من الحكام لمخرجي المباريات.. ملامح ساحات جديدة للصراع بين جماهير الأهلي والزمالك

كتب/إبراهيم محمد

مصر كلها يحركها “ترند”، هكذا علق مدير تحرير مجلة الأهرام الرياضية المصرية محسن لملوم على استبعاد محمد نصر الدين من إخراج المباراة المنتظرة في نهائي دوري أبطال أفريقيا بين قطبي الكرة المصرية: الأهلي والزمالك.

وجاء قرار التلفزيون المصري استبعاد نصر الدين بعد حملة دشنها جمهور الزمالك على مواقع التواصل الاجتماعي لمنعه من إخراج المباراة بسبب انتمائه المعروف للنادي الأهلي.

ثم تلاه اعتذار المخرجة إيناس عثمان صاحبة الواقعة الشهيرة بعدم إعادة لقطة الهدف الملغى للفريق المغربي نهضة بركان أمام الزمالك بنهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية العام الماضي، نتيجة هجوم الجماهير الأهلاوية واتهامها بمجاملة الزمالك الذي تشجعه.

ما حدث مع نصر الدين وعثمان يلخص ما تشهده الحياة الكروية المصرية من صراع بين جماهير الأهلي والزمالك خارج الملعب، وهو صراع اشتدت ضراوته بعد وصول الفريقين إلى نهائي دوري الأبطال.

فقد اتخذ الصراع أشكالا متعددة من قبل المشجعين لاستبعاد كل من ينتمي لأحد الفريقين عن إخراج المباراة أو حتى التعليق عليها أو الحكام الذين يشكون في انحيازهم ضد ناديهم.

ويدشن الطرفان وسوما لذلك تلاقي انتشارا واسعا وربما تنعكس على قرارات الأندية والمسؤولين عن الرياضة في مصر.

الجزيرة نت ترصد أهم ملامح ومشاهد هذا الصراع المتجدد خارج الملعب.

شائعات غير أخلاقية

ووصلت الحرب -باقتراب المباراة النهائية بين الفريقين- مداها بشكل رآه الكثير من النقاد والمتابعين مجافيا لأبسط قواعد الأخلاق والإنسانية، وذلك بعد أن بدأ بعض الصحفيين المنتمين للزمالك في إطلاق شائعة إصابة حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر محمد الشناوي بفيروس كورونا.

وبدأت القصة بخبر كتبه صحفي -وهو يعمل معدا بقناة الزمالك- في الصحيفة التي يعمل بها يتحدث عن إصابة حارس الأهلي بفيروس كورونا، وما لبثت أن نقلتها كل المواقع المنتمية للزمالك، وشاركتها على نطاق واسع حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لا تخفي انتمائها للفريق الأبيض.

وقد خرجت إدارة الأهلي ووكيل الشناوي لينفيا الخبر، وليؤكدا انتظام الحارس في تدريبات الفريق استعدادا للمباراة، وخرج لاعبون قدامى للأهلي ينصحون جماهيرهم بعدم الإنصات لتلك الشائعات المغرضة وغير الأخلاقية.

مطاردة المعلقين

وخاض الجمهوران معركة جديدة تتمثل في شن حملات على المعلقين على المباريات الذين يشعرون بميلهم لصالح أحد الفريقين أثناء تعليقهم، حتى لو كانت بكلمة مثلما حدث مع المعلق الرياضي بلال علام.

فقد ثارت ثائرة جماهير الزمالك حين مدح المعلق لاعب الأهلي حسام غالي وقبله محمد أبو تريكة، ثم قال “هناك أندية تحسب الكباري إنجازات”، والكوبري بمفهوم مشجعي الكرة المصريين هو المراوغة بتمرير الكرة من بين قدمي اللاعب المنافس.

واعتقد مشجعو الزمالك بأن المعلق يُعرض بفريقهم، وزاد اعتقادهم رسوخا احتفاء جماهير الأهلي بما قاله علام ووصفوه بـ”قاصف الجبهات”، وضغط جمهور الزمالك حتى نجح في إقصاء علام عن التعليق على مباراة الزمالك ونظيره الرجاء المغربي في دور نصف النهائي من بطولة أفريقيا للأندية الأبطال بقرار من إدارة قناة تايم سبورت الأرضية المصرية.

الأمر نفسه تم مع حارس مرمى الأهلي الأسبق والإعلامي أحمد شوبير حيث احتفت جماهير الزمالك بقرار استبعاد أحمد شوبير من التعليق على مباريات الزمالك.

وامتدت حرب استبعاد المعلقين لتصل إلى معلق “بي إن سبورتس” أحمد الطيب الذي علق على مباراة المنتخب المصري ونظيره التوغولي في إطار تصفيات كأس الأمم الأفريقية.

ورأى جمهور الأهلي أن الطيب -المعروف بزملكاويته- يجامل لاعبي الزمالك بالمنتخب، ويعظم من أي لعبة يلعبونها، ويقلل من لاعبي الأهلي أثناء التعليق، ودخلت الجماهير الزملكاوية على الخط ودافعت عن الطيب ووصفته بالمعلق المثقف.

استبعاد الحكام

ولم تترك الجماهير مجال الاعتراض على الحكام الذين يرونهم متحاملين على فريقهم لصالح المنافس، ويضغطون من خلال مواقع التواصل لاستبعاد الحكام خاصة في المباريات المهمة.

ومن أمثلة ذلك نجاح جماهير الأهلي في الضغط لمنع الحكم إبراهيم نور الدين من إدارة مباريات فريقها بعدما رأوا أنه كان متحمسا للغاية عند احتسابه ركلة جزاء ضد الأهلي لصالح نظيره الاتحاد السكندري وكأنه سعيد بالقرار، حسبما وصفوا.

ونجحت أيضا في استبعاد الحكم أمين عمر من إدارة لقاء الأهلي وبيراميدز في إحدى مباريات بطولة الكأس العام الماضي.

وقبلها استطاعت جماهير الزمالك الضغط لاستبعاد الحكم محمود عاشور من إدارة مباريات لفريقهم، بل ومن تحكيم كل مباريات الدوري لفترة.

قادة التعصب

الصحفي الرياضي محمود راضي يرى أن إشعال الحرب بين جماهير الفريقين، ومن ثم إدارتي الفريقين، يتم لسببين لا ثالث لهما، أحدهما تجاري والآخر لدعم جبهة داخل أي ناد على حساب جبهة أخرى.

وأشار راضي في حديثه للجزيرة نت إلى أن السبب التجاري يقف وراءه القائمون على الحسابات المنتمية للفريقين على مواقع التواصل والمواقع الإلكترونية، الذين يبحثون عن زيادة التفاعل وبالتالي الزيارات التي تجلب في النهاية أرباحا للقائمين عليها.

وثاني الأسباب -يكمل راضي- يتمثل في الجبهات المتنافسة داخل الناديين التي تنتظر أي هفوة أو تهور ربما يضعف من موقف الإدارات الحالية لاستغلالها ضدهم في الانتخابات القادمة، ولكن الكارثة أن كل ذلك يزيد من التعصب، بل يؤجج نار العداوة بين جماهير الناديين، على حد تعبيره.

دور النظام

في حين يرى الناشط السياسي محمد حمدي أن النظام الحاكم يقف أو على الأقل راض عما يحدث من اشتباك يصل لمرحلة الحرب على مواقع التواصل، والتي تأخذ جزءا من اهتمام الناس بعيدا عن قضايا معيشية هامة.

وأضاف حمدي للجزيرة نت أن هناك كثيرين يرون أن رئيس أحد الأندية الكبرى تسانده شخصيات في أجهزة نافذة لقيادة هذا الاشتباك وتجديده كلما كانت هناك قضايا يريد النظام صرف نظر الناس عنها ولو جزئيا.

تفوق للأهلي

ويتفوق الأهلي على الزمالك في عدد البطولات المحلية والقارية، ويسبق “المارد الأحمر” أيضا في عدد المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي حسب تقرير لموقع “النتائج الرياضية” (Results Sports).

ويمتلك الأهلي نحو 25 مليون متابع على مواقع التواصل مقابل أكثر من 11 مليون متابع للزمالك في المركز الثاني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى