«مقام سيدي الشلوت»

بقلم/ محمد الجداوي

استقر أحد مشجعي كرة القدم بإحدى القرى النائية بعد صولات وجولات بمراكز المحافظات المجاورة دون جدوى، وبعد مرور عدة أيام بتلك القرية، بدأ الأهالي يتسألون فيما بينهم عن ماهية هذا الرجل الغامض بسلامته، ولازال الصمت يُغلف أسلوب تعامل المشجع مع أعين المارة.

وذات يوم استيقظ أهل القرية على ضجيج يملأ الأذان، وعندما خرجوا إلى الشوارع وجدوا زوار من خارج القرية التي يقيمون بها يتمسحون بأحد المقامات التي أقامها الوافد الجديد، والذي أطلق عليه «مقام سيدي الشلوت»، ويدفعون له أموالاً طائلة للتبرك بهذا «المقام المجهول».

بعد عدة شهور ذاع صيت هذه القرية المغمورة، لتتحول إلى مزار شبه دائم من شتى المحافظات، حتى قرر أهلها تغيير اسمها لقرية «الشلوت»، تبركًا بصاحب المقام، فيما سيطر صاحب فكرة المقام على مقاليد الأمور بالقرية في غضون فترة وجيزة، رافعًا شعار: «خد شلوت تعيش مظبوط»، في الوقت الذي ظهرت عليه مظاهر الترف والثراء الفاحش.

مرت الأيام والشهور، وفي أحد الأيام ترك «المشجع المجهول» القرية بلا عودة، وعندما تأكد الأهالي من رحيله نهائيًا، قرروا نبش المقام الذي تكسب منه الرجل الغالي والنفيس، بينما كانت هناك مفاجأة في انتظارهم من العيار الثقيل، لافتة مكتوب عليها: «حظ سعيد المرة القادمة.. لا للتعصب».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى