«شخاليل للبيع»

بقلم: محمد الجداوي

بعد مرور دقائق معدودة أو مع دودة «إيموشن بيضحك»، مر على رصيف نمرة خمسة بائع «روبابيكيا»، وظل يُنادي «بيكيا.. بيكيا»، وتنتظره هناك سيدة تنظُر إليه من «بلكونة» منزلها، لتسأله: بقولك إيه يا معلم هي الجمعة البيضا امتى؟، فيتعجب المعلم حسونة من تساؤلها: «يا حاجة أم أيمن النهاردة التلات سلامة الشوف»، فترد: «ما أنا عارفة يا أخويا.. أنا قصدي على الخصومات.. معندكش خصم؟»، فيضحك عم حسونة من غُلبه طبعًا، ويردد: «استغفر الله العظيم يارب اصطبحت بوش مين النهاردة؟».
وفي الجهة المُقابلة لبلكونة الست أم أيمن، توجه أم ميري نداءً عاجلاً إلى بائع الروبابيكيا: «هات الترابيزة اللي معاك دي يا معلم وهاود معانا فيها عشان جهاز البت»، ليرد عليها حسونة: «من غير فصال دي عاملة 120 جنيه»، وهديلك معاها مفرش فوق البيعة كمان، عشان خاطر عروستنا.
ويستكمل البائع السريح مسيرته اليومية باتجاه حارة الشيخ شفيع، ليُنادي بصوته الجهور: «أي حاجة قديمة للبيع.. بيكيا بيكيا»، ثم تتلقفه نساء الحارة ما بين تعالى خد الكراكيب اللي عندنا فوق، وبكام المكنسة القديمة دي؟، والمرة الجاية هنقضلك الدولاب، وأخرى تؤكد تخلصها من كركبة المطبخ، وسعاد تبحث عن حل لزحمة البلكونة.
وبينما يدور المشهد بصورة ديناميكية، يظهر شاب دون العشرين ليوزع عليهن «بروشور» لافتتاح «أسواق عبدالهادي» بالشارع الجديد، فتتلهف السيدات على التعرف على عروض الافتتاح، وتترك عم حسونة في حيرة من أمره، هو الروبابيكيا، مكسبها أحسن ولا بتوع عروض الهايبرات؟، ثم يسرح بخياله: «زمان كان عندي عربية بطاطا، حولتها لتين شوكي، وبعدين بعت عليها ترمس، ولما مجبتش همها قلبتها بتاع عرقسوس وسوبيا وتمر، أنا شايف إني لازم أغير وأجيب تروسيكل ده اللي هياكل مع الزباين».. ثم يستفيق عم حسونة من غفلته للواقع على صوت أم لُبنى: «هتجيب امتى هدوم للمولود؟»، ليرد المعلم: «هبقى اعملك منشن قبل ما أجي أو انبوكس».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى