المهندس محمد عبدالتواب رئيس مجلس إدارة “الفا بيما” للاستيراد والتصدير والتصنيع: القرار 43 حد من الاستيراد وشجعني علي الاستثمار في مصر

حوار- عاطف طلب

رجل الأعمال الجيد هو الذي يُدرك السوق جيدًا ويقتنص فرص الاستثمار الواعدة، وهذا ما فعله المهندس محمد عبدالتواب، رئيس مجلس إدارة شركة “الفا بيما” للاستيراد والتصدير والتصنيع، رئيس لجنة الصناعات الصغيرة والمتوسطة باتحاد الأعمال الصيني العربي الإفريقي، الأمين العام لجمعية حورس لخدمة مستثمري القطاع الغير رسمي وحماية البيئة فالرجل عاد من الصين للاستثمار في مصر في أواخر 2014، وقتما كان المستثمرون يهربون، ولأنه لديه وعي استثماري، أدرك أن السوق المصري قادم بالفعل، وتحققت نبوءته ورؤيته.

ويقول المهندس محمد عبدالتواب، إن من العوامل التي شجعتني علي التصنيع في مصر، صدور قانون 43 الذي حد من حركة الاستيراد العشوائية التي كانت تتم وكمية المنتجات الصينية الجيدة والرديئة التي كان يتم استيرادها وكانت تستهلك عملة صعبة كثيرة جدًا في مصر. وأضاف “عبدالتواب”، في حوار لـ”الجالية العربية”: “فوجئت بأن العملاء بالسوق المصري نمطيين”، وهو ما كان حافزًا لي للابتكار في الصناعة.

● نريد الحديث عن البداية؟
●● أعيش في الصين منذ 20 عامًا، وعندي شركتين واحدة في “هونج كونج”، وهي الشهد للتصنيع”، وشركة “شي نانج فور ان بورت اكسبروت”، وعدت إلي مصر في أواخر 2014 بفكرة عمل مصنع سلك مواعين.

احمد عبد التواب

● من أين جاءت الفكرة؟
●● وجودي بالصين جعلني محظوظًا، ورئاستي للجنة الصناعات الصغيرة والمتوسطة باتحاد الأعمال الصيني العربي الإفريقي جعلني ادخل مصانع وأشاهد خطوط إنتاج كثيرة بالصين.
العامل الأول: لفت انتباهي طريقة التصنيع نفسها مما جعلني أري تصنيع الليفة الذكية وسلك الاستناليس بطريقة بسيطة، ووقتها فكرت في المشروع وكيفية شراء الماكينات بحيث نصنع في مصر.
هناك عدة عوامل شجعتنا علي التصنيع في مصر، كان أولها صدور قانون 43، هذا القانون حد من حركة الاستيراد العشوائية التي كانت تتم وكمية المنتجات الصينية الجيدة والرديئة التي كان يتم استيرادها وكانت تستهلك عملة صعبة كثيرة جدًا في مصر.

العامل الثاني: مصر كان فيها أزمة اقتصادية بعد ثورة 25 يناير، وقت أن كانت الدولة تتحول من نظام إلي نظام آخر، هذا التحول أربك الاقتصاد مما زود العبء علي العملة الصعبة في مصر.
العامل الثالث: تعويم الجنيه المصري، وهو ما جعلني اقرأ المشهد مبكرًا وكان ضمن احتمالاتي، رغم أن كثيرين اتهموني بالجنون، لأني جئت استثمر في مصر في ذلك الوقت وكانت رؤيتي أن هذا الوقت المناسب، وهي فترة 2014، وأؤكد أنني جئت للاستثمار في مصر في الوقت الذي كنت فيه ناجح جدا في الصين.

❏ عملاء الصناعة في مصر نمطيين ومن يبتكر سينجح نُصدر لشمال إفريقيا واشترينا 25 ماكينة جديدة للوفاء بطلبات العملاء

 

● وكيف حدثت الانطلاقة؟
●● أحضرنا الماكينات من الصين، بعد تدريبنا أنا وأحمد عبدالتواب شريكي في المشروع، وبدأنا مرحلة التصنيع الفعلية، لكننا فوجئنا أن العملاء بالسوق المصري نمطيين، فالمستورد كان ينزل بكارت لونه أحمر بتصميم معين وأيضًا من سبقونا في التصنيع في مصر عملوا نفس الكارت بنفس التصميم كل المصنعين السابقين لم يبدعوا أو يبتكروا عمل جديد.
عندما بدأنا في السوق المصري واجهتنا مشاكل من السابقين خاصة أنهم لم يدرسوا اقتصاد ولا تسويق، وكان عملهم مبني علي اجتهادات شخصية.

● وماذا قدمت للسوق المصري؟
●● عندما نزلت إلي مصر قمت بعمل جروب علي فيسبوك باسم “اتحاد مصنعي سلك المواعين بمصر والدول العربية” وقمت بعمل اجتماع للكبار بالسوق لوضع المشاكل والمعوقات علي ورق لمحاولة حلها بالفعل الناس استجابت ولكن كانت المفاجأة أن مشاكلهم ليست مشاكل عامة، إنما مشاكل شخصية لكل واحد منهم.

● وماذا بعد؟
●● قلت للمصنعين المصريين يجب أن نمشي علي خطة واحدة للاتحاد بحيث نشتري جميعا من المستورد وممن يصنع الكروت أيضًا، ومن يعمل الأكواب والأكياس البلاستيك، وطلبت منهم تغيير ألوان الكارت والتنويع حتي يتميز كل واحد عن الآخر بالسوق.
أعطيتهم أفكارًا كثيرة حتي أنني عرضت عليهم أننا يُمكن أن نعمل مخزن واحد ونصنع كلنا ونبيع بنفس السعر وبذلك نقطع الطريق علي أي مُضارب وفي الوقت نفسه إنتاجنا سيكون كبير جدًا، عبارة عن مصنع واحد له فروع في جميع المحافظات، لكن لم يحدث اتفاق.

● وكيف بدأتم؟
●● قلت لهم انتظروني في السوق وسألني واحد وقال لون كارتك ايه قلت له أخضر، قال: “أبشر لن تبيع”، لأنهم كانوا يتعاملون في سوق نمطي وعندما بدأنا ندرس السوق وجدت كل المنتجات الموجودة بالسوق رديئة التصنيع والجودة والتعبئة والتغليف، وتم وضع خطة لخمس سنوات في السوق المصري.

● أهم الخطوات؟
●● بدأنا نأتي بأفكار جديدة للسوق المصري، فالتغليف كانوا يضعوا 12 وحدة علي كارت به كوب بلاستيك مغلق بماكينة فاكيوم، والصناع تركوا ملعب كبير واختلفوا علي ركن بالسوق تاركين المعلب كله، وبصراحة كان طبيعي أن نستغل قلة خبرة المصنعين الموجودين بالسوق المصري.

 

● كيف فعلتم هذا؟
●● قمنا بعمل أكياس وتشكيلات معينة وأصبح عندنا كارت به 12 قطعة وأكياس بها 6 قطع و5 قطع و4 قطع وقطعتين وقطعة واحدة، ودخلنا السلك مع الليف.

● وماذا كانت النتائج؟
●● بعد شهر ونصف من افتتاح مصنعنا الصغير احضرنا حاوية 40 قدم بها ليف 800 ألف قطعة ليف جاهز، وهذه كانت المرحلة الثانية في شغلنا، وهذه الحاوية عملت طفرة في السوق، وبعدها صدر قرار “43” بمنع استيراد سلك المواعين من الخارج، وبذلك أصبحت المنافسة الصينية القوية الشرسة غير موجودة وأصبح الملعب أمامنا وانطلقنا, ولأني لدي وعي خاص في موضوع التسويق بدأنا بالاشتراك علي موقع علي بابا لمدة 3 سنوات، وأن كنا دفعنا أموالًا كثيرة لنأخذ لوجو “جولد سابلر”، إلا أن النتائج كانت مبشرة، والتي جاءت بأول تصدير للسعودية بعد عمل الأكياس الجديدة وتشكيلاتنا، وكان عندنا وقتها كمية كبيرة من المنتجات جاهزة للبيع.

● هل أوفيتم بالطلبية؟
●● الحمد لله تم تسليم أول طلبية بعد اسبوعين وعند تسليم الطلبية الأولي طُلب مني طلبية أخري ضعف الكمية السابقة.

● وماذا عن الأسواق الخارجية؟
●● صدرنا لدول شمال إفريقيا كلها “ليبيا وتونس والجزائر والمغرب والسودان والسعودية والأردن ولبنان ومدغشقر والأخيرة كانت عن طريق تاجر باكستاني كبير وطلب شغل بدون تغليف، وهذه كانت الطلبية الثالثة.

● وماذا عن التوسعات؟
●● في ذلك الوقت أصبحت طاقة المصنع الإنتاجية لا تكفي خاصة بعد التوسع في الأسواق الخارجية، فكان لابد من التوسع لذلك كانت فكرة التوسع وأحضرنا حوالي 25 ماكينة إضافية منهم 6 ماكينات لصنف معين في غزل الليف والباقي لغزل الليفة الذكية بإجمالي 50 ماكينة غزل بالمصنع حالياً، إلي جانب الماكينات المساعدة ماكينة منشار علي ماكينة تلبيس.

●من أين جاءت فكرة عمل الخام في مصر؟
من ارتفاع أسعار الخام وارتفاع تكاليف الاستيراد، وهذا ما جعلنا مجبرين علي التحرك، وأحضرنا خام أرخص من الخام نفسه، وتوسعنا وأحضرنا الماكينات وتعلمنا وعلمنا وأصبح لدينا عمال مدربين ومهرة وأعطينا لهم أدوات توفر الوقت والجهد.

● هل المنافسة أضرتكم؟
●● بعض المنافسين لما شاهدوا المنتج مطلوب توسعوا لكنهم استخدموا خامات رديئة جدًا، غيروا في شكل المنتج ولكن نحمد الله أن العملاء تيقنوا أن منتجاتنا أفضل، فمعظم من قلدوا واشتغلوا بخامات سيئة وقعوا في السوق.

 

● أين أنتم الآن؟
●● الحمد لله، السوق كله، سواء العربي أو المحلي يشيد بمنتجاتنا وأصبح لنا مكانة كبيرة جدًا في هذه الصناعة.
ومن البداية قلت للمصنعين، إن مستقبل التصنيع في مصر هو القادم وهذا ما نراه الآن ولابد أن نأخذ مكانة في التصنيع، خاصة أننا أقرب من الصين وعندنا صناعات هامة جدا وصناعات مغذية لبعض الصناعات الأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى