مني النمر تكتب: كيف ، ومتى ، و أين.. ساعة الصفر المصرية ….

تطالعنا كل يوم تصريحات مستفزة من مسؤولين إثيوبيين ، عن الملأ الثاني لسد النهضة ؛

والتي كان آخرها تصريح وزير الخارجية الإثيوبي “دمقي مكونن” منذ ساعات قليلة إن إثيوبيا لن توافق أبدًا على الشروط “غير العادلة” التي تسعى إلى الحفاظ على الهيمنة المائية لمصر والسودان !

و قد اعتدنا على مثل هذه التصريحات المستفزة بالرغم من بذل مصر جميع المحاولات التفاوضية و الدبلوماسية لحل أزمة سد النهضة ، إلا أنه من الواضح تعنت الجانب الأثيوبي ، و التصميم على هدف واحد فقط ، و هو جر مصر إلى الخيار الأصعب و هو ضرب السد عسكرياً ، و هذا ما تحاول مصر تجنبه بشتى الطرق ، فلسنا دعاة حرب بل دعاة سلام ، ولم نكن يوماً معتدين على حق من كان ، وإذا ما أجبرنا على ذلك فإنه أما لإسترداد حقا أو دفاعاً عن كرامة و كبرياء هذا البلد ؛

و عندما يتحدث سيادة الرئيس عن أن هناك رأى عام أثيوبي رافض لفكرة مرور النيل من إثيوبيا لمصر…
إذا إنها عقيدة دينية وشعبية عند الشعب الأثيوبي والمتجذرة في وعيهم الجمعي من آلاف السنين ، لدرجة أنهم يطلقون على النيل الأزرق بالنهر الخائن لأنه يخرج من بلادهم ويذهب لأعدائهم ( مصر ) والذين ( المصريين ) بنوا حضارة على ضفافه !
ويحكي التاريخ لنا من 500 سنة حين حاولت «أثيوبيا» تعطيش مصر بتحويل مجرى النيل لكي يصب في البحر الأحمر بعيدا عن مصر بمساعدة «البرتغال» عندما تحالف الامبراطور الحبشي «دويت الثاني» مع ملك البرتغال «مانويل الأول» والذي عرض عليه مشروع لتحويل مجرى النيل بحيث يصب في البحر الأحمر ولا يصل لمصر فتموت مصر عطشا ؛
والتي تنبه له السلطان الغوري لهذا المخطط الخبيث و قام بتحريك الأساطيل المصرية و التي هزمت الدولتين في معركة «مصوع» البحرية ؛

هذا ما حدث سلفا ، و التاريخ لا يكذب ولا يجامل أحدا ؛ ومن فعلها مرة قادر على فعلها مرات !
إذا :
و كما قالها السيسي ” اللى عايز يجرب يجرب “

ترى من يقف وراء تعنت الجانب الاتيوبي الآن ؛
و من هى القوى وراء إختيار توقيت الإعلان عن البدء في تدشين مشروع سد النهضة ، تزامناً مع ثورة يناير 2011 و ماحدث فيها من فوضى متعمدة ظنا بأنها نهاية مصر ؟
ليس من الصعب الإجابة على هذه التساؤلات !!

ونقول للجميع داخلياً و خارجياً ، واهم من يظن و خاصة الجانب الأثيوبي أن مصر سترضى بالأمر الواقع ، وأنها سترضي بالملأ الثاني لسد النهضة ؛
و لكنها انتظاراً لساعة الصفر المصرية ، و ذلك عند إستكمال ” كيف ، ومتى ، و أين ”

كيف :
ما الأداة المناسبة و التي سيتم إستخدامها حسب ما يتطلبه الموقف و التي لا بديل لها و التي ستكون الحل الأمثل و الأسرع و الأقوى حسب ما يتطلبه الموقف حينها ؛
متى :
ساعة الصفر المصرية و الوقت المناسب بمنتهى الدقة و التى لا إرجاء بعدها ؛
أين :
توضع القدم التي لا تهتز مهما تبعتها من خطوات و تبعات أو إعصارات فتظل ثابتة راسخة لا تتزحزح قيد أنملة ؛

فكل الإحتمالات قائمة لكنه كما قلنا حسب المكان والزمان و الاداة التي تحددها مصر ؛

نحن لسنا دعاة حرب ، لكنها كرامة و كبرياء مصر على المحك ، إنها حياة المصريين التى تهدد ، إنها الحرب الأشرس و الأقذر ،
لتركيع مصر و تعطيشها …. لكنهم لا يعلمون أننا لا نركع لغير الله ، و لن نسمح بضياع قطرة ماء واحدة لنا فيها حق ،

وكما شدت الهرم الرابع المصري السيدة أم كلثوم
برائعتها مصر تتحدث عن نفسها :
” كم بغت دولة عليّ وجارت … ثم زالت وتلك عقبى التعدي ..
إنني حرة كسرت قيودي… رغم أنف العدا وقطعت قيدي …
أتراني وقد طويت حياتي في مراس …. لم أبلغ اليوم رشدي …
أمن العدل أنهم يريدون الماء .. صفوا وأن يــكـــدر وردي …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى