تاثير الميديا على جيل ناشئ

بقلم / أحمد القاضي

تاثير الميديا على جيل ناشئ تربية النشأ وتقديم جيل محترم للمجتمع هي مسئولية تضامنية مشتركة بين كل اطراف المجتمع ويشمل ذلك الأسرة والمدرسة وكذلك البيئة المحيطة..
فمنذ بدء الخليقة وتربية الابناء تبدأ بالأسرة الصغيرة من خلال الأب والأم ويتجلى ذلك في التربية والنصح والتوجية والإرشاد إلى ان تتولى المدرسة استكمال تلك المسيرة حتى المرحلة الجامعية وبعدها يخرج العنصر البشري لبدء حياته العملية ، ومع بداية الألفية الجديدة ظهر جليا انتشار وسائل الإعلام وتبعها وسائل التواصل الاجتماعي ، ونتيجة لتوغل تلك الوسائل داخل مجتماعتنا وعدم قدرة الاسرة على مجابهتها توارى دور الاسرة للاسف وتقلدت تلك الوسائل زمام التربية للابناء ورأى الاب والام في تلك الوسائل ملاذا للهروب من صداع ومشاكل الابناء ووسيلة سهلة للالهاء عن صداع التربية والتوجية ومن ثم يسقط الابناء في غيابات الميديا ونكتشف مع الوقت ان الذي يربي هو الدش والموبايل والانترنت ولا دور للاب والام سوى دفع الاشتراك الشهري ..
وكي اكون متسقا مع فكري فليس كل ما تبثه هذه الوسائل هو هراء او خراب ولكن غالب الاغلب انه كذلك حيث ان غياب الرقابة قد يؤدى بمحرك البحث عن فيديوهات ومقالات ليس لها قيمة ولا تقدم ريثما اضافة لعقلية الباحث – فلابد من تقديم وسائل ارشادية واسترشادية لهذا الجيل منذ نعومة اظافره بداية من دور الحضانة في زرع اساس يؤكد انه ليس كل ما تراه على الانترنت يناسب اخلاقيتنا وعادتنا وتقاليدنا وكذلك ابلاغ الاسر بتوجهات واهتمامات الطفل من البداية لان التعليم في الصغر هو نقشا فعليا على الحجر وعلى منتجي الافلام والكليبات والاعلانات مراعاة الضمير والمهنية فيما ينتجوه ويبثوه على مسامع ابناءنا وانتقاء المناسب فلقد اختفت الرقابة على المصنفات تماما من اداء دورها بعدما اقتصرت فقط على قنوات التليفزيون المصرى التي لا يشاهدها احد وبعض دور العرض السينمائية بينما كل المشاهد والالفاظ التي يتم حذفها من خلال مقص الرقيب تبث فورا وفي الحال على الميديا الموازية وتحقق مشاهدات بالملايين وكأن ما تمنعه بيمينك تسمح به شمالك – فلا يعقل ابدا ان تكون قدوة معظم الجيل الحالي ومثله الاعلى ممثل دوما يظهر في دور المجرم او مدمن الخمر والمخدرات وان شكل بطل السينما الهيرو او الوسيم يستبدل بالبلطجي القبيح أو الافاق الوضيع الذي يسترد حقه بالسلاح كما انه يرقص به في الافراح الشعبية امام الراقصة الخليعة.
كذلك غير مقبول ان يتم استبدال الالحان الموسيقية التي تطرب الاذن بموسيقى الرقع والتخبيط والمهرجانات ويكون الذوق المنحط هو السائد في المجتمع بينما الذوق الراقي منبوذا ومرفوضا ان انحطاط الاخلاق وانهيار المبادئ سوف تؤدي لا محالة لانهيار جيل كامل سوف يكون هو القائد فيما بعد سيكون ابا شاذا فكريا او ام فاشلة تربية اخيرا تذكروا .. “انما الامم الاخلاق ما بقيت .. ان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا” الله من وراء القصد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى