التشفير هو الحل.. مؤسس تطبيق سيغنال يتهم الحكومة الأميركية بالازدواجية

كتبت/ مريم محمد

لم يكن بإمكان موكسي مارلين سبايك المؤسس والرئيس التنفيذي لتطبيق سيغنال (Signal)، توقع أحداث العام الماضي التي ساهمت بشكل كبير في نمو شعبية التطبيق نموا هائلا.

يشتهر تطبيق المراسلة المشفر “سيغنال” بالتزامه بالخصوصية، حيث لا يقوم بجمع أو بيع أي بيانات خاصة بالمستخدمين، وكل الاتصالات مشفرة من طرف إلى طرف، مما يعني أنه لا يمكن لأحد -بما في ذلك التطبيق نفسه- قراءة الرسائل على الخدمة.

زادت عمليات تنزيل التطبيق عدة مرات في الأشهر الـ12 الماضية، وذلك نتيجة فرض فيروس كورونا المزيد من التفاعلات عبر الإنترنت، إضافة إلى موجة احتجاجات “حياة السود مهمة” في الصيف، والآن في أجواء هجرة المستخدمين الجماعية من تطبيق واتساب (WhatsApp) المملوك لفيسبوك (Facebook).

في مقابلة مع موقع إنسايدر (Insider)، وصف مارلين سبايك رؤيته للشركة بالإضافة إلى ما يرى أنها تهديدات متزايدة للخصوصية.

وفيما يأتي بعض النقاط البارزة من تلك المقابلة.

ما الذي يجذب الناس إلى التطبيق، وكيف يتكيف لاستقبال مستخدمين جدد، خاصة من لا دراية لهم بالتكنولوجيا؟

إن روح المشروع تتمثل في جعل الاتصال الخاص بسيطا، لجعل الطريقة التي تعمل بها التكنولوجيا متوافقة في الواقع مع ما يريده الأشخاص عند استخدامهم التكنولوجيا.

عندما يرسل شخص ما رسالة إلى صديقه، فإنه يريد إرسالها إلى صديقه، وليس إلى مجموعة من المعلنين، أو إلى المتسللين، أو شركات التكنولوجيا الكبرى أيضا.

ينزعج الناس دائما عندما يكتشفون أن هذا ليس هو الواقع، وأن الطريقة التي تظهر بها الأشياء ليست حقيقية وهناك أمور لا يعرفونها. مشروع “سيغنال” هو محاولة لجعل التكنولوجيا طبيعية، بالطريقة التي يتوقع الناس أن تعمل الأشياء بها.

شهدنا ضغطا مستمرا على مرّ السنين من الحكومات، لحظر تشفير “من طرف إلى طرف”. هل تعتقد أن الإجراءات الحكومية المحتملة يمكن أن تشكل تهديدا للخصوصية؟

حكومة الولايات المتحدة ليست كيانا متجانسا، وهناك مصالح متنافسة مختلفة داخل أي حكومة عالمية. من ناحية، هناك أشخاص يدفعون لإنهاء التشفير، ولكن من ناحية أخرى، هناك أشخاص داخل الحكومة الأميركية على أعلى المستويات يستخدمون سيغنال لحماية اتصالاتهم الخاصة.

لأسباب تتعلق بالأمن القومي، يتم استخدام سيغنال في مجلس الشيوخ الأميركي والبيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي. لذلك هناك تناقض متأصل، حيث إن محاولة تقويض أمن التشفير من شأنه أيضا تقويض مصالح الأمن القومي للحكومة.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الكثير من الأشخاص الذين يدافعون عن إضعاف التشفير لا يفهمون الصورة الكاملة. هناك طريقتان للتفكير في الأمن: الأولى أمان الحاسوب، وهي فكرة مبنية على أننا بطريقة ما سنصنع أجهزة حاسوب آمنة، وهذا مشروع أثبت فشله منذ 30 عاما، فإذا كان لديك حاسوب في مكان ما وفيه بعض البيانات، فسيتم اختراق هذه البيانات.

والطريقة الأخرى للتفكير في الأمن هي أمن المعلومات، لذلك حتى إذا قام شخص ما بخرق جهاز الحاسوب، فلن يجد معلومات لأنها مشفرة.

وهذا هو الشيء الوحيد الذي نجح بالفعل في الـ30 عاما الماضية، ومن يحاولون تقويض الشيء الوحيد الذي نجح في مجال أمن الحاسوب لا يفهمون ذلك تماما، لكن معظم المطلعين يعلمون أنه لم يعد هناك نقاش في هذا المجال، إنه ليس موضوعا مثيرا للجدل.

مارلين سبايك يعتقد أن الخصوصية أصبحت أكثر أهمية للناس مع تحوّل كثير مما في حياتهم إلى الإنترنت

يبدو أن المستهلكين يهتمون بالخصوصية أكثر مما كانوا يهتمون بها في السنوات الماضية. هل لاحظت هذا؟ وما سببه بحسب رأيك؟

أمر الخصوصية أصبح أكثر أهمية للناس مع تحوّل كثير مما في حياتهم إلى الإنترنت. لقد انتهى عصر التفكير المثالي حول التكنولوجيا، ولم يعد الناس يفكرون في التكنولوجيا باعتبارها شيئا يحقق هذا الغد الأفضل والأكثر إشراقا، حيث ننظم معلومات العالم ونتصل به.

الناس الآن يفكرون أكثر في الطرق التي لا تلبي بها التقنيات احتياجاتهم. سيغنال جزء من هذا الجهد، حيث نحاول إثبات أن من الممكن تطوير التكنولوجيا بطريقة مختلفة، على طول الطريق من التكنولوجيا نفسها التي تتمحور بشكل أكبر حول احتياجات المستخدم، إلى المنظمة التي تنتج تلك التكنولوجيا، وهي مؤسسة غير ربحية ولا تدين بالفضل لأي شخص سوى مصالح مستخدمي سيغنال.

عندما يتعلق الأمر بالبيانات الشخصية، هل هناك ممارسة لجمعها تجدها أكثر إثارة للقلق؟

أعتقد أن هناك ميلا من أشخاص داخل مجتمع التكنولوجيا لمحاولة وصف ما يفعله سيغنال بأنه غير عادي، لكنني أعتقد أن ما نفعله طبيعي للغاية، سيكون من الجنون أن نجلس في غرفة لنجري هذه المحادثة بينما يجلس إلى جوارنا مباشرة شخص غريب يدوّن ملاحظات حول كل ما قلناه، وهذا ما يحدث الآن للأسف في مكالمات الفيديو.

بالنسبة لي هذا جنون. عدد قليل من الشركات لديها كمية هائلة من البيانات حول الجميع، إنها معادلة خطيرة.

هل تعتقد أن إجراءات مكافحة الاحتكار من قبل الولايات أو الحكومة الفدرالية، يمكن أن تساعد في معالجة مخاوف الخصوصية هذه؟

إنهم لا يفهمون هذه القضايا تماما، وإذا فهموها فإنهم لا يبدون مستعدين للتعامل معها. أنا متفائل أكثر بأن هناك جهدا نقابيا متزايدا داخل شركات التكنولوجيا الكبرى، من أشخاص لا يضعون فقط أهدافا مادية لأنفسهم ولزملائهم، ولكن أهدافا تتعلق بالتحكم الإبداعي والاستخدام الواعي لما ينتجون، هذا يجعلني أكثر تفاؤلا.

من الحجج الشائعة أن البيانات الشخصية تُجمع في الغالب للإعلان، لا لأغراض شائنة، وأن معظم الناس لا يهتمون بالخصوصية على أي حال. فما ردك على ذلك؟

أعتقد أن الناس يهتمون بخصوصيتهم. من المهم أن ندرك أن التغيير الحقيقي يحدث في السر. هذا يجب أن يكون صحيحا، إذا لم يكن لديك أي مساحة خاصة حقا، فإنك تضحي كثيرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى