بين خوف ورجاء

بقلم السيد الجمل

تنسدل أشعة الشمس الذهبيه وقت الغروب معلنة انتهاء اليوم ويأتى ضوء القمر وكأنه يستتر مما اشعر به . فعندما أرى الغروب ينقبض قلبى حيث لا أدرى، اارى شعاع الشمس من جديد أم ستشرق وانا فى عالم آخر .لا اتوهم بل هى الحقيقه فهى سويعات اعيشها بين رجاء وخوف. رجاء ان أحيا وبين خوف من شبح الموت الذى طالما اتذكره بين الحين والآخر، ولكنها دقائق فاصله بين هذا وذاك .

انظر فى مرآتى فاجد شخصا غير الذى اعرفه شخصا رسمت تجاعيد الزمن فى وجهه خريطه المآسى وأصبحت التجاعيد كوديان قاحلة جدباء ، قد تغيرت ملامحه وكيف لا تتغير واهوال القدر تأتى تباعا فجسدى المنهك لا يقدر على تحمل تلك الأعباء. فلقد انهكه التعب وآلمه المرض والفزع مما ينتظرني. كنت اتمنى اليوم الذى أحقق فيه ولو جزء يسير من ذاتى.

انظر إلى عقارب الساعة وكأنها تطاردنى وكأن عقاربها تبارزنى، وتقول هيا هذه الثانيه مرت ولن تعود . افرح فلقد مرت الساعة مسرعة ولم تذهب حيث تخاف. وتمر دقيقة تلو الأخرى وساعة تلو الساعة وانا أترقب وكلى امل.

وعندما انظر إلى بعض البشر من المحيطين حولى أتفادى صدماتي بهم ، صنعت قلباً جديداً من قطعة حجر حتى لا يصعب على دموعهم حينما يستغيثون بى، فاستغاثتهم دائما تكون لمصلحتهم ودموعهم كدموع التماسيح الجائعه لتصعب على الفريسه وتنقض عليها دموعا كوابل المطر لكنها كاذبه، وقد عانيت مرارا وتكرارا من مثل هذه الصرخات الملويه كالحية ملمسها ناعم وسمها قاتل فقررت ان استبدل القلب بحجر حتى أقوى على مواجهة تلك الحياة الزائفه.
وكثيراً ما تدفعنى الحياة بمأسى لا استطيع التخلص منها إلا بمزيد من المأسي.

والإقتراب من الموت يدفعنى لاكون أكثر جرأة في مواجهة حياتى ، فالموت يستنهض صور الحياة بداخلى ويدفعنى دائما أن اعيد صياغة بعض امورى ويجعلنى فى كثير من الأحيان أكثر إحساسا بالحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى