الشيخ خليل، وصالح أبو شباب، وعماد الصفطاوي، وخالد صالح، في الهروب من سجن غزة المركزي (السرايا) وسط مدينة غزة، بعد أن تمكنوا من نشر قضبان الغرفة (7) في القسم (ب) الواقع في الطابق الثاني من السجن، والفرار من عالم القيد إلى عالم الحرية. وهي عملية الهروب الأبرز والأكثر شهرة من بين مجموع عمليات الهروب،

وبعد بضعة أشهر من المطاردة والاختفاء والمقاومة نال ثلاثة منهم الشهادة خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال في حادثين منفصلين، وهم الشهداء: مصباح الصوري، ومحمد الجمل، وسامي الشيخ خليل.

– بتاريخ 21/9/1987، تمكن ثلاثة أسرى من قطاع غزة، وهم: خليل مسعود الراعي، وشوقي أبو نصيرة، وكمال عبد النبي، من نشر قضبان حديدية وقطع أسلاك شائكة وكهربائية وتجاوز كافة التحصينات والإجراءات المعقدة، والهروب بنجاح من سجن نفحة الصحراوي، الذي يقع في عمق صحراء النقب جنوباً، ويُحاط بتحصينات أمنية مشددة، والذي افتُتح سنة 1980 واعتُبر في حينه منفى للأسرى والسجن الأكثر تحصيناً. وبعد ملاحقة ومطاردة طويلة وواسعة تمكنت قوات الاحتلال من إعادة اعتقالهم بعد 8 أيام من هروبهم حين كانوا في طريقهم إلى الحدود المصرية، حيث كانوا ينوون الانتقال إلى خارج البلاد وفقاً للخطة التي رسموها.

– بتاريخ 27/5/1989، نجح الأسير شادي شوكت درويش، من بيت جالا، في الهروب من الطابق الرابع في سجن الخليل، بعد أن قام بنشر قضبان الغرفة التي يتواجد فيها بواسطة مناشير استطاع تهريبها إلى داخل السجن واستطاع النزول من الطابق الرابع بواسطة البطانيات، وقد استشهد بتاريخ 16/8/1989 خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في منطقة دورا الخليل بعد ثلاثة أشهر من المطاردة والمقاومة. وقامت سلطات الاحتلال باحتجاز جثمانه في مقبرة الأرقام خمسة أعوام قبل أن يتم تسليم جثمانه بتاريخ 31/8/1994 بعد جهود حقوقية وقانونية.

– بتاريخ 10/3/1990، تمكن 5 أسرى من مخيم جباليا شمال قطاع غزة من الهروب من قسم كيلي شيفع في سجن النقب، وهم: رفيق حمدونة، أنور أبو حبل، أيمن عابد، عمر العرينين، وعماد القطناني، ونجحوا في تجاوز الجدار والأسلاك الشائكة وتخطوا مسافات طويلة، وأن ثلاثة منهم تجاوزوا الحدود باتجاه مصر الشقيقة، ثم إلى تونس، ليعودوا إلى الوطن مع السلطة الوطنية، واثنان تم اعتقالهما على الحدود وإعادتها إلى السجن، وهما: رفيق حمدونة وأنور أبو حبل.

-بتاريخ 14/5/1990، تمكن الأسير محمود جابر يوسف نشبت، من مخيم البريج وسط قطاع غزة، من الهروب من القسم (أ) في سجن النقب الصحراوي، وذلك عبر سيارة الشحن الإسرائيلية التي كانت تُحضر الخضروات للسجن، حيث عمل الأسير في مطبخ السجن قبلها بأسبوع، وخطط لعملية الهروب هذه، ونجح في تحقيق ما أراد وانتزع حريته رغماً عن السجان. وفي الطريق المؤدي من النقب إلى بئر السبع قفز من صندوق السيارة الخلفي، حيث كان يختبئ بين أقفاص الخضروات، واستمر سيراً على الأقدام باتجاه غزة. وبقي حراً إلى أن تم اعتقاله بتاريخ 9/8/1990 على الحدود المصرية في أثناء محاولته الخروج من القطاع باتجاه مصر.

– بتاريخ 21/5/1990، وبعد نحو 4 أعوام من الاعتقال، تم نقل الأسير عمر النايف من مدينة جنين إلى المستشفى في بيت لحم، في إثر تدهور وضعه الصحي بعد إضرابه عن الطعام، ومن هناك تمكن من الهرب والإفلات من قبضة المحتل إلى الأردن، ثم الإقامة ببلغاريا منذ سنة 1994، وهناك تم اغتياله داخل مبنى السفارة الفلسطينية في 26 فبراير/شباط 2016 بعد أن طالبت سلطات الاحتلال السلطات البلغارية بتسليمه.

– في صيف 1990، تمكن الأسيران مصطفى أبو العطا وفيصل مهنا، من غزة، من الهروب من معتقل أنصار 2 غربي مدينة غزة، وتمت إعادة اعتقالهما بعد شهر من عملية الهروب.

-بتاريخ 7/7/1992 نجح الأسير الفلسطيني أسامة محمد علي النجار، من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، في الهروب من السيارة التي كانت تنقله إلى المحكمة، وواصل نشاطه المقاوم واستشهد في اشتباك مع قوات الاحتلال.

-بتاريخ 2/1/1995 تمكن الأسير ياسر محمد صالح، من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، من الهروب من قسم كيلي شيفع في سجن النقب، وبعد اكتشاف أمره وملاحقته تمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله عند الحدود المصرية الفلسطينية، ليكمل محكوميته ويتحرر من سجون الاحتلال في سنة 2009م.

– بتاريخ 4/8/1996، نجح الأسيران غسان مهداوي من طولكرم وتوفيق الزبن من أريحا في الهروب من سجن “كفار يونا” عبر نفق حفروه بطول 11 متراً. الأول أُعيد اعتقاله بعد عام من الهروب ليكمل فترة حكمه، والثاني بقي حراً لسنوات وأعيد اعتقاله سنة 2000.

– مطلع سنة 1996، تمكن الأسير صالح طحاينة من الهروب من سجن النقب الصحراوي بعد أن تحايل على إدارة السجن وانتحل شخصية أسير آخر كان من المقرر الإفراج عنه، ثم أصبح مطارداً من الاحتلال إلى أن نال الشهادة بتاريخ 4/7/1996.

– بتاريخ 12/7/1996، حاول ستة أسرى، وهم: جهاد أبو غبن، وثائر الكرد، ونهاد جندية، ومحمد حمدية، والأربعة من غزة، وحافظ قندس من يافا، ونضال زلوم من رام الله، الهروب من الغرفة 15 بقسم11 في سجن عسقلان، بعد أن نجحوا في إحداث فتحة في أرضية الغرفة التي تعلو حمام غرفة زيارات الأهل في الطابق الأول، وخلال الزيارات تمكنت الدفعة الأولى المكونة من ثلاثة أسرى من الهبوط والتحرك مع العائلات نحو البوابة الخارجية، وحينها اكتُشف الأمر وأُحبطت المحاولة، بينما كانت الدفعة الثانية تنتظر في الغرفة لحظة اللحاق بهم.

-سنة 1996 حاولت مجموعة من الأسرى الهروب من سجن عسقلان عبر نفق حفروه بطول 17 متراً، لكن انسداد شبكة الصرف الصحي أثارت شكوك إدارة السجن بوجود عملية حفر لنفق، وأجرت تفتيشاً، فاكتُشفت العملية وأُحبطت محاولة الهروب.

-في سنة 1998 حاولت مجموعة من الأسرى، أبرزهم عبد الحكيم حنيني وعباس شبانة وإبراهيم شلش، الهرب عبر حفر نفق أرضي من داخل الزنزانة إلى خارج سجن شطة، ونجحوا في ذلك، لكنهم فوجئوا بعد خروجهم من النفق باكتشاف أمرهم، وهو ما أفشل محاولتهم وأعيد اعتقالهم مجدداً.

– بتاريخ 22/5/2003، نجح ثلاثة أسرى، هم: رياض خليفة وأمجد الديك، وكلاهما من بلدة كفر نعمة في رام الله، وخالد شنايصة من بلدة العبيدية في بيت لحم، من حفر نفق بطول 14 متراً، ونجحوا في الفرار من سجن عوفر. وبعد فترة من المطارة استشهد المحرران رياض خليفة وخالد شنايصة، بينما أعيدَ اعتقال المحرَّر أمجد الديك بعد شهر من عملية الهروب.

-بتاريخ 13/6/2014 أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية أنها عثرت على نفق حفره الأسرى داخل حمام إحدى غرف سجن “شطة”، التي يتواجد فيها أسرى يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة، بهدف الهروب من السجن، فضلاً عن وجود ملابس لدى الأسرى تم تعديلها لتشبه ملابس حراس القسم للتمويه وتسهيل عملية هروبهم.

-بتاريخ 4/8/2014 أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية إحباط محاولة هروب جماعية لأسرى فلسطينيين من سجن جلبوع، بعد قيام الأسرى بأعمال حفر في نفق من مرحاض إحدى الزنازين.

-بتاريخ 10/10/2016 أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية أنها أحبطت محاولة هروب أسير فلسطيني من “فتحة تهوية” في سجن “إيشل” في مدينة بئر السبع جنوباً.

هذا بالإضافة إلى عملية الهروب الأخيرة من سجن جلبوع. تلك هي محاولات الهروب التي تمكنا من متابعتها ورصدها، بالإضافة إلى تواصلنا مع عدد من الأسرى الذين شاركوا في بعضها، وهي بالتأكيد ليست كل المحاولات التي شهدتها السجون، فلدينا معلومات كثيرة تفيد بحدوث محاولات أُخرى، لكن لم يتسن لنا التأكد من صحة بعضها، كما لم نتمكن من الحصول على معلومات دقيقة وشاملة عن بعضها الآخر، لذا فضلنا عدم سردها في هذا المقال. لكن من المؤكد أن محاولات الهروب من السجون الإسرائيلية كثيرة، وهي بحاجة إلى عمل متكامل نظراً إلى أهميتها، أو إلى بحث علمي يوثق تفاصيلها ويحفظ أحداثها، وهذه دعوة إلى الباحثين والمؤرخين والطلبة الأكاديميين للمضي قدماً في هذا الاتجاه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى