المهندس هشام أبو العطا رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للتشييد والتعمير لـ”الجالية العربية”:

حصلنا علي مشروعات ضمن مبادرة حياة كريمة بـ10 مليارات جنيه

حينما بدأت الدولة في مشروع “حياة كريمة”، للقري الأكثر احتياجًا كانت تعلم أنها لديها شركات قطاع عام قادرة علي التنفيذ، وذلك إلي جانب القطاع الخاص المتأهب والمتحفز دومًا لاقتناص الفرص.

وبعد الطفرة التي شهدتها شركات القطاع العام مؤخرًا، ما بين دمج وغيره من الإجراءات كان طبيعيًا أن تسعي شركات القطاع العام ليكون لها نصيب من مشروعات حياة كريمة، وهو ما تحقق بمشاركة الشركة القابضة للتشييد والتعمير بشركاتها التابعة في مشروع حياة كريمة.

شاركت 5 شركات مقاولات، وشركة سادسة في نشاط الكهرباء، بحجم أعمال من 8 : 10 مليارات جنيه متوسط 2 مليار لكل شركة، لتقول شركات قطاع الأعمال العام: “نحن هنا”.

الطفرة التي شهدتها الشركة القابضة للتشييد والتعمير وعودة شركاتها التابعة للعمل والتألق، بل ومنافسة القطاع الخاص، دفعنا إلي لقاء المهندس هشام أبو العطا، رئيس الشركة القابضة للتشييد والتعمير ليفتح لنا قلبه، متحدثًا عن الشركات، وليجيب عن السؤال الأهم: أين كنا وكيف أصبحنا وإلي أين نتجه؟

حوار / عاطف طلب

“أبو العطا” أكد لـ”الجالية العربية “، أن كثير من قيادات القطاع العام هربت إلي القطاع الخاص لفارق المرتبات، وتوجهنا للتطوير دفعنا إلي الاستعانة بكفاءات من القطاع الخاص وهو ما ظهر جليًا في أعمال الشركات.

❑ الكفاءات تهرب للقطاع الخاص وكان علينا الاستعانة بقيادة من القطاع الخاص لنستمر في المنافسة

وأوضح “أبو العطا”، أن منّ ينظر إلي نتائج الشركات بعد عمليات الدمج سيُدرك –يقينًا- أن هذا الأمر تأخر كثيرًا.
وأشار إلي أن شركة هايديلكو للكهرباء، إحدي الشركات التي تعمل الآن بقوة وحصلت مؤخرًا علي مناقصة من خطوط النقل بـ90 مليون جنيه وأيضا هناك ترتيب لذهابهم إلي ليبيا للمشاركة في تنفيذ مشروعات هناك، وسيظهر كيف أفاد الدمج الشركة.

● بداية أين أنتم من مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي حياة كريمة؟
●● الشركة القابضة للتشييد والتعمير سعت منذ البداية أن يكون لها حصة من مشاريع البنية التحتية لتطوير القري الأكثر فقرا، ضمن المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، علي اعتبار أن شركتنا عندها ميزة نوعية أنها تغطي معظم مناطق الجمهورية، كما أن شركات المقاولات الكبيرة في القطاع الخاص لا يوجد لديها نفس الميزة التي نتمتع بها وخاصة في منطقة الصعيد.
لدينا 5 شركات تعمل في المقاولات، وشركة سادسة في نشاط الكهرباء، حصلوا علي حجم أعمال بهذه المشروعات من 8 : 10 مليارات جنيه متوسط 2 مليار لكل شركة وذلك بمساعدة المهندس هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام.

❑ نتائج الشركات بعد الدمج أثبتت أن هذا الأمر تأخر كثيرًا

●ما هذه الشركات؟

●● شركة حسن علام وشركة مختار إبراهيم وشركة مصر للإسمنت المسلح وشركة العبد للمقاولات وشركة إيجيكو ونحاول إدخال شركة هايديلكو للكهرباء.

