منها ضعف المعرفة الأمنية وسهولة تخمين كلمات المرور.. أسباب جعلت المصريين هدفا للمخترقين

كتب/ أحمد العميري

أظهرت البيانات أن مصر من أعلى الدول في معدل محاولات تخمين كلمات المرور الخاصة بالمستخدمين العام الماضي إذ بلغ عدد محاولات التخمين المرصودة نحو 42 مليون محاولة في حين سجلت السعودية 22.5، والإمارات 15.8، والكويت 11.1.

وتأتي هذه التقارير التي أعلنتها شركة “كاسبر سكاي” (Kaspersky) المتخصصة في الأمن والحماية الإلكترونية، في مؤتمر صحفي للشركة في مارس/آذار الماضي، في الوقت الذي أصبحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني بيئة خصبة للهجمات الإلكترونية.

محاولات اختراق فاشلة

وتقول ندى -لموقع الجزيرة نت- إن المتسللين حاولوا اختراق حسابها إذ ظهر لها إشعار عن محاولة دخول إلى حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أكثر من مرة، مؤكدة أنها فوجئت أكثر من مرة بوجود هذا النوع من الإشعارات من الموقع بما لا يدع مجالًا للشك في وجود من حاول تخمين كلمة السر الخاصة بالحساب.

واستطردت ندى “كان الأمر مخيفًا إلى حد كبير بسبب احتفاظي بالصور الشخصية والرسائل الخاصة كذلك على الحساب، إذ جاء إشعار على الفيسبوك بأن محاولة الولوج إلى حسابي الخاص من مكان ما بمحافظة الجيزة”.

وبسبب حالة الهلع التي انتابت ندى قررت إزالة جميع الصور من حسابها الشخصي، وغيّرت كلمة السر في ظل الهاجس بإمكانية معرفة المُخترق لها.

أما محمود عبد الله فحالته تختلف عن ندى فقد نجح المخترقون في محاولاتهم ولم يكن الضرر محدودا بسرقة إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، بل كان الهدف هذه المرة بريده الإلكتروني وهو ما عاد عليه بضرر كبير خصوصًا في ظل الاعتماد عليه في العمل كونه سائق “أوبر”.

ويقول محمود -للجزيرة نت- إن حسابه كان عرضة للسرقة من أحد الأشخاص وقد أدى ذلك إلى وقف عمله بعد أن غيّر السارق الرقم السري الخاص ببريده الإلكتروني، ومن ثم نجح في السيطرة على الحساب الخاص به على التطبيق، مشيرًا إلى أن نقص الخبرة لديه حال بينه وبين القدرة على التفاعل مع الحدث فاتجه إلى طلب المساعدة من الخبراء التقنيين فقد كان على علم بالمعرف الرقمي لجهاز المخترق (Ip address) لكن دون جدوى إذ لم يتلق ردًا في وقت كان من الصعب فيه الوصول إلى الشركة في ظل إجراءات فيروس كورونا.

إحصائيات وأرقام

وحسب تقرير رسمي لوزارة الاتصالات في يناير/كانون الثاني الماضي، فإن عدد مستخدمي خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول والإنترنت الأرضي حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي بلغ 56.44 مليون مستخدم.

على الرغم من كل إجراءات الأمان التي تتخذها الشركات المطورة للأنظمة تظل كلمة السر هي الحلقة الأضعف في منظومة الأمان التي تحمي المستخدمين من الاختراق

أسباب المشكلة

ويعدّ ضعف الوعي بالتأمين الإلكتروني لدى كثيرين في مصر أبرز المعوقات التي تتسبب في سرقة الحسابات الإلكترونية والبريد الإلكتروني خصوصًا إذا ما استطاع المخترق معرفة أي بيانات بسيطة عن الشخص المستهدف، فيكفي رقم الجوال أو الاسم أو تاريخ الميلاد ليبدأ المخترق بعملية محاولة كسر كلمات المرور، بحسب أنس هاشم خبير البرمجة وتحليل البيانات، للجزيرة نت.

وعلى الرغم من اتجاه الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع البريد الإلكتروني إلى وضع وسائل حماية للبيانات كنظام الحماية الثنائي واستخدام الهاتف المحمول في عملية التسجيل واستخدام أسئلة الأمان، فإن هناك عقبة تظل قائمة، تتصل باختيار كلمات سر سهلة التخمين للحسابات عبر مواقع التواصل أو عبر البريد الإلكتروني، بحسب تصريحات هاشم وهو ما ينعكس أثره بشدة في ظل عدم تفعيل خطوات حماية الحسابات كاختيار الحروف الأبجدية وما شابه ذلك.

ولفت إلى أن تخمين كلمات المرور نمط من أنماط القراصنة في الاستيلاء على الحسابات المختلفة وهو ما يعرف باسم “بروت فورس” (Brute Force)، ويمكن عن طريق هذا النمط أن يقوم المخترق باستخدام برمجيات تتيح قاموسا يحتوي على الملايين من كلمات المرور المستخدمة على حسابات البريد الإلكتروني بصورة تجعل عملية التخمين أسهل مما يتوقع إذ لا يتطلب الأمر سوى كتابة كلمة السر فحسب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى