منى النمر تكتب: ما لا يطلبه المشاهدون!!

طالعتنا هذه الأيام ، عبر وسائل الإعلام مبادرة إنتظرناها طويلاً ، ترعاها وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة . بناء على توجيهات الرئيس السيسي، ترتكز المبادرة على إعلاء القيم والأخلاق داخل المجتمع المصري ؛ تحت عنوان:

” مبادرة أخلاقنا “

ومن هنا كان لزاما علينا فتح الحديث عن مبادرة ليست أقل أهمية بل وتعتبر المكمل و الامتداد لها، وتمثل ضرورة ملحة ؛ ذلك لما نراه و نسمعه من سلوكيات وألفاظ و عادات دخيلة على المجتمع المصري ؛ بحجة تقديم سينما الواقع ودراما الواقع ، أو ما يطلبه المشاهدون!!

و كما نعلم تؤثر الدراما تأثيراً بليغا في القيم والأذواق، بل والمفردات ، فكثير من أعمالها تتحول إلى أحاديث بين الناس ، وأفكار تتحرك في المجتمع يتداولها العديد من الأشخاص ؛ بل يتسمى بعض الأطفال بأسماء أبطالها ، ناهيك عن الكلمات الخادشة للحياء فيما يسمى بأغاني المهرجانات ، جميعها تنعكس على الذوق العام للمجتمع؛ عن طريق عرض نماذج بشرية تناقض القيم الأصيلة التي تربينا عليها .

فالمشهد في الدراما ليس عبثيا ، بل هو أحد أقوى الأسلحة في تربية النشء، وتقويم سلوك المجتمع، خاصة إذا كان الممثل الذي يؤدي دور البطولة محبوباً وصاحب شعبية كبيرة ؛ وعندما نجد إصرار البعض على تغيير ثقافة ومفردات هذا الشعب ، وإعطاء الإيحاء بأن هذا هو الواقع ، لجر الشباب إلى الإنحلال الأخلاقي وفقد الهوية الوطنية والتنشئة الدينية ؛ وتصدير هذه الصورة للأجيال الصاعدة ، و العالم الخارجي ، لمصلحة من ما يحدث؟!

نحن لسنا هؤلاء فما يظهر على الشاشة لا يمثل إلا نسبة ضئيلة جدا من شرائح المجتمع المصري ، والتي وللأسف الشديد يتم تضخيمها وترويجها على أنها المجتمع بأسره!!
لا ليس نحن..
نحن أب يسعى على لقمة عيش مع أول شعاع شمس ، نحن أم معيلة تكافح بالحلال لتربية أبناءها ، نحن أطفال وشباب فى مراحل التعليم المختلفة خرجوا للعمل وتحملوا المسؤلية بل وأصبحوا من الأوائل على دفعتهم ، نحن من يملأون المساجد والكنائس ، نحن الجندي والعالم والمفكر ، نحن من أبهرنا العالم بمدى قوة وصلابة أبناءنا وشعبنا ، نحن المصريون الحقيقيون.

ولمن يستند أن الجمهور يرغب في مشاهدة هذه الأعمال ، نذكرهم ببعض الأعمال و ما وصلت إليه من نسب مشاهدة عالية غير مسبوقة ، لما تحمل من قيم الوطنية والتضحية والتكاتف والتعاون وانتصار الخير، للمثال و ليس الحصر أفلام “الممر – حرب كرموز- أيام السادات – ناصر 56 ” ومسلسلات “ الإختيار – رأفت الهجان – المال والبنون – ليالي الحلمية – شيخ العرب همام – ذئاب الجبل – النهاية ” جميعها أعمال ذات قيمة فنية وأدبية بل وربحية عالية أيضاً.

وبالرغم من صدور قرار إنشاء لجنة الدراما، في ديسمبر 2017، برئاسة المخرج محمد فاضل ، إلا أن الوضع يزداد سوءاً ، والأكثر كارثية عندما يكون الشهر الفضيل شهرا يتسابق فيه أهل الفن حول الأكثر جرأة نصا أو عريا !!!

نعم هناك جهود لكنها غير كافية ، لتصحيح المسار ،

لذا نناشد كافة المسئولين إعطاء التوجيهات اللازمة لتعديل بعض التشريعات وسن القوانين اللازمة للحد من هذه الظاهرة ؛ والتي لها أكبر الأثر ليس على الأجيال الحالية ، بل على ثقافة ووعي وتاريخ أمة بأكملها .

فكما تم التوقيع على ميثاق شرف الإعلام المصري ، نطالب بميثاق شرف للدراما التليفزيونية والتي تدخل كل بيت مصري بدون استئذان أو اختيار ، ويشاهدها جميع أفراد الأسرة ؛
إنه نداء و إستغاثة
لعلنا نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه .

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. I haven’t left bangs for many years. 🎄This product meets my requirements, and I don’t even see that I am wearing a wig. 🌴 I love it very much. Also equipped with a lot of things. 🌵Really awesome! The equipment is very complete, it is really attentive and caring, it is really a conscientious merchant and trustworthy. 🎉

زر الذهاب إلى الأعلى