● هل بدأتم بالفعل؟
●● بدأت الشركات التابعة بالفعل تعمل في هذه المشاريع والشركة القابضة تدبر السيولة اللازمة لتمويل هذه المشاريع خاصة أن مشكلة هذه المشاريع الرئيسية لا تعطي تمويلًا في بداية المشروع حتي يتم التعاقد وصرف الدفعة الأولي المقدم وحتي هذا الوقت الشركة القابضة تحاول القيام بهذا الدور.

● ماذا يمثل لكم هذا المشروع؟
●● هذا المشروع يأتي بعد الدمج ونحاول من خلاله أن نزيل أو نغير الصورة السلبية التي تكونت عنا، وإن كان النصيب الأعظم في تكوينها ليس ناتجًا عن سوء أداء الشركات، بل ناتج الأسلوب والطريقة التي كان يدار بها الطرح والإسناد والإشراف والاستلام الخاص بمشروعات الجهات التي نتعامل معها، فما نسعي إليه أن يكون هذا المشروع نموذجًا للجودة والالتزام بالمواعيد وأن يكون فيه تمويل مستمر ومركز مالي مستقر، بحيث نضمن أن كل التمويلات التي تخرج من الدولة للإنفاق علي هذا المشروع تدخل في صميمه ولا تستهلك في أي غرض آخر، وإن شاء الله ننجح في إزالة الصورة السلبية.

● هدفكم خلال المرحلة المقبلة؟
●● الشركة القابضة للتشييد والتعمير لديها ما يقرب من 27 ألف موظف، كل ما نحاول عمله أن تبقي الشركة علي قيد الحياة لأننا عندنا مشكلة كبيرة جدًا أنها تستمر تنافس شركات القطاع الخاص التي أصبحت مسيطرة علي معظم الأعمال لأنها عندها ملاءة مالية ليست موجودة في شركات القطاع العام.

● ماذا بعد دمج عدد من الشركات التابعة؟
●● الدمج كان هدفًا رئيسيًا؛ لتحقيق عدة أهداف، وهي تقوية الشركات وهيكلتها والارتقاء بها وبالعاملين في الوقت نفسه، مع زيادة قدرتها التنافسية داخليًا وخارجيًا؛ بما ينعكس بصورة إيجابية علي تحسن الموارد المالية للشركات، وتحول بعضها من الخسارة لتحقيق الربح مستقبلا وهو المستهدف، بحيث يكون لدينا كيانات كبيرة تستطيع أن تستحوذ علي حجم أعمال كبير وتنافس في السوق، وتأكد لنا أننا تأخرنا كثيرًا في عملية الدمج وهذا الدمج كان يجب أن يكون من سنين.

● هل قابلتكم عقبات إدارية؟
●● إداريا بدأنا نكتشف المشاكل التي كانت عند بعض الشركات التي دُمجت، وظهر أن أسلوب إدارة هذه الشركات لم يكن علي المستوي المطلوب وكانت هناك ثغرات ومشاكل كثيرة جدًا مع الدمج.

●كيف قضيتم علي هذه المشاكل؟
●● كانت فرصة كبيرة لتجديد الإدارة واختيار إدارة أكثر احترافية لتلافي كل مشاكل وسلبيات الإدارات السابقة وسوف تظهر نتائج هذا التغير واضحة جلية خلال الفترة القادمة.
أتينا بمساعدين لرئيس مجلس الإدارة في التخصصات المختلفة، حتي يغطوا النقص في الكوادر التي كنا نعاني منها، ويجب أن نعترف أن شركاتنا مرتباتها ضعيفة جدًا، وبالتالي كل الكفاءات هربت إلي القطاع الخاص وهذا أمر لا ينكره أحد، لذلك أحضرنا رئيس الشركة من القطاع الخاص ليطور الأداء، وإذا لم نفعل ذلك لم نكن لنطور الأداء، بنفس المجموعة السابقة من غير ذوي الكفاءات. والدليل علي ذلك، أنه حينما تنظر إلي أي شركة من شركات القطاع الخاص الموجودة علي الساحة تجد الكفاءات والكبار عندهم من قطاع الأعمال العام، ومن ظل بقطاع الأعمال كان لسببين قلة الكفاءة أو كِبر السن، ومن يريد التطوير يجب أن يأتي بمجموعة من الكفاءات المتخصصة حتي ينجح في عمله ويأتي بالنتائج المرجوة.

● نريد نموذجًا عمليًا لهذا الأمر؟
●● أحد النماذج التي ستكون واضحة خلال الفترة القادمة، شركة هايديلكو، حصلت مؤخرا علي مناقصة من خطوط النقل بـ90 مليون جنيه وأيضا هناك ترتيب لذهابهم إلي ليبيا للمشاركة في تنفيذ مشروعات هناك، وسوف يظهر كيف أفاد الدمج الشركة.

● ماذا عن الصورة السلبية للشركات التابعة؟
كانت هناك صورة سلبية عن شركات الإسكان خلال الفترة الماضية الحمد لله بدأنا نزيلها.

● كيف؟
●● شركة النصر للإسكان والتعمير كان عندها كمبوند في أكتوبر، الناس حجزت ودفعت أقساط لمدة سنتين ونصف ولم تكن هناك تصاريح وتراخيص لإنشاء هذا الكمباوند، و17 عماره لم يتم بناءهم، لكن الحمد لله تداركنا الأمر وبدأنا العمل في الكمباوند في أكتوبر 2019 وفي يونيو 2020 تم بناء العمارات واليوم 85% من المشروع تم الانتهاء منه.
في 2017 و2018 وبدايات 2019 كان هناك تعثر في شركات الإسكان وعدم التزام بالمواعيد والتسليم، أما فكرة الإخلال ببنود وشروط العقد هذا غير مسموح به بالمرة.

● ما خططكم المستقبلية؟
●● طلبنا من كل شركة تعمل لنا تصور للخمس سنين القادمة أو العشر سنين كتصور عام وكل سنه لها خطتها من خلال الموازنة التي يتم عملها ونناقش الموازنة ونستعرضها ونعدلها، حتي نطمئن أنه حقق ما وعد به.

● وماذا عن شركات المقاولات ؟
●● نريد من كل شركة مقاولات، قبل أن تدخل مشروعًا تكون واضعة خطة عمل واضحة من أول يوم لآخر يوم بالمستلزمات والتدفقات المالية، ليكون عملنا احترافيًا، ولا يكون بطريقة رد الفعل، ولا يكون المشروع متأخر، خاصة أنه مطلوب منا الطرح والإسناد والإدراج في الموازنة والإشراف والاستلام الابتدائي والنهائي مع الجهات التي نتعامل معها وكلها جهات تخص الدولة.

❑ نتائج الشركات بعد الدمج أثبتت أن هذا الأمر تأخر كثيرًا

❑ نسعي لزيادة التنفيذ الذاتي في شركات المقاولات حتي لا تذهب الأرباح لمقاولين الباطن
❑ هايديلكو للكهرباء حصلت علي مناقصة من خطوط النقل بـ90 مليون جنيه وهناك ترتيب لذهابهم للعمل بليبيا

● وماذا عن المنافسة؟
●● شركات الإسكان التابعة تنافس وهناك عملاء كثيرين يقبلون علي التعامل مع شركاتنا لأنها محل ثقة، والمشكلة الرئيسية عندنا في شركات المقاولات والتي نحاول حلها مع الوقت هي زيادة نسبة التنفيذ الذاتي لزيادة نسبة الربحية فشركاتنا تكسب من 5: 7% بحد أقصي لأن معظم مكاسبها تتحول لمقاولين الباطن، وإن كان سيظل عندنا مشكلة هي وجود عمالة أكبر من حجم متطلباتنا بـ40% وكمية العمالة المحترفة، وواقع الأمر أن هناك عمالة كثيرة جدًا تم تعيينها في 2011 / 2012 معظمها عمالة غير مدربة وبالتالي الشركة لا تستفيد منها وسن العاملين لا يسمح بتدريبهم من جديد وإن شاء الله نأمل أن يُحل هذا الموضوع بزيادة حجم الأعمال.
شركتا مختار إبراهيم وحسن علام، زادت العمالة فيهما 80% وهما أصلًا عمالتهم زائدة، شركة مختار إبراهيم كان بها 4 آلاف عامل أصبح بها الآن 7500 عامل والـ4 آلاف عامل أصلًا زيادة عن طاقة الشركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى