فى الذكرى الـ46 لانتصارات أكتوبر

بقلم / أيمن حافظ عفرة

الحرب أعادت للأمة العربية كرامتها
رسمنا على القلب وجه الوطن
نخيلا ونيلا وشعبا أصيلا وصناك يا مصر طول الزمن
ليبقى شبابك جيلا فجيلا
على كل أرض تركنا علامة
قلاعا من النور تحمى الكرامة عروبتنا تفديك القلوب
ويحميك بالدم جيش الكنانة
وتنساب يا نيل حرا طليقا
ليحكى ضفافك مدى النضال
وتبقى مدى الدهر حصنا عريقا
بصدق القلوب وعزم الرجال
يد الله يا مصر ترعى سماك
وفى ساحة الحق يعلو نداك
وما دام جيشك يحمى حماك
ستمضى إلى النصر دوما خطاك
سلام عليك إذا ما دعانا
رسول الجهاد ليوم الفداء وسالت فى النيل يوما دمانا
لنبنى لمصر العلا والرخاء

 

ما أعظم أن نتغنى بنشيد الجيش المصرى فى احتفالاتنا بالذكرى الـ46 لنصر أكتوبر المجيدة والتى استطاع بواسل قواتنا المسلحة وجيشنا العظيم أن يسطروا أكبر ملحمة فى التاريخ محققين انتصارهم فى تلك الحرب التى رسمت فى التاريخ حكاية الشجاعة والبطولة الراسخة فى ذاكرة المجد والعزة والشرف والتضحية، وخاصة أن نصر أكتوبر أعاد كرامة الأمة العربية باعتبارها معجزة كبرى تحققت بقوة الإيمان وعزيمة الرجال فإن “نصر أكتوبر” هو شعاع النور وأمل تحقق عليه آمال الدول العربية والمنطقة، وتذكرنا بأحوال العرب قبل النصر، حيث كان اليأس، ولكن قوة الإيمان وعزيمة الجنود البواسل تغلبت على الغرور وجبروت العدو الظالم وحققت أحلام كل عربى وأدخلت السرور إلى كل بيت فى وطننا العربى الكبير. إن ذكرى نصر أكتوبر كل عام هى ذكرى لانتصارات تعنى المجد والسكينة والكبرياء مما جعل لكلمتنا مكانة مسموعة بين الأمم وهى ملحمة نصر شارك فيها كل زعماء وأبناء الوطن العربى الكبير بكل صور الدعم والمساعدة للمقاتل المصرى والدولة المصرية، ففى هذه الملحمة التى استطاع أبناء الجيش المصرى أن يحطموا خط برليف الحصين الذى تم دكه فى 6 ساعات من قبل العقول المصرية بالقوات المسلحة والتى أبهرت العالم، وأكدت له أن شرف الجندية المصرية لا تقف أبدا مكتوفة الأيدى أمام أى عدو بل تستطيع أن تحقق النصر وتعيد مجدها بعقول أبنائها الذين يعيش بداخلهم وطن يجرى فيهم كمجرى الدم فى العروق، وعندما اتضح للعالم كله مدى مقدرة الجيش المصرى على قهر أى عدو تمت الدعوة من قبل كل الأطراف الدولية بوقف الحرب بعد التفوق الهائل من الجيش المصرى على جيش العدو الصهيونى، الذى فوجئ بأن أبناء القوات المسلحة دكت عليهم حصونهم وبدأت فى أسر عدد كبير من قاداتهم الأمر الذى دفع جميع الدول العربية لوقوف موقف الرجل الواحد، وبادرت باجتماع لبحث استخدام النفط كسلاح، وإظهار الدعم لأشقائها فى مصر وسوريا غير معتبرة أو ناظرة لضغوط الخارج؛ حتى أسفر الاجتماع عن تخفيض إمدادات النفط من الدول العربية للدول التى كان يصدر لها، ما أثر على السوق العالمية وتضرر العدو بشكل مباشر.. فإن تلك الملحمة التى غيرت وجه التاريخ بدأت فى تمام الساعة 14:00 من يوم 6 أكتوبر 1973حيث نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادى الرادارات الإسرائيلية. واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوى وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة فى خط بارليف ومصافى البترول ومخازن الذخيرة.. بعد عبور الطائرات المصرية بخمس دقائق بدأت المدفعية المصرية قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيرًا لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقى للقناة لإغلاق الأنابيب التى تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، فى تمام الساعة 14:20 توقفت المدفعية ذات خط المرور العالى عن قصف النسق الأمامى لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقع النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها. فى تمام الساعة 18:30 كان قد عبر القناة 2,000 ضابط و30,000 جندى من خمس فرق مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كبارى واستمر سلاح المهندسين فى فتح الثغرات فى الساتر الترابى لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، وذلك ما عدا لواء برمائى مكون من 20 دبابة برمائية و80 مركبة برمائية عبر البحيرات المرة فى قطاع الجيش الثالث وبدأ يتعامل مع القوات الإسرائيلية. فى تمام الساعة 20:30 اكتمل بناء أول كوبرى ثقيل وفى تمام الساعة 22:30 اكتمل بناء سبعة كبارى أخرى وبدأت الدبابات والأسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق مستخدمة السبعة كبارى و31 معدية. كما أنجزت القوات المصرية فى صباح يوم الأحد 7 أكتوبر عبورها لقناة السويس وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة فى الضفة الشرقية للقناة، بالإضافة إلى 1000 دبابة، وتهاوى خط بارليف الدفاعي، وتحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر. وخلال هذا اليوم واصلت القوات المصرية بتوسيع رؤوس كبارى فرق المشاة وسد الثغرات بينها وبين الفرق المجاورة داخل كل جيش. فيما قامت القوات الخاصة وقوات الصاعقة بتنفيذ ضرباتها المحمولة جوًا بمؤخرة القوات الإسرائيلية مما أرغمها على التحرك ببطء وحذر. كما تم تحسين الموقف الإدارى للقوات لإعطائها دفعة قوية لمعاركها التالية. الأمر الذى دفع العالم الأوروبى للمطالبة بوقف الحرب ووقف إطلاق النار بعدما شهد العالم كله تفوق العسكرية المصرية على قوات العدو واستطاعت القوات المسلحة وأبناؤها البواسل أن يرسموا تاريخ مصر النصر.. حفظ الله تعالى الجيش الطاهر وحمى مصر من شر كل مكروه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى