مني النمر تكتب :حتي لا ينفذ رصيدكم

الوسطية قمة العطاء ..قمة العدالة ..قمة السعادة قال تعالى: ” ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محصورًا “. أوامر إلاهية غاية في الدقة والروعة؛ ناموس نهتدي به فى الحياة؛ مريحة هي العلاقات القائمة على الاعتدال؛ على الأخذ والعطاء؛ على عدم الاسراف والتشدد؛ فكل زائدٍ مؤذٍ؛ كل إسرافٍ مؤذٍ؛ كل تشددٍ مؤذٍ . قد يكون التشدد و الإسراف فى الدين.. العاطفة.. الرأى.. القناعات؛ والعجيب أننا قد نؤذي الكثير ممن حولنا؛ بل قد نخسرهم؛ ونؤذي أنفسنا ونحن لا ندري؛ ونحن نعتقد أننا نحسن صنعا!! .

 

إحذروا العطاء الزائد عن الحد؛ فحتما سيأتي عليك الوقت الذي لن تجد فيه ما تعطيه؛ سينفذ رصيدك؛ سينضب داخلك؛ فكن مبصرا حين تعطي؛ فالإفراط فى العطاء لا يخلق أبدا أشخاصا مخلصة؛ بل أشخاصا أنانية؛ فحافظ علي رصيدك كي لا يتفذ عطاؤك، اعطي ولكن لاتسمح لأحد أن يستخدمك.. أن يستغلك؛ لا تستنزف نفسك ومشاعرك مع الأشخاص الخطأ؛ هذه ليست دعوة للبخل فى العطاء أو الحب؛ بل هي نصيحة لتجنب الأذي؛ لإنقاذ لاروح والقلب من صدمة قد تكون تداعياتها كارثية.

 

إن أقصى أنواع التعاسة أن تعطي قلبك و حياتك لمن لا يستحق؛ وان تعطي أجمل وأجل ما فيك لأُناسٍ تحسب الهمسة والكلمة الحلوة قبل أن تقولها ..أُناس تستكثر أنفسها وأنفاسها عليك؛ فمن تعود على الأخذ لن يستطيع أن يعطي؛ فاهرب من هذه النوعية من العلاقات لأنها مؤذية؛ وعود نفسك أن تعطي بإتزان وألا تسرف فى العطاء؛ فكل إسراف أذي؛ وكل زائد مؤذ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى