العنصر البشري والتنمية الاقتصادية

بقلم / أحمد القاضي

لماذا لا نتعلم من تجارب عديدة حولنا تحولت وخلال فترة وجيزة من اقتصاديات مستهلكة الي نمور انتاجية انطلقت ولم تستطع اي قوى ايقافها ولنا في دول جنوب شرق اسيا المثل والبرهان على ذلك فقد خرجت هذه الدول بعد الحرب العالمية الثانية وليس لديها ثمة موارد سوى عنصرها البشري وان كانت احدى هذه الدول وهي اليابان مشلولة اقتصاديا ومدمرة بشريا بعد القاء القنبلة النووية التي ابادت مدن بالكامل ولكنها لم تكن لهم هي نهاية العالم بالعكس كانت نقطة انطلاق لصاروخ تنمية لم يتوقف حتى كتابة هذه السطور وكانت نواة هذا الانطلاق هو الاستثمار في العقول البشرية وتحويل التعداد السكاني المتزايد من عبئ الى منجم مشع للتحضر والتقدم والتطوير للدرجة التي جعلت البعض يطلق عليها كوكب اليابان لما وصلت له من تقدم ورقى وتحضر– ايضا الدور الرائع الذي قام به مهاتير محمد قائد نهضة ماليزيا والذي كانت اولى خطواته في سبعينيات القرن الماضي الاهتمام بالتعليم وما ادراك ما التعليم وبدا الاهتمام فعليا بالموارد البشرية وتاهيلها لسوق العمل ، حيث تبين له الدور المهم الذي تقوم به تلك الموارد في المساعدة على تحقيق أهداف المؤسسات والدول وقد انعكس ذلك فعليا على ثقافة الشعب الماليزي وبدات ماليزيا في الركوض كاحد النمور الاسيوية التي تغزو منتجاتها كل الاسواق الاوروبية والامريكية وعلى سبيل الذكر ايضا امبراطوية الهند والقدرات البرمجية والتقنية التي تقدمها للبشرية من خلال مواردها البشرية وعقولها التكنولوجية الاولى في العالم حاليا.

ولا ننسى الصين التي اصبحت احدى اكبر الدول الصناعية السبع الكبرى بفضل التعليم والاهتمام بالعنصر البشري واستخدام كل لحظة وكل فرصة ليقوم هذا المورد بالانتاج والمساهمة في رفع الناتج القومي الاجمالي للدولة ككل وله هو كمواطن او بالاحرى كعنصر بشري .

مثال حقيقي لهذا الاستخدام عبر عنه احد اصدقائي كان في رحلة للصين مؤخرا وهو لعبارة تعبر نهر اللؤلؤ بين ضفتين بمدينة هونان الصينية .. راكبي تلك العبارة يتم تقسيمهم لفئات او درجات “كل حسب قدرته المادية” من علية القوم مرورا بالطبقة المتوسطة الى الطبقة الدنيا من الشعب ..

فمن لدية القدرة على دفع رسوم العبارة يجلس على سطح العبارة او في الكبائن الخاصة يشاهد جمال الطبيعة اما من هم من ذوي الحاجة وليس لديهم المقدرة لدفع تذكرة العبارة يتواجدون في مشغل اسفل العبارة يقومون فيه بتجميع العقد او المسبحة واخرون يشغلون بالتريكو لعمل غطاء الراس الحريمي وما شابة من المنتجات الصينية المنتشرة في كل ارجاء منازلنا وسياراتنا كل هذا في وقت مقداره لا يزيد عن 25 دقيقة وبهذا يكون قد الراكب البسيط قد اسهم بطريقة مباشرة في رفع الناتج القومي ولم يكن عالة على المجتمع ..ورايت في عيون صديقى الدهشة وهو يشرح لى كم سعادة المواطن الصيني وهو يترجل من العبارة بعدما صنع ثلاث او اربع قطع خلال هذه الرحلة القصيرة ولم يطلب من احد مبلغ مالى ليركب العبارة.

هل ما زال لدينا الامل ان يظهر في اوطانا مهاتير محمد او دا سيلفا البرازيلي وننطلق اقتصاديا بالاستخدام الامثل لمواردنا الطبيعية والبشرية على السواء.

والسؤال الملح هنا هو : متى نتحول من شعوب استهلاكية الي شعوب انتاجية..؟؟!!

في انتظار هذا المنقذ
الله من وراء القصد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى