مني النمر تكتب: سر الكون الأعظم … هل يمكن أن يتغير القدر ؟

فى البداية فالنعرف
ما هو القدر ؟
القدر هو ما قدره الله و قضاه ، فلا يقع شئ في الكون إلا و قد علمه الله في علمه الأزلي ، و قضى أن يكون .

إذا كيف يمكن أن يتغير القدر ؟
نعم : بالدعاء يمكن أن يتغير القدر ؛

حين سئل شيخنا الجليل محمد متولي الشعراوي هل الدعاء يرد القدر ؟
أجاب لاشك أن للدعاء تأثيراً في تغيير ما كتب ، لكن هذا التغيير قد كتب أيضاً بسبب الدعاء !
فلا تظن أنك إذا دعوت الله فإنك تدعو بشئ غير مكتوب ، بل الدعاء مكتوب و ما يحصل به مكتوب أيضاً !
إذا فالدعاء سبب !
وجميع الأسباب لها تأثير في مسبباتها بإذن الله ، فالأسباب مكتوبة و المسببات مكتوبة ؛
وحين سئل من هو المضطر الذى قال الله تعالى فيه
“أمن يجيب المضطر إذا دعاه” ، كانت الإجابة :
المضطر هو الذي استنفذ كل أسبابه ثم لجأ إلى الله ؛
والدعاء من أفضل العبادات ،
حيث هناك الكثير من الآيات فى كتاب الله العزيز ، التي أحثت على الدعاء ؛
كقوله تعالى : ” و إذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ”
و قوله تعالى : ” قال ربكم ادعوني أستجب لكم ”

وعليه فأنه يمكن أن يغير الدعاء القدر المعلق على أشياء يفعلها الإنسان ، حيث ذهب بعض أهل العلم إلى أن كل شيء يمكن تغييره لأن الله قال فى كتابه العزيز
” يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب ” ( الرعد : 39 ) ؛
كما قال رسول الله (ص) “لا يرد القضاء إلا الدعاء”

و عندما يحثنا الله عز وجل على الدعاء وماله من فضل عظيم ، فأنما يرشدنا و يدلنا لما فيه خير عظيم لنا ، فلا تغفل إشارات و إرشادات الله لك ، فهو السميع العليم ، الذي لا يخيب عنده رجاء ، أو دعاء ؛
ويأتي حديثنا هذا و نحن في هذه الأيام المباركة من شهر رجب ، و مع إقتراب ليلة الإسراء والمعراج و ما لها من فضل عظيم ؛
و التي يستحب فيها العمل الصالح و يستحب فيها الدعاء ؛
ف بالدعاء قد يرد الله قدرا محتوما ، أو يغير به قضاء مكتوباً ، فالله على كل شيء قدير ؛
فالنحرص كل الحرص على مناجاة الله والتحدث معه فى جميع الأوقات ، فما الدعاء إلا حديثاً مع الله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى