احمد سلام يكتب: شجون عودة مدفع رمضان !

توقف ثلاثين عاماً عن التشغيل خلال شهر رمضان المعظم من موقعه بقلعة صلاح الدين الأيوبي وقد كان قرار عودته مجددا هذا العام موضع شجون لأنه يحمل عبق الماضي الذي تواري مع الأيام وتبقت مشاهد الأمس البعيد في الخاطر كلما يحل شهر رمضان .

كثيرة هي روايات ظهور مدفع الإفطار وسواء كان الأمر يرجع لعهد المماليك أو لمحمد علي باشا أو لأي عصر من عصور مضت فإن اليقين أن مدفع رمضان الذي سكت قبل ثلاثين عاماً وظل تسجيلاً في الإذاعة والتليفزيون يتم استدعاؤه في آذان المغرب أو وقت الإمساك مع تلاوة الفجر من علامات الشهر الفضيل بمثل ما نسمع صوت الطبول في الريف حتي اليوم بعثا عصريا للمسحراتي رغم يقين بأن التقدم اغلق كل الأبواب أمام الإعتماد على صوت المدفع أو صوت طبول المسحراتي .!

المدفع الذي سكت في رمضان عاود رمزا ليتم إطلاقه في مواضع إطلاقه الأثيرة في القاهرة وهنا كانت المشاهد المصورة لبدء عمله أول أيام رمضان بقلعة صلاح الدين الأيوبي موضع تهافت الكاميرات والفضائيات وقد تم تداول الصورة والحدث وهنا المشاعر اقترنت بشجون أعادت أيام البراءة التي كانت في ظل عموم الصخب وغياب الصورة الرمزية التي شكلت وجدان الأسرة المصرية.

رمضان الآن أمام شاشات التلفزيون يهرع الأطفال إلي مشاهدة برنامج رامز بينما يتألم الكبار من استحالة بعث أجواء رمضان وهنا إذاعة القرآن الكريم هي السلوي لمن يتمسك بمشهد وثقته أجمل الأيام قرآن المغرب.مدفع رمضان . الأذان بصوت الشيخ محمد رفعت والتواشبح بصوت الشيخ سيد النقشبندي.

عودة مدفع رمضان حدث سعيد بمثابة بعث لأجمل وأروع الأيام وهنا الصورة تثلج الصدور ولكن تظل المواجع مكتومة ويستحيل أن تفارق لأن الأمر بمثابة ذكريات تظل وحتي الممات .

رمضان جانا … الأمر يعني الشيخ محمد رفعت والشيخ سيد النقشبندي.. الفنان محمد عبد المطلب مع صوت مدفع رمضان ينطلق من خلال زخم سالف الأيام.

أهلا رمضان .. ماكان لم يعد كما كان . الأمر لله.
ليس علينا سوي الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى