د. محمود عصام رئيس مجلس إدارة مستشفي الطريق للطب النفسي وعلاج الإدمان: المصريون يصرفون 300 مليار جنيه علي المخدرات سنوياً

❏ دورنا تثقيف وتدريب أهالي المرضي وتقديم الدعم النفسي لهم للمساهمة في البرنامج العلاجي

حوار/ عاطف طلب 

لو كان الإدمان رجلًا لقتلته، هذا ما يتبادر إلي ذهب كل من يجد قريب أو حبيب له أصيب بالإدمان، لكن رغم الانتشار الواسع له، يجب أن نحي المستشفيات والجمعيات التي أخذت علي عاتقها مواجهة هذا الأمر، ومنها مستشفي الطريق للطب النفسي وعلاج الإدمان بقيادة الدكتور محمود عصام.

تأسست مستشفي الطريق للطب النفسي وعلاج الإدمان علي يد نخبة من أفضل الأطباء النفسيين والمعالجين المتخصصين في فروع الطب النفسي وعلاج الإدمان في أوائل العقد الثاني من القرن الـ21، وقدمت إسهامات كثيرة في علاج الكثير من المرضي وحل الكثير من المشكلات الاجتماعية المترتبة علي الإدمان.
«الجالية العربية» التقت الدكتور محمود عصام، رئيس مجلس إدارة مستشفي الطريق للطب النفسي وعلاج الإدمان، لنتعرف منه علي مخاطر الإدمان وإلي أين وصلنا في الاستهداف في حرب المخدرات وأحدث طرق العلاج فإلي الحوار

❏ شبابنا مستهدف والهيروين يقضي عليه لأنه مخدر أناني جدًا لا يحب الصحة ولا الفلوس ولا العلاقات الأسرية ولا المظهر

● نريد أن نتعرف علي «الطريق»؟
●● البداية كانت في 2009 بحدائق الأهرام منذ 11 سنة بتأسيس جمعية الطريق الواحد للتثقيف والتوعية ضد الإدمان، وتم إشهارها في 2010، وتم تأسيس مستشفي الطريق للطب النفسي وعلاج الإدمان في 2013 مع الدكتور أحمد شرف الباز أستاذ الطب النفسي، والدكتور مهاب عبدالباقي إخصائي أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي، إلي جانب بعض الإخصائيين والمعالجين للإدمان من هنا كانت نقطة البداية، ونحن بهذا المقر منذ الإنشاء في 2013.

نسعي لإنشاء مراكز صغيرة وسط المجتمعات والأحياء

● لماذا اخترتم الإدمان؟
●● لأنه أصبح مشكلة متفاقمة بالمجتمع المصري، وآخر الإحصائيات تقول إن من تعداد سكان مصر مدمنين ما يقرب من 2 مليون و400 ألف مدمن أما المتعاطين فهناك ما يقرب من 9 ملايين و600 ألف متعاط، وفي أحد اللقاءات التلفزيونية قمت بعمل حسبة كم يتكبد الشعب المصري من جراء خسائر المخدرات وضربت الأرقام السابقة في متوسط 50 جنيه يوميًا وإن كان هناك من يتعاطي بأكثر من ذلك، لكن أخذت الحد الأدني وجدت أن المصريين يصرفون علي المخدرات سنويًا 300 مليار جنيه، فلو نظرنا إلي الـ300 مليار جنيه سنوياً بماذا يساهموا في الاقتصاد المصري، كم مدرسة ومستشفي ومصنع سيتم إنشاءه

● بماذا تفسر ذلك؟
●● الشباب المصري مستهدف، خاصة في ظل انخفاض أسعار المخدرات.
● في رؤيتك الأخطر من المخدرات؟
●● الهيروين هذا المخدر قادر علي القضاء علي كل الشباب لأنه أناني جدًا، ولا يحب الصحة ولا الفلوس ولا العلاقات الأسرية ولا المظهر.
● وكيف نكتشف المدمن؟
●● البداية فقدان الشهية وسواد تحت العين ثم تبدأ مرحلة تراجع وزن الجسم، واضطراب في النوم، الابتعاد عن العلاقات السوية من أصدقاء وجيران والانسياق إلي أصدقاء السوء والشلة التي يتعاطي معها المخدرات، واحمرار داخل العين، وحدقة العين تصغر.

● أخطر أنواع المخدرات؟
●● الأنواع كثيرة، وهناك مسميات كالاستروكس والشابو، إلي جانب الحشيش والأفيون والهيروين ومنها ما يؤدي إلي أمراض نفسية وهناك أمراض نفسية هي التي تؤدي إلي تعاطي المخدرات، وقلت علي الاستروكس من قبل أنه يؤدي إلي تخلف عقلي، وعندما يأتي إلينا المريض للعلاج احتاج إلي أسبوعين علي الأقل ليفهمني.
● ما يزعجك؟
●● ما يزعجني حقًا، أعمار المتعاطين خلال الفترة الحالية فمن يأتي إلينا 13 سنة ويقول إنه يتعاطي منذ ثلاثة سنوات، وتأتي بنت 17 سنة وتقول إنها تتعاطي منذ 5 سنوات، وإذا بدأوا التعاطي منذ 10 سنين أي مازالوا أطفال، فمن الصعب جدًا أن أقول طفل أو طفلة عندهم 9 سنين ويتعاطوا المخدرات.

● أين دور الأب والأم؟
●● في 2012 و2013 كان المتعاطي عنده 18 و19 و20 سنة وكنا نقول عليه صغير.
● وماذا عن الحشيش؟
●● الحشيش تأثيره علي العقل أسوأ من أي شيء آخر، فإدمان الحشيش يختلف من شخص إلي شخص فكل واحد له استيعاب واحتمال لدرجة معينة، فالحشيش لابد أن يكون له تأثير علي خلايا المخ علي المدي البعيد، لو نظرنا إلي المواد المخدرة ومدة تواجدها بالجسم، فالهيروين يظل بالجسم 72 ساعة، الترامادول والتامول يظل بالجسم من أسبوعين إلي ثلاثة، الحشيش والبانجو والماراجوانا يظل بالجسم 40 يوم وعلي حسب وظائف الكبد، فلو الكبد به فيروس تليف أو دهون المدة تزيد عن 40 يوم، فالهيروين أسوأ ما فيهم يظل بالجسم ثلاثة أيام فقط.
● ماذا عن علاج الإدمان؟
العلاج علي مرحلتين، المرحلة الأولي نزع السموم من الجسم بالمستشفى، والثانية التأهيل ضد مرض الإدمان، فلابد أن يمتنع عن جميع المخدرات والمسكرات نهائيًا وإلا سوف يرجع إليها مرة أخرى، لأنه عندما يستبدل المخدر الذي كان يتعاطاه بمخدر آخر هو لم يصل بدماغه إلي ما كان في السابق ويرجع يتذكرها وبذلك يعود مرة أخري ولو بعد حين.
● كيفية إقناع المدمن بالعلاج؟
●● المعادلة صعبة ودائمًا نتكلم من خلال المثلث العلاجي، فريق المستشفي ضلع والأسرة ضلع والمريض ضلع، ولا بد أن تكون هذه الأضلاع مكتملة.
● ماذا إذا لم يقتنع المريض؟
●● القانون يعطينا الحق في التعامل معه حينما يكون خطرًا علي المجتمع، وإن كنا نواجه مشكلة من قبل الأب والأم والأهالي عامة لأنهم يقولون ابنهم لابد أن يكون لديه إرادة واقتناع، ونحاول أن نفهم الأسرة أن الإرادة ماتت.
● مراحل العلاج؟
●● أعراض الانسحاب الأولية أكل وشرب ونوم، ينام ويصحي بميعاد، والإفطار والغداء بميعاد وبعد كل وجبة لابد من العلاج، وفي هذه الفترة لا يري أحد سوي الإخصائيين والمعالجين والمجموعة المقيمة معه في القسم، لابد من العزل عن الأب والأم والاخوة والأصدقاء والزوجة والحبيبة، وهذه المرحلة من أسبوع إلي عشرة أيام.
المرحلة الثانية تبدأ بتأهيل للزيارات، ونبدأ بزيارة الأهل فقط الأب والأم والأخوة وهناك من يأتي مرحلة أولي ثم يعود بعدها إلي البيت وأنا أقول عليها «من الدار إلي النار» فهو لم يتعلم أي شيء عن المرض، إنما جاء لينام ثم يخرج ويهيأ إليه أنه شفي، لكنه يرجع أكثر إدمانًا.
● كيف يكون الإقناع؟
أطلب منه كتابة الخسائر التي تكبدها من جسدية ومادية ومعنوية واجتماعية، وكل ذلك يتم كتابته بالورقة والقلم، وحينما يري الخسائر يبدأ الفهم، وبعد ذلك يحتاج إلي 4 شهور حتي تعود خلايا المخ إلي ما كانت عليه مرة أخري من قبل ويعود طبيعي، حتي يستطيع ضبط قراراته مرة أخرى.
وهذه المرحلة تأخذ من 4: 6 شهور، وفي هذه المرحلة يبدأ ينزل إجازات إلي المنزل ويستقبل تليفونات حتي يصل إلي 3 أيام في الأسبوع مبيت بالبيت، ويصبح لديهم يوم رياضي بالملاعب ويوم الخميس يخرج لفسحة في مول أو السينما مع أصدقاءه.
● ومن تعافوا نهائياً؟
●● عندنا أكثر من 50 ممن تعافوا نتشرف بهم، وهؤلاء ينقلون رسالة غير مباشرة لزملائهم الجدد ويعطون لهم خبرة وأمل سواء للمريض أو لأهله.
● هل سن المريض يلعب دور في العلاج؟
●● اكتشاف المدمن في البداية هام جدًا، خاصة في العمر الصغير، لأنه أفضل من أن سلوكه يتطور ويصل إلي الإدمان النشط ويدخل في السلوك الإدماني المراوغة والكذب والانكار والتبرير وإن كان العمر المتعب هو عمر من 19: 28 هؤلاء متعبين جدًا في العلاج.
● ماذا عن الدور المجتمعي؟
●● عمل ندوات تثقيفية سواء بالجامعة العربية المفتوحة أو المدارس وبالجمعية الإفريقية، وعن طريق السوشيال ميديا وصفحات المستشفي وبرنامج بقناة الصحة والجمال، كان برنامجًا كاملًا عن الإدمان والأمراض النفسية وفي الحلقة الأخيرة كنت أنا والدكتور أحمد شرف الباز والدكتور مهاب عبدالباقي في حلقة واحدة.
● ما مهمتكم؟
●● 1- تقديم خدمة علاجية فعالة وتتميز طبقًا للمعايير العالمية في مجال الطب النفسي وإعادة التأهيل.
2- المتابعة الفعالة بكافة الخدمات العلاجية والفندقية المقدمة للمريض والتطوير المستثمر لها.
3- تقديم مستوي متميز من التدريب للفريق العلاجي والإداري.
4- المريض هو قضيتنا الأول وشغلنا الشاغل.
5- تثقيف وتدريب أهالي المرضي وتقديم الدعم النفسي لهم للمساهمة في البرنامج العلاجي المقدم للمرضى.
6- احترامنا للآداب وأمانة المهنة إحدي صور احترامنا لمرضانا.
7- انطلاقًا من إيماننا بأن الصحة النفسية للفرد تنعكس علي المجتمع تقوم المؤسسة بدور تثقيفي للمجتمع من خلال ندوات تثقيفية ووسائل إرشادية وبرامج طبية في مختلف وسائل الإعلام من خلال نخبة مختارة من أفضل الأطباء والمعالجين في جميع تخصصات الطب النفسي وعلاج الإدمان.
● ماذا عن التدريب؟
●● التدريب هام جدًا، وبالفعل قمنا بعمل أكثر من دورة تدريبية للإخصائيين النفسيين والإخصائيات والمعالجين والمشرفين.
● الخطة المستقبلية؟
●● الانتشار، بحيث يكون هناك مركز صغير في غالبية الأحياء بحيث تنتشر في وسط المجتمعات.
تقديم برنامج توعية للبيوت يتكلم فيه مجموعة من أطباء الادمان والطب النفسي، لنلغي كشوف الشعب المصري من العلاج.
● كيف أضمن أن الفريق الطبي أمين علي المريض؟
ممنوع أن تكون معه أموال، وإذا كان معه تُوضع في الأمانات، لأنه يُعالج وليس
في منتجع سياحي، والفريق الذي يعمل بالمستشفي لهم تحاليل دورية وتحت المراقبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى