محللون: تحول المواجهات بإثيوبيا إلى حرب إقليمية أمر مستبعد.. وهذه الأسباب

تتواصل المواجهات العسكرية الدائرة في إقليم تيغراي شمال إثيوبيا، وسط مخاوف من أن تتوسع هذه الحرب إقليميا، خصوصا بعد أن قصفت جبهة تيغراي العاصمة الإرتيرية أسمرا بالصواريخ.

وسبق أن أقر رئيس إقليم تيغراي دبريصون جبر ميكائيل بأن قواته قصفت العاصمة الإريترية بالصواريخ، مشيرا إلى أن ذلك جاء كرد على هجوم قال إن قوات إريترية شنته على المناطق الحدودية.

الجالية استطلعت آراء عدد من المحللين المهتمين بشأن هذه الحرب، للتعرف على ما إذا كانت هذه المواجهات ستتجاوز الخريطة الإثيوبية أم أنها ستبقى في نطاقها.

مغامرة غير محسوبة

بالسؤال إلى الباحث الدكتور عمر زرآى عما إذا كانت إريتريا مستعدة لإعلان الحرب على جبهة تيغراي، فقال إن أسمرا لن تغامر باتخاذ هذه الخطوة، وهي الدولة التي خرجت للتو من عزلة إقليمية ودولية.

وأشار إلى أن هذا لا يعني عدم انخراط إريتريا في المواجهات الدائرة، مبينا أن قوات أديس أبابا لم يكن لها أن تستولي على بعض المناطق إلا بمساعدة من إريتريا.

واتفق مع هذا الرأي محرر موقع عدوليس الإريتري جمال همد الذي قال إن إريتريا ليست مستعدة حاليا لا اقتصاديا ولا بشريا لخوض غمار حرب مفتوحة ضد جبهة تيغراي.

وأوضح أن دورها قد يتمثل في تقديم تسهيلات لوجستية واستخبارية  للحكومة الإثيوبية، باعتبار أن من مصلحة أسمرا إضعاف الجبهة التي تعتبرها عدوها اللدود منذ أن كانت في سدة السلطة بإثيوبيا.

أهداف قصف أسمرا

وبالسؤال عن الأهداف التي أرادت الجبهة تحقيقها بقصفها العاصمة أسمرا، يقول الكاتب عبد الواسع شفا إن الهدف يكمن في محاولة فتح منافذ قتالية على المدى القريب، وإخراج المواجهات العسكرية الإثيوبية من نطاقها الجغرافي بهدف لفت أنظار المجتمع الدولي، وانتقاما من أسمرا التي أظهرت عداء واضحا لجبهة تيغراي.

وأوضح أن محاولات جبهة تيغراي توسيع رقعة المعارك قد تسهم في تخفيف الضغط عليها عبر تدخل المجتمع الدولي، وجعل جلوس الأطراف على طاولة المفاوضات أمرا لا يحتمل التأخير.

بموازاة ذلك، يرى الباحث في الشأن الأفريقي جمال سعيد أن جبهة تيغراي في حاجة لتأمين خطوطها الخلفية في حال طالت المواجهات مع الحكومة الفدرالية، وفسر ذلك بقوله إن الجبهة تخوض الحرب في أسوا ظرف وأضعف حلقة، لذا فهي ترى أن الجبهة الإريترية قد تكون ملاذا لتأمين وصول المعينات العسكرية واللوجستية، بسبب تشابه التركيبة السكانية بين إقليم تيغراي والحدود الجنوبية لإريتريا.

وأوضح أن المواجهة الشاملة مستبعدة بين الجبهة وقوات أسمرا، وأن فرص احتواء الأزمة أكبر، ولا سيما أن المجتمع الدولي بات محرجا أمام تداعيات الحرب المتمثلة في مزيد من اللاجئين.

من جهته، يرى الناشط السياسي محمد تانجبا أنه من المستبعد أن تأخذ المواجهات العسكرية طابعا إقليميا، موضحا أنه كلما اشتد الخناق على الجبهة فإنها ستندفع باتجاه حدود إريتريا لكسر الطوق وفتح منافذ جديدة.

وبشأن الدور السوداني المتوقع، قال تانجبا إن الخرطوم قد تتضرر بسبب اللاجئين، إلا أنه ليس لديها أي مصلحة في المشاركة في هذا الصراع أو دعم أحد طرفيه، خصوصا أن الخرطوم تمر بظروف حرجة للغاية وغير مستعدة لأي حرب تأخذ بعدا إقليميا، في حين تغرق بقية دول المنطقة في مشاكلها الخاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى