هل المدن الذكية أكثر قدرة على مواجهة جائحة كورونا؟.. تساؤل تجيب عنه قمة الدوحة

كتبت/ هالة فاروق

تنطلق في الدوحة غدا فعاليات قمة الدوحة للمدن الذكية، وهو المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة الذي تنظمه مؤسسة مشيرب العقارية بهدف البحث في مفهوم المدن الذكية، ودورها خصوصا في أوقات جائحة فيروس كورونا المستجد وما بعدها.

و”قمة الدوحة للمدن الذكية” هي قمة افتراضية تضم الخبراء والمهنيين والجمهور للنظر في مستقبل المدن الذكية، بتوجيه من المبتكرين والمطورين المتخصصين في التقنيات الرائدة التي ستؤثر في قطاع العقارات ونمط العيش في المدن الذكية.

وتعد قمة الدوحة للمدن الذكية فرصة مهمة لقادة الصناعة والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات لمشاركة الأفكار والبحث في الموضوعات ذات الصلة، والعمل على وضع إطار يحدد توجهات المدن الذكية في المستقبل، كما يشكل المؤتمر منصة فريدة للاستماع إلى آراء وتجارب المبتكرين ورواد التكنولوجيا والمطورين بشأن الحلول التكنولوجية وأثرها في قطاع البناء والعقارات.

وتؤكد هذه القمة مدى التزام مؤسسة مشيرب العقارية بتبني ممارسات الاستدامة والمدن الذكية وتعزيز مكانتها بين المدن العالمية، كما تعكس جهودها في دعم رؤية قطر الوطنية 2030 من أجل تحقيق التنمية المستدامة الشاملة للمجتمع القطري، وكذلك تعزيز مكانة قطر كدولة رائدة في تمكين الشراكات الهادفة التي تعمل على خدمة المجتمعات والأوطان.

وتركز القمة على أهمية الاستفادة من التقدم التكنولوجي في إنشاء المدن وأثرها في جودة حياة السكان ومستوى الأمن والسلامة الذي توفره، كما تشهد القمة حلقات نقاشية بمشاركة خبراء ومتخصصين للبحث في عدد من الموضوعات أهمها الأمن السيبراني في المدن الذكية وأهمية إضافة الذكاء الرقمي إلى حياة السكان، في حين تبحث الجلسة الثانية في موضوع التنقل واستخدام المركبات ذاتية القيادة وكيف تقدم المدن الذكية نموذج أعمال جديد لوسائل النقل.

وتعقد الجلسة الثالثة تحت عنوان “الابتكار والاستدامة.. من التحول في نمط الحياة إلى تغير المناخ”، في حين تختتم القمة بجلسة خاصة عن استعداد المدن الذكية لمواجهة جائحة ما، وكيف يمكن لمدينة أن تصمد في حالة الإقفال التام، ومدى جهوزية المدن الذكية للتعامل مع الجائحة وغيرها.

وخلال جائحة كورونا أثبتت المدن الذكية كفاءة أفضل في توفير الخدمات للسكان خصوصا في حالات الإغلاق التام أو الجزئي، فالمدينة الذكية مؤهلة لتوفير خدمات التعليم عن بعد، وإتمام عمليات الدفع الإلكتروني بسهولة وأمان، وتوفير الدعم اللازم للشركات حتى يعمل موظفوها عن بعد بسلاسة ودون انقطاع، فضلا عن استخدام الروبوتات والسيارات ذاتية القيادة التي تقوم بالعديد من الأعمال وتحدّ من التواصل البشري.

وأكدت مريم الجاسم مديرة الاتصال في مؤسسة مشيرب العقارية أهمية قمة المدن الذكية في الدوحة، خاصة في ظل الظروف الحالية التي يعيشها العالم جراء جائحة كورونا، مشيرة إلى أن مشيرب قلب الدوحة المدينة الذكية المتكاملة أثبتت قدرتها على تلبية متطلبات العصر والتعامل مع أي طارىء عن طريق إيجاد الحلول الملائمة للمشكلات.

وترى الجاسم -في حديث للجزيرة نت- أن مشروع مشيرب قلب الدوحة يعد الاستدامة إحدى أهم الركائز الرئيسة في المشروع عن طريق المحافظة على الموارد الطبيعية وجودة التصميم، مشيرة إلى اعتماد تصميم جميع المباني في المشروع بحيث تكون جدرانها أكثر سماكة، وكذلك تم اتباع طرق خاصة يستفاد بوساطتها من الظلال التي توفرها المباني المتقاربة، مما يسهم في تبريد البيئة المحيطة.

ولفتت الجاسم إلى أن المدن الذكية تتطلب بنية تحتية للاتصالات مستقرة وآمنة، وموثوقا بها وقابلة للتشغيل، فضلا عن المحافظة على الموارد وحماية البيئة وترشيد الطاقة عن طريق خفض معدل استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 60% والإسهام في استخدام الطاقة النظيفة.

وتعد مدينة مشيرب قلب الدوحة أول مشروع مستدام لإعادة إحياء وسط مدينة مشيرب بأحدث وسائل الاتصال وتكنولوجيا المدن الذكية، فمشيرب قلب الدوحة تعد مشروعا حيويا متعدد الاستخدامات يعتمد معايير التنمية المستدامة ويوفر مرافق حيوية لسكانه وزوّاره، فقد حولت المدينة المدن الذكية من مجرد فكرة ومفهوم إلى عنصر مهم ورئيس في عملية تحول المدن.

والمدينة الذكية المستدامة هي مدينة مبتكِرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة، وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الأجيال الحالية والمقبلة في ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية.

وكانت التجربة الأولى لفكرة المدن الذكية عام 2000، إلا أن النماذج الناجحة لها ظهرت بداية 2011 مع الانتشار الواسع للأجهزة والنظم الذكية لدى كل فئات المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى