الدكتور عطية سليم يكتب : سد النهضة” قضية شائكة، أرقت الكثيرين “

باحث في الجغرافيا السياسية

– الطامة الكبرى، و التي لا تدع مجالا للشك، تمثلت في: هل أثيوبيا بحاجة فعلية، للمياه، و الكهرباء؟!، أم أن هذا الأمر له تبعات أخرى، استغلت الحاجة الملحة للمياه لدول المصب” مصر و السودان”، لتؤرق هاتين الدولتين سياسيا؟ فالأمر يوحي أنه يوجد دول معادية ، تستتر وراء إدعاءات إثيوبيا، بحاجتها إلى التنمية ووجوب إقامة هذا السد.

– و تنصل إثيوبيا، من كونها عضو في دول ” الأندوجو”، و هي الدول المنتمية لحوض النيل و المستفيدة من مياهه، ما يمثل إلا موقفا فرديا منها، بقرار أوتوقراطي” لأبي أحمد “، الزعيم الأثيوبي، المتزعم لهذا الموقف، و بدعم من الدول المعادية لدول المصب .
– و السقوط الطبيعي للأمطار على الهضبة الإثيوبية، و الذي يفوق ال٧٠٠ مليار م٣ من الأمطار، لم تستفيد منها إثيوبيا. أمر يثير الدهشة.

– اختيار مكان السد ،في منطقة نزاع حدودي، ” سوداني- إثيوبي”، ( منطقة بني شنقول)، أمر مثير للدهشة أيضا.
– الإستعانة بالكيان المعادي للعرب جميعا، و الذي يمثل شوكة دائمة ، في التخطيط لوضع منظومة دفاعية، أطلق عليها “Spyder”، أمر آخر مثير للدهشة.

– اختيار النيل الأزرق، بالذات، كرافد منبعه من هضبة الحبشة، مع العلم أن الهضبة الإثيوبية، ينبع منها السوباط و النيل الأزرق و العطبرة، و لكونه صاحب تصريف يفوق ٥٢ مليار م٣، أمر مثير للدهشة أيضا.
– تجاهل أبي أحمد لمشاكله الداخلية ، خاصة الإثنية منها، و ما يتمثل في إقليم ” تيجراي “، أمر مثير للإستغراب.
– اختيار هذا التوقيت، خاصة و ما حدث في مصر من مرحلة الإنتقالية، تسعى فيها القيادة السياسية، إلى تدعيم الإستقرار
و العمل على السير بخطى ثابتة لإحداث نهضة شاملة، أمر مثير للدهشة أيضا، ناهيك عما يحدث في السودان.

قبل تفاقم الأمور ، نرجو من أبي أحمد ، العودة إلى صوابه السياسي، قبل أن يجر المنطقة، إلى أمور ،هي في غنى عنها، وليعلم أن خطته، لضرب دول المصب في مقتل، ستبوء بالفشل إن شاء الله. و سيحفظ الله دول المصب و جميع الدول العربية و الإسلامية من كل مكروه و سوء إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى