المحطة النووية العائمة الروسية تزود شبكة التدفئة المركزية بالطاقة الحرارية

كتب / عبدالرحمن خالد

حصل الحي السكني الخامس بمدينة بيفيك في شبه جزيرة تشوكوتكا الروسية، على أول دفعة من الطاقة الحرارية التي أنتجتها محطة الطاقة النووية العائمة المتمركزة في ميناء بيفيك (وهي مشروع تشرف عليه شركة “روس إينيرغو آتوم” التابعة لشركة “روساتوم” الحكومية الروسية للطاقة النووية).

وقال فيتالي تروتنيف، رئيس قسم بناء وتشغيل المحطات النووية العائمة لتوليد الطاقة الكهروحرارية في شركة “روس إينيرغو آتوم”: “حتى الآن كانت المحطة النووية العائمة تنتج الطاقة الكهربائية فقط، لكن من اليوم اصبحت توفر منتجين، هما الطاقة الكهربائية والطاقة الحرارية.” وأضاف “أود التذكير بأن المحطة النووية العائمة صممت بالأصل لتحل محل محطة “تشاون” أقدم محطة للطاقة الحرارية تعمل بالفحم في شبه جزيرة تشوكوتكا التي أدخلت في الخدمة عام 1944″
أصبح الحي الخامس في مدينة بيفيك جزءا مما يسمى بـ”النظام المغلق” لإمدادات المياه، وذلك بعد توصيله بالمحطة النووية العائمة. وتعتمد بيفيك تقليديا على “النظام المفتوح” حيث تأتي المياه الساخنة للشقق مباشرة من شبكة التدفئة، ويأتي الجانب السلبي لنظام التدفئة هذه، انه في حال انقطاع الكهرباء يتوقف تدفق الماء الساخن أيضا.
وسيتم ربط باقي أحياء المدينة بشبكة المحطة النووية العائمة على مراحل، طبقا لمستوى جاهزية شبكات التدفئة في المدينة لذلك، حتى تتمكن المحطة النووية العائمة في المستقبل القريب من العمل بدلا من محطة “تشاون” بالكامل.
والجدير بالذكر أن المحطة النووية العائمة في بيفيك تم تشغيلها في 22 مايو 2020 لتصبح رسميا المحطة الـ11 لتوليد الطاقة النووية في روسيا والمحطة الأقصى شمالا في العالم. حيث أنتجت أكثر من 57 مليون كيلوواط/ساعة من الكهرباء، منذ توصيلها بالشبكة.

وتبلغ القدرة الكهربائية للمحطة 70 ميجاواط فيما تصل قدرتها الحرارية إلى 50 جيجا سعرة لكل ساعة.
وتغطي محطة الطاقة النووية العائمة حاليا حوالي 30% من احتياجات شبكة “تشاون-بيليبينسكي” في الطاقة، ومستقبلا ستلبي الطلب المتزايد على الكهرباء في شبه جزيرة تشوكوتكا كلياً، حتى تصبح مصدرا موثوقا للطاقة ليس لمدينة بيفيك وحدها، بل للمنطقة بأكملها.

 

نبذة عن “روساتوم”

تعتبر “روساتوم” الشركة الوحيدة في العالم التي تتوفر لديها كافة الموارد والكفاءات اللازمة لتقديم حلول ناجعة عبر سلسلة الإمداد لإنتاج الطاقة النووية. تمتلك الشركة مجموعة واسعة من الأصول، بما فيها الأصول في تصميم وبناء وتشغيل محطات للطاقة النووية، وتعدين وتحويل وتخصيب اليورانيوم، وتوريد الوقود النووي وإخراجه من الخدمة وتخزين الوقود المستهلك ونقله والتخلص الآمن من النفايات النووية. وتشارك “روساتوم” أيضا في تصنيع المعدات ومنتجات النظائر المشعة لتلبية احتياجات الطب النووي والبحث العلمي وعلوم المواد، فضلا عن تصنيع المنتجات الرقمية ومختلف المنتجات المبتكرة النووية وغير النووية. تتمثل استراتيجية الشركة في تطوير مشاريع توليد الطاقة منخفضة الكربون، بما في ذلك في مجال طاقة الرياح. وتضم مجموعة “روساتوم” حاليا أكثر من 300 شركة ومؤسسة يعمل فيها أكثر من 250 ألف موظف.

 

 

يحتفل قطاع صناعة الطاقة النووية في روسيا بعيده الـ75 هذا العام. وقد كانت روسيا ولا تزال دولة رائدة في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. وفي 1954، دشن العلماء الروس أول محطة لتوليد الطاقة النووية، واليوم تمتلك “روساتوم” ثلاث وحدات طاقة مجهزة بأحدث المفاعلات النووية من الجيل الثالث المطور. وظهرت خلال ثلاثة أرباع القرن الماضية في العديد من البلدان وحدات طاقة نووية وذلك بفضل الصناعة النووية، وحتى اليوم تحتفظ “روساتوم” على ريادتها من حيث حجم محفظتها للمشاريع الأجنبية. ولدى الشركة أسطول من كاسحات الجليد النووية يعد الوحيد في العالم، وأقوى مفاعل نيوتروني سريع. وكذلك تساهم الشركة في عمليات الرقمنة والطب النووي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى