“اليوم” هو “الغد” الذي كنت قلقا عليه “بالأمس”..

كتبت / خلود هاني

يتخبط المرء كثيراً طوال حياته، ويظل يبحث عن ذاته في رحلة يومية أشبه ما تكون برحلة “أسطورة سيزيف! ”
سيزيف كان أحد أكثر الشخصيات مكراً بحسب الأساطير الإغريقية، حيث إستطاع أن يخدع إله الموت “ثانتوس” مما أغضب كبير الآلهة (زيوس)، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت الصخرة إلى الوادي مرة اخرى، فيعود إلى إصعادها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، فأصبح رمز العذاب الأبدي.

 

في ظل تلك الرحلة والتوتر المصاحب لها ومع الحمل الزائد لأعباء الحياة قد يكون من الصعب الحفاظ علي السلامة النفسية وصحة عقلك وقلبك، حيث ان التفكير بشكل مُفرط فى الأحداث الماضية التى لا يمكن تغييرها يسمى “الإجترار” الذى لا قيمة له، ويزيد من التوتر والقلق والأفكار السلبية.
في هذه المقالة سنحاول سوياً ان نجد حلولاً بسيطة قد تعطينا طاقة إيجابية لمجابهة أعباء الحياة المتلاحقة وما يصاحبها من طاقة سلبية.

١- قد تبدو المهام اليومية كالعمل والاعمال المنزلية.. الخ و كأنها لا تنتهي ولكن حاول دائما تخصيص وقت يومي لنفسك؛ لتمارس فيه هوايتك المفضله، أو تختلي بنفسك في مكانً هادئ، او حتي تجلس في شرفتك مستمتعاً بأغانيك المفضلة ومشروبك المنعش!

٢- أحيانا يسيطر علينا هاجس التفكير الزائد الذي قد يتحول الي شيئ سلبي لا تستطيع التخلص منه أو السيطرة عليه، في تلك الحالة حاول السير لمسافات طويلة علي ضفاف النيل – مع إتباع اجراءات الوقايه بالطبع – أو في مكانً هادئ أو ممارسة الرياضة المنزلية مما قد يساعدك في التخلص من التفكير الزائد.

٣- ابتعد قدر الامكان عن مصادر الطاقه السلبية و الإحباط، حيث يختلف الأشخاص في ردود أفعالهم تجاة الأحداث المحيطة فالبعض قد يفزع ويتوتر ويبدأ في التأثير علي الآخرين لا إراديًا من خلال كتابة المحتوي السلبي علي صفحاتهم في مواقع التواصل الإجتماعي أو غيرها من القنوات المشابهة، لذلك حاول الإبتعاد قدر المستطاع عما قد يؤثر عليك سلباً.

٤- أستغل عطلة نهاية الإسبوع في الجلوس في المنزل للتحدث مع عائلتك أو التواصل مع أصدقائك أو إراحة جسدك من أعباء الأسبوع المنصرم وحاول التخلص من كل الأحداث السيئة التي مررت بها في أسبوعك. شاهد أفلامك المفضلة أو حتي أستكشف أفلاماً لم تشاهدها من قبل أو أنواع من الموسيقي لم تستمع لها في السابق.

٥- حاول دائما مشاركة ما تشعر به مع مَن تثق بهم مِن المقربين منك، أو حتي حاول التعبير عن مشاعرك لنفسك عن طريق الكتابة، لا تقمع مشاعرك أو ما يجول بعقلك داخلك ، من المهم إخراج الأشياء من صدرك عندما تشعر أنها تثقل كاهلك، لذا حاول التحدث إلى صديق حتى تشعر بالتحسن.

و أخيراً دعني أخبرك عن أهم نصيحه ألا وهي “محاولة الإستمتاع بالأشياء البسيطة وتقديرها، أيضاً أن تحب ذاتك وأن تثمنها ولذلك لا تُحمل نفسك ما يفوق طاقتها! ”

و أود أن أنهي مقالتي بجملة من إحدي أغانيي المفضلة “بكرة بيخلص هالكابوس وبدل الشمس بتضوي شموس”
تذكر دائما أن كل ما يؤرقك اليوم سيكون في الماضي البعيد أمساً .
وأعلم جيدًا أن : (“اليوم” هو “الغد” الذي كنت قلقا عليه “بالأمس”.. فلا تجزع وأستمر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى