شوكت كمال يكتب: متى ينتهي هذا الكابوس؟!

«بابا أنا هروح أذاكر مع مريم صاحبتى وتعالى خدنى وانت راجع من الشغل، خلي بالِك من نفسك».. كان هذا ملخص المكالمة التى دارت بينى وبين ابنتى، وبعدها بساعة «بابا ماتروحش تجيب دودى عشان موبايلها اتسرق منها وهى رجعت تاني وقاعدة تعيط».. كان هذا حديث أختها لي وهي تبكي أيضًا بعد أن لاحظت علامات القلق والخوف على وجه شقيقتها.
عدت إلى البيت، وسألت ابنتى عما حدث معها؛ فقالت لي إن شابين يركبان «موتوسيكل» اقتربا منها وجذبا حقيبتها، فلما قاومت وكان في يدها الأخرى الموبايل تركا الحقيبة وخطفا الهاتف الذي اشتريته لها منذ وقت قريب، ورغم أن الواقعة حدثت نحو الساعة السادسة والنصف مساء إلا أنني حين عدت في التاسعة لاحظت الدموع في عيني ابنتى؛ طمأنتها وقلت لها «ولا يهمك وأهم حاجة سلامتك»، ولكن المشكلة التي حدثتني عنها ابنتي أن هناك رسائل ع الواتس تصل إليها من الدكتورة التي تدرِّس لها تتناول أجزاء مهمة من المنهج وفيها تشرح الأستاذة وتبين كيف يأتى السؤال في ذلك الجزء المشروح، كما أن هناك أبحاثًا تحتفظ بها على الهاتف قد ضاعت منها أيضًا.

كنت في حالة شديدة من الغضب بسبب ذلك؛ فابنتي لديها امتحان فى اليوم التالي، وتحتاج إلى تليفون لكي تتواصل مع الدكتورة، وليس معي المال الكافي لشراء موبايل جديد. المهم أننا استعدنا الخط مرة أخرى، ثم ذهبت إلى أحد المحال التي تبيع بالتقسيط واشتريت لها هاتفًا جديدًا، وقلت لها لا تذهبي إلى صديقتك مرة أخرى، وكفى ما حدث، وإذا أردت أن تساعدك فى المذاكرة فتواصلي معها تليفونيًّا أو ع الواتس.
ولم يكن الوقت يسمح بأن نذهب إلى قسم الشرطة لنبلغ بالواقعة؛ وذلك لضيق الوقت بسبب الامتحانات.
أعلم أن هناك وقائع كثيرة مشابهة تحدث كل يوم بل كل ساعة؛ ويكون هناك ضحايا يدفعون حياتهم بسبب هؤلاء الأوغاد الذين يبحثون عن صيد سمين حتى ينقضوا عليه ويسرقوه، ليشتروا ما يظنون أنه سيجعلهم سعداء وهو المخدرات، ونحن جميعنا لا ننسى ما حدث مع «فتاة المعادي» عندما جذب أحد السائقين، ومعه مساعده، حقيبتها، وحين قاومت تم دهسها تحت عجلات السيارة بعد أن ارتطم رأسها في إحدى السيارات الأخرى لتلقى حتفها في الحال؛ ويفر الجانيان اللذان تم ضبطهما فيما بعد ويُحكم عليهما بالإعدام، وقد ثبت بالفعل أن أحد المتهمين كان يتعاطى جوهر الحشيش.

كابوس مزعج يطاردنا كل يوم حين نسير في الشارع ونرى «موتوسيكل» يقترب منا؛ حيث نظن أن صاحبه سيهاجمنا ويخطف ما معنا من مال أو موبايل، إذ الأخير هو الأيسر بالنسبة له فى السرقة. حفظ الله أبناءنا وبناتنا، ولعن الله من يرهب نفوسنا ويروِّع أخواتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى